بعد شكاوى مذابح الأشجار، التي ما زالت رائجة على منصات التواصل الاجتماعي، أثارت حكومة السيسي الجدل من جديد بإصرارها على تفضيل النخيل "الدبلان" لأسباب غير مفهومة في تشجير شارع أبو قير بعد مذبحة الأشجار به لتوسعة الطرق، دون استخدام تقنيات حديثة للحفاظ على الأشجار كما تفعل دول مثل اليابان.
وعبر ناشطون ومراقبون عن إحباطهم من سوء إدارة لمحة التشجير وغياب الأمل في تحسين المشهد الحضري مع دعوات للتخطيط البيئي واستخدام أشجار بيئية تتحمل الحرارة وتوفر الظل، وتحتاج صيانة أقل. مع اقتراحات أن تكون زراعة النخيل مقتصرة على المزارع فقط، وليس في الشوارع.
وكشف حساب @ArabEnveron أن زراعة النخيل التي تشجعها اللجان مصلحة للشركات الموردة وقال: "السبوبه هي أن النخل في المزارع التجاريه لإنتاج التمر بعد 10-13 سنه يصبح عاليا ومكلفا بالخدمه وصعبا لعلوه ، فيزرع المزارع شجرا جديدا، ويتخلص من القديم ،،. هنا نشأت تجارة لبيع الأشجار بارتفاع عال للزينه في الشوارع والفلل والقصور ..".
وأضاف له @SamiHalfawi "لكن النخل حين يُزرع في الشوارع .. يموت بسرعه.. وهو المطلوب ، لأن يلزم ساعتها استبداله وبالتالي الحصول علي عموله جديده.. لكن الشجر سوف يستمر في الحياه للأسف!".
وردا على المتحمسين لزراعة التخيل في الشوارع قال الأكاديمي المتخصص في العلوم الزراعية د. محمد الشريف @MhdElsherif: "الناس المتحمسة لزراعة النخيل المثمر فى الشوارع، يجب أن يعوا انها فكرة ليست جيدة. زراعة الشوارع والطرق هدفها تحسين البيئة والشكل الجمالي، وليس الإنتاج، وزراعتها تحتاج إلى عناية مركزة ومستمرة مثل التسميد المتخصص والري المنتظم، والتقليم الدقيق، والتلقيح الصناعي، والحماية من الآفات".
الخطير أنه كشف أن النخيل يتأثر "بالملوثات الضارة من الحركة المرورية والثمار لا تنمو جيدا وتتلوث. والأهداف التجارية ذات القيمة الاقتصادية العالية مكلفة وإنتاجها فى ظروف غير مناسبة غير اقتصادى وحصاد التمور منها فى الشوارع مكلف ومعقد لارتفاع النخيل ووجود مخاطرة فى عملية القطف".
https://twitter.com/MhdElsherif/status/1983653597717131287
وأوضح ان ".. فى الشوارع أشجار الظل هى المطلوبة. الشوارع ليست بساتين لزراعة أشجار مثمرة مثل الزيتون التى تحتاج إلى رعاية ومقاومة أمراض وحشرات وضبط دقيق للرى فى كل مرحلة لكى يثمر . من الناحية الجمالية أشجار الظل طبعا لها سحرها".
وعن ان تكون الشجار مثمرة أشار إلى أن "النخل والزيتون والتين نزرعها فى البساتين علشان تنتج مش فى الشوارع .. فى الشوارع أغراض الزراعة مختلفة".
حساب @rashadhamed دافع عن السبوبة ومن وجهة نظره "مصر من أكثر مناطق العالم جفافًا، وايضا تعاني من الفقر المائي، لذلك النخيل افضل من الأشجار في ما يتعلق بالتحمل المائي والحراري:
– النخيل قادر على تحمل درجات حرارة تتجاوز 50 درجة مئوية، بينما تتعرض معظم الأشجار للإجهاد الحراري عند تجاوز الحرارة 40 درجة مئوية.
– تحتاج الأشجار إلى الري المنتظم، غالبًا مرة أسبوعيًا، في حين يستطيع النخيل الصمود لفترات طويلة دون ري، قد تمتد لأشهر متواصلة.
