قالت منصات توثيقية إن وسم #أبو_عبيدة جمع في ساعات قليلة 13.5 مليون منشور على تيك توك لم يروا فيه إرهابيًا بل رأوا فيه النسخة الحقيقية من أبطالهم الخياليين.
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة موجة واسعة من التفاعل عقب إعلان استشهاد القائد حذيفة الكحلوت “أبو عبيدة”، المتحدث العسكري باسم كتائب القسام. مستخدمو “السوشيال” أطلقوا عدة وسوم للتعبير عن الحزن والتضامن، كان أبرزها: #أبوعبيدة، #الشهداء، #فلسطين، #كتائب_القسام، إضافة إلى وسوم باللغتين العربية والإنجليزية مثل #AbuObaida و #Martyrs.
وتصدرت الوسوم قوائم الأكثر تداولًا في عدد من الدول العربية والإسلامية، كما لاقت تفاعلًا من ناشطين أجانب عبّروا عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية.
وتراوح المحتوى المتداول بين رسائل نعي ودعاء للشهيد، وصور ومقاطع فيديو توثق مسيرته وخطاباته السابقة، إلى جانب مقاطع من بيانات جماعة الإخوان المسلمين التي وصفته بـ”القائد البطل” ورمز الصمود.
واعتبر مراقبون أن هذا الزخم الرقمي يعكس مكانة أبو عبيدة كرمز للمقاومة، وأن التفاعل الشعبي عبر الوسوم يبرز استمرار حضور القضية الفلسطينية في وجدان الملايين، رغم محاولات التعتيم الإعلامي.
وقالت عائلة أبو عبيدة حذيفة سمير الكحلوت: “نزفّ إلى الفردوس الأعلى ابننا المجاهد القائد حذيفة الكحلوت، الذي قضى شـ ــهيدا في سبيل الله مع زوجته وابنتيه ونجله، في عملية اغتيال جبانة”.
ونعى شقيقه إبراهيم الكحلوت أخاه الشهيد #ابو_عبيدة : “ليتنا فديناك بأرواحنا وبقيت.. ليتنا قدّمّنا الغالي والنفيس وما فقدناك يا شرف الأُمّة ويا فخرنا وعزتنا وتاج رءوسِنا ولكنهُ قدر الله إذا جاء لا يُأخّر .. الله يجمعنا فيك يا حبيبي في الفردوس الأعلى أنت وعائلتك وأحبابنا جميعاً .. آلمنا فراقك كما لم نألم من قبل “.
وأضاف، “ما شبعنا منك بهالدنيا بسبب انشغالك وانخراطك في درب الجـ.ــ.ـهاد وإخلاصك في عملك وتأدية واجبك الديـ.ـنـ.ـي والأخلاقي والوطني فما كنا نراك الا قليلا.. لكن حسبنا أن نلقاك في الفردوس الأعلى من الجنة ..طبت حياً وطبت حيا يا حبيب القلب ويا قُرة العين ويا رافع رأسنا ورأس الأمة “..”.
وكتب #محمد_أبو_تريكة لاعب منتخب مصر السابق عبر حسابه الشخصي تعليقًا على استشهاد #ابو_عبيدة الآية الكريمة “ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه”.
وعلق الشيخ حاتم الحويني نجل الشيخ أبو إسحاق رحمه الله عبر @Hatem_alhowainy “إنّ أمّتَنا لا تموت وإن ألمَّ بها المرض، وإن تكاثرت عليها الجراح، لا تُقهر؛ فهي بأبطالها عصيّة على الانكسار، وبعزمهم أصلب من الحديد.. إنّ أمّتنا تنبت الشهداء كما تنبت الأرض شجر الزيتون؛ كلّما قُطعت شجرة، أزهرت ألف غصن، وكلّما سقط شهيد، نهضت من دمه حياةٌ وأمل.”.
