منحت نقابة الصحفيين ، مساء السبت، جائزة حرية الصحافة لعام 2025 إلى "شهداء الصحافة الفلسطينية" الذين قتلتهم إسرائيل منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في 8 أكتوبر 2023.
وجاء ذلك خلال احتفالية جوائز الصحافة المصرية " التي أُقيمت في مقر النقابة وسط القاهرة.
وفي كلمة سبقت تقديم الجائزة، أوضح خالد البلشي نقيب الصحفيين أنها "تُمنح لشهداء الصحافة الفلسطينية تقديراً لتضحياتهم المهنية والشخصية في سبيل نقل الحقيقة إلى العالم، وكشف زيف رواية الكيان الصهيوني".
وأضاف أن الصحفيين الفلسطينيين الذين قُتلوا، والذين تجاوز عددهم 250، "أعادوا الاعتبار للصحافة في مواجهة آلة الهدم والاستيطان، وانتصروا للحقيقة في مواجهة الإعلام الزائف". وشدّد البلشي على أن "الحريات تمثل أساس مهنة الصحافة وعنوانها، وجوائز اليوم تعبير واضح عن حرية الصحافة".
وفي كلمة مسجّلة بُثّت خلال الاحتفالية، أكد نقيب الصحافيين الفلسطينيين عبد الناصر أبو بكر أن نقابة الصحافيين الفلسطينيين "كانت ولا تزال في مقدمة المدافعين عن حقوق الفلسطينيين بوجه الاحتلال الإسرائيلي".
وفي يوليو/تموز 2024، منحت نقابة الصحفيين المصريين الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح جائزة حرية الصحافة، ممثلاً عن الصحافيين الفلسطينيين. والدحدوح هو مدير مكتب شبكة الجزيرة الفضائية في غزة، وقد أُصيب خلال حرب الإبادة، فيما قتلت إسرائيل ثلاثة من أبنائه وحفيدته.
وبحسب الموقع الإلكتروني لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، قتلت إسرائيل خلال حرب الإبادة في غزة 256 صحفياً، واعتقلت 49، وأصابت 535، ودمّرت 150 مؤسسة إعلامية، كما قتلت 706 فلسطينيين من عائلات صحافيي غزة.
وبالمقارنة، بلغ عدد الصحافيين الذين قُتلوا خلال الحرب العالمية الثانية (1939–1945) نحو 69، وفقاً لمنظمة "منتدى الحرية" ولجنة حماية الصحافيين الأميركيين، بينما قدّرت تقارير أخرى العدد بنحو 150. فيما بلغ عدد الصحافيين الذين قُتلوا خلال الغزو الأميركي للعراق (2003–2011) نحو 230، بحسب منظمة مراسلون بلا حدود، وبلغ عدد القتلى من الصحافيين في حرب فيتنام (1955–1975) نحو 66، وفق تقارير صحافية أميركية.
وبدعمٍ أميركي، خلّفت حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة أكثر من 71 ألف شهيد و171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب دمارٍ واسع، مع كلفة إعادة إعمار قدّرتها الولايات المتحدة بنحو 70 مليار دولار.
ومنذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يسود اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي، تخرقه الأخيرة يومياً، ما أسفر عن استشهاد 414 فلسطينياً وإصابة 1142 آخرين، بحسب وزارة الصحة في القطاع، السبت. وأُقيمت إسرائيل عام 1948 على أراضٍ احتلتها عصابات صهيونية مسلّحة ارتكبت مجازر وهجّرت مئات آلاف الفلسطينيين، ثم احتلت لاحقاً بقية الأراضي الفلسطينية، ولا تزال ترفض الانسحاب وإقامة دولة فلسطينية.
