أفاد مسئول أمريكي ومصدر إسرائيلي مطلع لموقع "أكسيوس" أن البيت الأبيض يعمل على التوسط لعقد قمة بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وعبد الفتاح السيسي رئيس الانقلاب، في محاولة لإعادة إحياء قنوات التواصل بين القاهرة وتل أبيب بعد زعم "انقطاع دام منذ ما قبل حرب غزة الأخيرة!".
وأوضح التقرير أن هذه المساعي تصطدم بشروط مصرية واضحة، أبرزها موافقة نتنياهو على اتفاقية استراتيجية للغاز مع القاهرة، إلى جانب اتخاذ خطوات أخرى تعكس جدية "إسرائيل" في التعامل مع الملفات العالقة." بحسب زعم اكسيوس.
ويبدو أن الموقف الذي اتخذه السيسي واتخذه أيضا مبكرا هو لقاء علني جديد مع نتنياهو في أمريكا (لا يمنع أن يكون التقاه سريا مرات كما أعلن نتنياهو نفسه من قبل) وبحسب موقع بصراحة @besraha_ عن مذيع الانقلاب عمرو أديب فإن "واشنطن ترغب في التوسط لعقد قمة بين الرئيس (السيسي) و نتنياهو.. ووجدوا فتورًا من السيسي.. وفي تقديري منقعدش مع إسرائيل إلا لما تقدم حاجة لمصلحة مصر والقضية الفلسطينية!".
تمهيد وظيفي معتاد
وكلام البوق عمرو أديب يصلح أن نقرأه من زاوية علم النفس السياسي أو الاتصال الجماهيري حيث إنه من كبار مطبلي الانقلاب في الإعلام ويمهّد لفكرة لقاء بين السيسي ونتنياهو، لكنه يضع شروطًا أو يربطها بمصلحة مصر والقضية الفلسطينية.
ويعتبر تهيئة الرأي العام بتقديم فكرة بشكل تدريجي للجمهور حتى تصبح مقبولة، عبر ربطها بمبررات وطنية أو أخلاقية، إضافة للتطبيع النفسي، ويعني إدخال فكرة مثيرة للجدل في الخطاب الإعلامي لتصبح مألوفة مع الوقت.
ويستخدم عمرو أديب الإطار الشرطي، بوضع شرط واضح ("لن نقعد إلا إذا قدمت إسرائيل شيئًا لمصلحة مصر وفلسطين")، وهو أسلوب يخفف من رفض الجمهور ويجعل الفكرة تبدو منطقية.
كما استخدم نسل عائلة المطبعين الإقناع التدريجي بوسيلة؛ عدم طرح الفكرة مباشرة، بل عبر مقدمات وتمهيدات، لتقليل المقاومة النفسية عبر إظهار اللقاء كأنه مصلحة وطنية لا تنازل وربطه بالقضية الفلسطينية لتقليل الحساسية الشعبية وتقديمه كخطوة مشروطة، لا كاستسلام.
ومنذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979، ظلت العلاقات بين مصر وإسرائيل محكومة بمعادلة دقيقة: تعاون أمني واقتصادي محدود، مقابل التزام سياسي بعدم الانجرار إلى تحالفات علنية واسعة. ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة تقاربًا في ملفات الطاقة والغاز الطبيعي، حيث أصبحت مصر مركزًا إقليميًا لتسييل الغاز وتصديره إلى أوروبا، فيما تعتمد إسرائيل على البنية التحتية المصرية لتسويق جزء من إنتاجها.
لكن حرب غزة الأخيرة وما رافقها من توتر شعبي ورسمي في القاهرة، أدت إلى تجميد الاتصالات المباشرة بين السيسي ونتنياهو، وسط اتهامات مصرية لإسرائيل بتقويض جهود الوساطة وارتكاب انتهاكات إنسانية واسعة.
الدور الأمريكي
وتسعى واشنطن، التي ترى في القاهرة شريكًا أساسيًا في إدارة الملف الفلسطيني وضمان استقرار المنطقة، لإعادة بناء الجسور بين السيسي ونتنياهو. المسئولون الأمريكيون يدركون أن استمرار القطيعة بين الطرفين يُضعف فرص التوصل إلى ترتيبات أمنية أو سياسية في غزة، ويُعقد جهود إعادة الإعمار ووقف إطلاق النار طويل الأمد. بحسب التقرير
لذلك، يضغط البيت الأبيض على نتنياهو لتقديم تنازلات ملموسة، أبرزها توقيع اتفاقية الغاز مع مصر، التي تعتبرها القاهرة خطوة استراتيجية تعزز مكانتها الإقليمية وتؤكد جدية إسرائيل في التعاون بعيدًا عن المناورات السياسية.