وأضاف “#ابو_عبيدة رحمة الله وبركاته عليك أيها الملثّم.”.
https://x.com/Hatem_alhowainy/status/2005722086464184526
أما المذيع والصحفي حفيظ دراجي فعبر عن ألمه بعدة تغريدات وعبر @derradjihafid قدم هذا النعي “بعد إعلان استشهاده ،، أبو عبيدة، دون لثام، يتحدث عن الشهادة، ومراتبها، وفضلها، ومعانيها السامية في ميزان العقيدة والتضحية.. كلمات صادقة تخرج من القلب، وتلامس الوجدان، وتعيد التذكير بقيم الصدق و الثبات والإيمان والصبر.. نسأل الله أن يجعله منهم، وأن يتقبل الصادقين، ويجزيهم بما وعد به عباده المخلصين.”
https://x.com/derradjihafid/status/2005700353191186585
واعتبر الشاعر عدنان الحسني من لبنان @adnan202077 أن حذيفة سميرعبدالله الكحلوت ابو ابراهيم المعروف بأبو عبيده “.. أحد جنود الله الذين باعوا لله أرواحهم وأنفسهم وأهلهم ومالهم.. انه أسد الله الذي ارعب بزئيره جحافل الصهاينة وجيفتهم النتن ياهو وافزع قوى الطغيان واذنابهم من العرب المتخاذلين. واقام الحجة على ملياري مسلم ثم رحل الى ربه”.
https://x.com/adnan202077/status/2005750454530011262
ومن سلطنة عمان كتب الأكاديمي د.حمود النوفلي @hamoodalnoofli “لم نرَ نور وجهك إلا بعد رحيلك، نوّر الله قبرك كما نورت عقول الأمة بالحق.. هنيئا لك اللحاق برفاق الدرب والجهاد، وهنيئا لك تحقق كل ما تمنيت:النصر والاستشهاد.. والعزاء لأمة الإسلام في فقد من استمر يناديها: يا أمة الإسلام، فخذلته حتى خسرته برحيله.. #ابو_عبيدة #كتايب_القسام”.
https://x.com/hamoodalnoofli/status/2005652611014488459
ومن بيت الحكم القطري كتب الأمير فيصل بن جاسم ال ثاني @althani_faisal “عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: عينان لا تمسهما النار.. عين بكت من خشية الله.. وعين باتت تحرس في سبيل الله…رواه الترمذي وصححه الألباني
مضيفا “رحمك الله يا #ابو_عبيدة ورفع قدرك .. وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة.. نحسبك منهم ولا نزكي على الله أحدا.. #ابو_عبيدة_شهيدا #الـمـلثـم”.
https://x.com/althani_faisal/status/2005701879960084746
وكتب عبالعزيز من فلسطين عبر @Abdaieaziz0 “كان صوتَه في غزة يُشبه الرعد إذا تكلَّم، وصمته أبلغ من الكلام.. رجلٌ لا يُرى، لكنّه حاضر في القلوب، في السماء، في زئير الصواريخ، وفي دموع الثكالى.. هو أبو عبيدة… وجهُ القسّام الملثَّم، ولسانُ المظلومين.. صبر مع قومه، وثبت حين تهاوت الجدران، وكان إذا اشتدّ القصف، ازداد يقينًا بأن النصر يولد من تحت الرماد.”.
وأضاف، “وحين جاءه القدر كما جاء لمن قبله، ما ولّى، وما ضعف… بل مضى كما يمضي العظماء، مضى كما مضى أبو عبيدة بن الجراح… ثابتًا حتى النفس الأخير.. فإذا قيل: أين أبو عبيدة؟.. قيل: ارتقى.. ارتقى جسدًا، وبقي صوته في الذاكرة نارًا لا تخبو”.
https://x.com/Abdaieaziz0/status/2005759124429017138
وكتب @TNT_arabic “اليومَ نُبصِرُ بِاليَقينِ ما كانَ يَستُرهُ اللِّثام؛ وجهاً يشعُّ بنورِ الطاعة، وجبهةً ما سجدتْ إلا للقَهّار، ومَلامِحَ صاغَتْها ميادينُ النِّزال لا ردهاتُ الفنادق.. تَرَجَّلَ “حُذيفةُ” #ابو_عبيدة الفتى الذي أرعَبَ بصوتهِ شراذمَ الباطل، ومَضى إلى رَبِّهِ مُخضَّباً بدِمائِه، مُقبلاً غيرَ مُدبِر، حاملاً أمانةَ جيلٍ بأكمَلِه.”.
وأضاف، “لقد غادرتْنا الهويةُ الجَسدية، لكنَّ “أبا عُبيدةَ” لم يرحَلْ؛ بل صارَ فينا عقيدةً تُدَرَّس، ومِنهاجاً يُتَّبع، وصوتاً يترددُ مع كلِّ رصاصةٍ تخرجُ من أفواهِ البَنادق.. رحلَ صاحِبُ الحنجرةِ الضاربةِ الذي جعلَ نداءَ “إنه لجهاد.. نصرٌ أو استشهاد” دستوراً للأحرار، ومَناراً في ظلماتِ الانكسار”.