– النخيل يستهلك أقل من نصف كمية المياه التي تحتاجها الأشجار.
– يتميز النخيل بقدرته على تحمل مستويات ملوحة تصل إلى ثلاثة أضعاف ما تتحمله الأشجار، وبالتالي يمكن ريه بمياه الصرف المعالحة احاديا.
– جذور الأشجار سطحية وتمتد أفقيًا، مما يحد من قدرتها على الوصول إلى المياه الجوفية. أما النخيل، فله جذور عميقة تمكنه من الوصول إلى الرطوبة الجوفية والاستفادة منها.
إلا أن المهندس الزراعي شعبان @shaaban77 رد قائلا: "الظاهر أن سبوبة النخيل كبيرة جدا عن سبوبة الأشجار المزهرة .. زراعة النخيل فى مصر لها شركات كبيرة لها مصالح مع الحكومة من زمان . لذلك تجد أى زرع جديد بيكون نخيل .. ليس هناك شركات متخصصة فى زرع و بيع الأشجار المزهرة .. العالم دى بتاعة مصلحة مش فائدة او قيمة او اكسجين و الكلام ده".
ونصحت @hadeergalal1981 أن "أزرعوا الشجر أفضل من النخل لأن الشجر يعطي الظل وينظف الجو ويعطي أكسجينا ويخفض درجة حرارة الجو .. النخيل اي مكان تغرس فيه تحوله إلى مكان جاف لأنه يمتص المياه التي حوله وجذوره تمتد لأمتار احيانا تتعدى عشرة امتار ولا تصلح للأماكن المأهولة بالسكان ..".
https://twitter.com/shaaban77/status/1983639277482410225
وفي توضيح من السعوديين لزراعة نخيل الشوارع قال عبدالله الضفيان @wowhii69: "رحم الله الملك فهد وياليته أمره أن تكون الشوارع جميعها فيكس بدلاً من النخل، لأنه علمياً في مجال الزراعة أن الشجر المثمر لا يُزرع بالقرب من الأسفلت لأن الثمر عندما يتساقط سيلتصق بالأرض !.. وهذا ماحدث الآن ، ناهيك عن بشاعة المنظر بعدم تساوي الأطوال بين النخل وسقوط بعضها اكثر من مره !".
واتفق أحمد زغلول مع الأكاديمي محمد الشريف من أن "النخل مكانه المزارع مش الشوارع لأنه يحتاج عنايه صعبه جدا … في حاجه اسمها اشجار بيئية تتحمل الحراره وتعمل ظل وكل ما كبر مبتحتجش اي حاجه غير التقليم غير إنها بتكافح الحشرات . زي المورينجا و النيم.. أو الأكسيا بأنواعها والكافور".
وأضافت الصحفية رانيا الخطيب @ElkhateebRania "النخل المزروع قدام الكومبوندات او المولات بيبقى اخضر ويسر الناظرين والنخل اللي زرعته الحكومة في الشوارع شكله دبلان ومن غير خضار ويغم الناظرين.. يعني حتى الشجر بتاع القطاع الخاص فيه خير وشجر الحكومة مسروق خيره !! ما تشوفوا مين الباشا اللي بيورد نخل تعبان كده وازرعوا شجر وبلاش نخل".
https://x.com/ElkhateebRania/status/1972324870878061047
ونصح حساب لعله خير @AlnShrkh أن "الحقيقه ان زراعه النخل في الشوارع إهدار اولا مافيش حد بيجمع البلح.. ثانيا مافيش تهذيب للنخيل.. ثالثا شويه النخل دول ممكن يفتحوا رزق لمئات الفلاحين سواء بجمع البلح او صناعه البلح او حتى مزرعه بلح للشباب مشروع منتج ومربح".
https://x.com/AlnShrkh/status/1983997128478486554
وزرعت مصر النخيل خصيصًا للسعودية. حيث تمتلك مصر أكبر مزرعة نخيل تمور في العالم بمساحة 132 ألف كم² حسب جينيس، لكن هذا لا يعني "زراعة عنكم" كمساعدة. السعودية قدمت أكثر من 32 مليار دولار مساعدات لمصر منذ عقود، مما يعكس دعمًا اقتصاديًا حقيقيًا.