الغاز كمدخل سياسي
وملف الغاز ليس مجرد قضية اقتصادية، بل أصبح ورقة سياسية بامتياز. مصر، التي تسعى لترسيخ موقعها كمركز إقليمي للطاقة، ترى أن الاتفاق مع إسرائيل يعزز قدرتها على لعب دور الوسيط بين الشرق الأوسط وأوروبا في مجال الطاقة. في المقابل، إسرائيل بحاجة إلى مصر لتسويق فائض إنتاجها من الغاز، خاصة في ظل الضغوط الأوروبية لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي.
لكن القاهرة تربط هذا التعاون الاقتصادي بمواقف سياسية واضحة: احترام التفاهمات الأمنية في غزة، وتقديم ضمانات بعدم تقويض الدور المصري في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
حسابات نتنياهو الداخلية
نتنياهو، الذي يواجه ضغوطًا داخلية من شركائه في الائتلاف اليميني، يجد نفسه أمام معادلة صعبة. من جهة، يحتاج إلى الحفاظ على علاقات استراتيجية مع مصر، التي تمثل شريكًا أمنيًا لا غنى عنه في ملف سيناء وغزة. ومن جهة أخرى، يخشى أن يُنظر إلى أي تنازل في ملف الغاز أو التفاهمات مع القاهرة على أنه ضعف أمام الضغوط الخارجية.
هذا التردد يعكس طبيعة الأزمة السياسية التي يعيشها نتنياهو، حيث تتقاطع حساباته الداخلية مع الضغوط الأمريكية والدولية، ما يجعله مترددًا في اتخاذ خطوات قد تُضعف موقفه أمام قاعدته اليمينية.
ويرى مراقبون أن المسعى الأمريكي لعقد قمة بين نتنياهو والسيسي يعكس إدراك واشنطن لأهمية القاهرة في إدارة أزمات المنطقة، لكنه يكشف أيضًا عن تعقيدات المشهد السياسي والاقتصادي. الغاز أصبح ورقة ضغط مركزية، فيما يظل ملف غزة هو العقدة الكبرى. وبين حسابات نتنياهو الداخلية وحذر السيسي من ردود الفعل الشعبية، يبقى نجاح هذه الوساطة رهينًا بقدرة الأطراف على الموازنة بين المصالح الاقتصادية والاعتبارات السياسية.
أحدهم وعبر @khaleds80710470 قال "لا أعتقد أن لقاء بين (…) السيسي ونتنياهو فى البيت الأبيض سيتم الاستجابة له ولا يمكن أن تمنحه مصر هذا الشرف حتى لو حاولت واشنطن ربط التوقيع على صفقة الغاز بلقائهم .. صفقة الغاز ستتم رغما عن نتنياهو لأنها مصلحة .. لكن من المؤكد أن مصر لا يمكن ان تعطيه هذا الفرصة ليعلن الانتصار".
https://x.com/khaleds80710470/status/1998124266655748253
وعن سيرة السيسي التي لا تمنع لقاءه بالنتن ياهو كتب @boucettahamid5 "خليها السيرة الذاتية للمشير السيسي؛ و هذه بعض المقتطفات :
– انقلب علي الشرعية في مصر
– أغلق انفاق غزة
– دعم حفتر فأشعل حربا في ليبيا وهي الآن على طاولة التقسيم
– دعم البرهان فأشعل حربا أهلية في السودان ولا حل يلوح في الافق
– دعم نتنياهو في الحرب على غزة
http://x.com/boucettahamid5/status/1998094401776869863
وقالت القناة 12 العبرية إن ترامب سيستقبل السيسي ونتنياهو نهاية الشهر الحالي في الولايات المتحدة، وقال الصحفي الصهيوني باراك رافيد إن الشرط الأميركي واضح: "موافقة "إسرائيل" على صفقة الغاز الاستراتيجية لصالح مصر!".
ويبدو أيضا أن تحركات الجيش في سيناء لا تعني الكيان الصهيوني في شيء، حيث لا يضعها نتنياهو ضمن شروطه للقاء السيسي (على فرض أن هناك شروطا للقاء المجرمين) وبحسب موقع أكسيوس الأمريكي نفسه نقل تسريبات، في 20 سبتمبر الماضي، تزعم أن نتنياهو طلب من الولايات المتحدة الضغط على مصر بسبب تعزيز عسكري في سيناء، مدعيًا أنه ينتهك معاهدة السلام لعام 1979م، وذكر أن "إسرائيل" قالت إن مصر وسعت القواعد الجوية، وبنت منشآت تحت الأرض، وزادت القوات بالقرب من غزة دون تفسير، ويخشى السيسي أن يطرح ترامب هذا الأمر علنًا خلال اللقاء معه، ما يضعه في حرج!.