وتابع: “عزاؤنا يا صادِقَ الوَعْدِ.. أنك ارتقيتَ حيثُ تمنى الأنبياءُ والصديقون، صعدتَ وأنتَ راسِخٌ كاليَقين، مُبشراً بفتحٍ بدأتَ أنتَ أولى خطواته..
نَمْ قريرَ العين، فخلفكَ جيشٌ عظيم، رضعوا العزَّةَ من بيانِك، وتربَّوا على هيبةِ لثامِك، وأقسموا ببارئِ الكونِ ومُجري السحاب ألا يضعوا السلاحَ حتى ترفرفَ راياتُ الحقِّ فوقَ مآذنِ الأقصى الأسير.”.
وأكد أنه “فواللهِ لن نُقيلَ ولن نستقيل، ولن نزيدَ إلا بصيرةً واشتعالاً، ولن نلقى اللهَ إلا على ما لَقيتَه عليه.. صبراً ومصابرةً وجهاداً.. إلى جنانِ الخُلدِ يا حُذيفة.. هنيئاً لكَ رِبْحُ البَيع، وعُلُوُّ المَنزلةِ، وحُسنُ المَآب.”.
https://x.com/TNT_arabic/status/2005681627175768289
واعتبر حساب @abomaged2023 أن “الشهادة ليست فناءً، ولا خسارة.. هي أعظم تتويج لامتحان الدنيا، وأعلى درجة يحصل عليها المسلم في اختبار الحياة.. لذا كانت أمنية سيد الخلق ﷺ وإمامهم:. ( وَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ في سَبيلِ اللَّهِ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ)”.
https://x.com/abomaged2023/status/2005758056714412241
ووجهت هدى السيابيه @um_ali1986 للشهيد بإذن ربه “رحلت، لكنك لم ترحل، فأنت حي في قلوب الشرفاء، لأنك كتبت تاريخا لا يُنسى.
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ #ابو_عبيدة”.
https://twitter.com/um_ali1986/status/2005759511899038099
ابن مخيم جباليا
وفي تلميح إلى معرفة بهذا البطل كتب الشيخ محمود الحسنات @mahmoudalhsanat، “هذا هو أبو عبيدة الناطق باسم القسام.. ابن مخيمي مخيم جباليا الذي ولدت فيه.. كان ابن المخيّم، لا يعرف من الدنيا إلا قدر ما يُقيم صلبه، ولا يحمل من الزاد إلا ما يبلّغه إلى الله.
كم شرفتُ بالسلام عليه، وكم جلستُ معه، عرفتُه نقيًّا… نقاء من صفّى سريرته قبل علانيته، زاهدًا… كأن الدنيا كانت تمرّ بقربه ولا تسكنه، عابدًا… ورعًا… يحسب للّفظة حسابها، وللخطوة وزنها.
وأضاف، كان المصحف رفيق يده، والذكر أنيس صدره، والصفّ الأوّل موعده الدائم، كأنّه يعرف أن من سبق إلى الله سبقه الله بالقبول.
وتابع: ” ما سعى لأن يُعرف، ولا حاول أن يُرى، لكن الله إذا أحب عبدًا أراه الناس من حيث لا يقصد، ورفع ذكره من حيث لا يطلب، وألقى له محبّةً في القلوب .. وهنا يكمن السرّ، ليس في الصوت، ولا في الصورة، ولا في الاسم، بل في قلبٍ عاش مع الله فأحياه الله في قلوب الخلق. على مثله فلتبكي البواكي”
https://x.com/mahmoudalhsanat/status/2005650435755950366
صافحني والتزم بمهمته
ولأن مهمته كانت تقتضي الكتمان كتب د. فايز أبو شمالة @FayezShamm18239 عن أبو عبيدة “..رحم الله الشهيد الملثم أبو عبيدة.. التقيت مع أبي عبيدة لمرة واحدة فقط، وبالصدفة.. قبل خمسة عشر عاماً، كان لي لقاء مع فضائية الأقصى، وكان أبو عبيدة قد أتم لقاءه مع الفضائية نفسها.. كان أبو عبيدة خارجاً من الاستديو، وكنت أنا داخل إلى الاستديو، فالتقينا لدقائق.. وقتها لم يكن أبو عبيدة معروفاً.
وتابع: “مد يده، وصافحني، وشد على يدي .. قلت له: من أنت يا رجل؟.. لقد انتهى لقاؤك عبر الفضائية، فارفع اللثام كي أراك.. قال: لا داعي لأن تراني، وستعرف اسمي بعد سنين!.. وافترقنا، وما التقينا، وما اختلفنا.
https://x.com/FayezShamm18239/status/2005693200275485101
المحلل السياسي الفلسطيني سعيد زياد كشف أن سيدنا أبو عبيدة (باللقب العسكري)، وأبو إبراهيم (باللقب المدني) الذي كنّا نكنّيه به مُذ كان شاباً فتياً في مسجد العودة في معسكر جباليا.
ينتمي شهيدنا الحبيب لإحدى أعرق العائلات في قطاع غزة، ووالده الشهيد الشيخ أبو صهيب سمير الكحلوت، أحد رجال الدعوة الأوائل، وأشقاؤه سادة من سادات معسكر جباليا.
كان ذكياً ألمعياً منذ طفولته، وتفوق في الثانوية العامة، وحصل على أكثر من ٩٥٪، ثم درس في كلية أصول الدين رغم استطاعته أن يدرس في أي كلية يشاء.
بزغ نجمه منذ أول ظهور له، عندما تم استدعاؤه من عقدته الدفاعية في مقدمة الصفوف، يوم أن كان العدو يحيط بمعسكر جباليا من جميع جوانبه، ويخوض مقاتلو المخيم إحدى أبرز المعارك في تاريخه، معركة أيام الغضب، إلى مهمة جرى فيها تكليفه فيها للمرة الأولى في تاريخ القسام، مهمة الناطق العسكري.
منذ ذلك الحين، وأبو عبيدة أصبح رمزاً عابراً للآفاق، بعد أن فتح الله على صوته ولسانه.
وأضاف زياد @saeedziad “استمعت لخطاب الناطق الجديد باسم كتائب القسام (أبو عبيدة)، وملاحظاتي كالتالي:
– الظهور الأول للناطق الجديد قوي، سواء على صعيد الحضور، أو اللغة، أو اختيار الرسائل والمصطلحات السياسية، وهذا مؤشر مهم حول قدرة المقاومة على التعافي، لا على سبيل الإعلام العسكري فحسب، وإنما على صعيد حالة المقاومة عموماً في القطاع.
– من الواضح أن الناطق الجديد ليس طارئاً على حالة الإعلام العسكري، وإنما له قدم راسخة فيها، وجرى تحضيره بشكل جيد من قيادة الأركان لمثل هذا الموقف، وهذا ينسحب بطبيعة الحال على سائر المستويات القيادية لكتائب القسام.
– الرسائل التي تحدث بها الناطق الجديد جاءت متسقة مع الواقع الإنساني لأهل غزة أولاً، ثم مع الرؤية السياسية لقيادة المقاومة، بشكل مقتضب وبليغ.
– احتفاظ المقاومة بلقب (أبو عبيدة) للناطق الجديد فكرة صائبة، بدلاً من تغيير اللقب مع كل ناطق جديد.
– التزام المقاومة بنعي قادتها دون إخفاء ذلك، شجاعة يُشاد بها من المقاومة، وحق للشهداء وذويهم، وهذا دليل تعافٍ وتماسك بنيوي.
https://x.com/saeedziad/status/2005650677511360984
ولد ابو عبيدة في أبها بالمملكة العربية السعودية بيوم الاثنين ٢١ جمادى الأولى ١٤٠٥ هـ الموافق 11 فبراير 1985 .
وفقًا لبيانات كتائب القسام، فإن أبو عبيدة (حذيفة الكحلوت) أصيب بجروح خطيرة نتيجة قصف إسرائيلي مكثف في أغسطس 2025 استهدف موقعًا كان يتحصن فيه داخل قطاع غزة.
هذه الإصابات أدت لاحقًا إلى استشهاده، وهو ما أعلنت عنه الكتائب رسميًا في 29 ديسمبر 2025، مؤكدة أنه فارق الحياة متأثرًا بجراحه.
وسائل إعلام إسرائيلية، بينها تصريحات من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تحدثت بالفعل عن تنفيذ عملية اغتيال ضد أبو عبيدة في أغسطس، لكن كتائب القسام لم تؤكد وفاته حينها، واكتفت بالإشارة إلى إصابته.
الإعلان الرسمي من القسام في ديسمبر تضمن لأول مرة الكشف عن اسمه الحقيقي وصورته، إلى جانب نعي عدد من القادة الآخرين الذين استشهدوا في عمليات إسرائيلية متزامنة.

