لا يخشون إلا الله.. “الدويلة” و”أحمد بن راشد” و”المهداوي” يردون على موجة سعودية شامتة بتصنيف “الإخوان”

- ‎فيتقارير

ألمح المستشار العسكري ناصر الدويلة الكاتب السعودي داود الشريان ورئيس تحرير دوريات عربية متعددة بين الصحافة والفضائيات منها قناة العربية ومجلة الدعوة السعودية إلى تذكيره بمواقفه السابقة من التيار الجهادي بعدما أثار الإعلامي السعودي جدلًا واسعًا على منصة "إكس" بعد تغريدته التي تساءل فيها @alshiriandawood: "هل يعني تحرك ترامب نحو تصنيف فروع الإخوان كمنظمات إرهابية أن شمس ما يسمى بالإسلام السياسي بدأت في المغيب؟"، حيث تفاعل معها عدد من الكتاب والمفكرين العرب بتعليقات متباينة، عكست اختلاف المواقف تجاه جماعة الإخوان المسلمين وسياسات الولايات المتحدة والأنظمة العربية.

 

أحمد بن راشد: الإخوان لا يخشون ترامب

الأكاديمي السعودي والإعلامي أحمد بن راشد بن سعيد رد على الشريان بلهجة حادة، معتبرًا أن الإخوان وغيرهم من المسلمين لا يخشون ترامب ولا "عبيده"، مستشهدًا بآيات قرآنية تؤكد أن محاولات إطفاء نور الإسلام ستفشل، وأكد أن الجماعة تستمد قوتها من إيمانها بالله، وليست رهينة لمواقف سياسية أو قرارات خارجية، وفي تغريدة أخرى بتاريخ 15 نوفمبر، انتقد بن سعيد الأنظمة العربية التي تشن حربًا "شعواء وغير أخلاقية" على الإخوان، واصفًا ذلك بالهوس الذي جعلها ترى الجماعة وراء كل حدث، معتبرًا أن هذه السياسات أضعفت شرعية تلك الأنظمة وأظهرت هشاشتها.

وقال @TheLoveLiberty: "أتظنّون الإخوان مثلكم؟ أتعتقدون أنهم يعبدون ترامب كما تعبدونه؟ المسلم يؤمن بقول ربّه: “يريدون ليطفئوا نورَ الله بأفواههم، والله مُتِمُّ نورِه ولو كرِهَ الكافرون” الإخوان وغيرهم من أهل الإسلام لا يخشون ترامب ولا عبيد ترامب، ويتلون قوله تعالى: “قل ادعوا شركاءكم، ثمّ كيدونِ فلا تُنظِرون. إنَّ وليّيَ الله الذي نزّل الكتابَ وهو يتولّى الصالحين”.

 

https://x.com/TheLoveLiberty/status/1993522667962437787

وأضاف "بن سعيّد" إن دول عربية تشنّ منذ زمن طويل حرباً شعواء غير أخلاقية على جماعة الإخوان المسلمين، حرباً تشير إليها بأنها استباقية، تدافع بها عن “أمنها” و“استقرارها”، لكن المفارقة الكوميدية-التراجيدية أن الإخوان لم يؤذوا تلك الدول، ولم يهدّدوا أنظمتها، ومع ذلك استمرّت في شيطنتهم والزعيق في خطاباتها ضدّهم، حتى تحوّل العداء إلى هوس، وصاروا يرون الإخوان وراء كل حدث لا يعجبهم في طول الأرض وعرضها.

 

لقد صنعوا “بُعبعاً”، وعاشوا له أسرى، وبمرور السنين، لم يعد الإخوان الخطر المزعوم، بل أصبح الخطر استسلام الأنظمة لهذه الفوبيا، حتى نقضت غزلها بنفسها، وخرّبت بيتها بيدها، ففقدت بوصلتها الأخلاقية، وأدوارها المتوازنة، وأشغلت منصّاتها الدعائية بهذا الوحش المصطنع فغابت عن العالم الحقيقي.

https://x.com/TheLoveLiberty/status/1989502560776974800

 

المهداوي: تقلب المواقف السعودية

الكاتب الفلسطيني نظام المهداوي استعرض تاريخ العلاقة بين السعودية والإخوان، مشيرًا إلى أن الرياض كانت يومًا ما تعتبرهم "أبطالًا" في مواجهة جمال عبد الناصر، ثم لم تجد مشكلة معهم خلال فترة صدام حسين، قبل أن تنقلب عليهم بعد الربيع العربي. المهداوي اعتبر أن الأنظمة العربية تتعامل مع أي فكرة تهدد عروشها – قومية كانت أو يسارية أو إسلامية – باعتبارها العدو الأوحد، وهو ما يفسر تبدل المواقف تجاه الإخوان عبر العقود.

وكتب @NezamMahdawi، "كانت السعودية تعدّ الإخوان يومًا إخوانًا أبطالًا، عداؤهم لجمال عبدالناصر، الذي كفّروه، جعل الرياض تصطفّ إلى جانب الإخوان وتدعمهم، ولم تكن ترى في دعوتهم شائبة إرهاب، بل كانت تمتدح منهجهم وتتباهى بقربهم، ثم جاء زمن صدام حسين والذي كفروه أيضاً، فصار هو العدو الأول، ولم تكن للسعودية يومئذٍ مع الإخوان أي معركة أو خصومة تُذكر، وبعد سقوط صدام، ومع اندلاع الربيع العربي، انقلبت البوصلة فجأة: أصبح الإخوان هم الشرَّ المتربّص بالأمة، بعد أن كان الشر قبله عبدالناصر، ثم صدام.

https://x.com/NezamMahdawi/status/1993561542709985380

الدويلة: الإسلام السياسي باقٍ

السياسي الكويتي ناصر الدويلة لم يتنكر لانتمائه، ورفض فكرة أفول الإسلام السياسي، مؤكدًا أن "شمس الإسلام لن تغيب"، وأن دعوة الإخوان هي لإقامة الدين، وهو أمر لا يمكن إنهاؤه. الدويلة أشار إلى أن الحرب على الجماعة مستمرة منذ أكثر من 90 عامًا دون أن تغيّر من جوهر دعوتها، محذرًا من أن تصعيد ترامب قد يدفع الإخوان إلى مزيد من الراديكالية، ما يشكل خطرًا على الغرب نفسه، واعتبر أن "جريمة الإخوان" هي سعيهم لإقامة الدين، وهو شرف لهم، وأن دعوة ترامب ليست سوى حرب على الإسلام ككل.

وقال @nasser duwailah: "أبدا  يا أخ داوود و أنت كنت أحد نشطاء الإسلام السياسي الجهادي و تعرف ذلك جيدا فلن تغيب شمس الإسلام والله متم نوره و لو كره الكافرون، جماعة الإخوان لا تدعو إلى غير الإسلام دين و دنيا، و لهم اجتهاداتهم في الحياة السياسية قد نتفق معهم أو نختلف و هذا طبيعي، لكنهم لا يدعون إلا إلى أن يكون الحكم لله رب العالمين و هذه المسألة من أصول الاعتقاد عند المسلمين جميعا ( فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله و لكن أكثر الناس لا يعلمون ) هذا هو الإسلام و هذا ما يدعو اليه الاخوان و هذا ما جعلهم مكروهين لكل من لم يؤمن بإقامة الدين كما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم".

وحذر من أنه "قد تؤدي تلك الحرب التي توّجها ترامب إلى تغييرات في أساليب الاخوان و جعلها أكثر راديكالية و هذا قد يشكل خطرا حقيقيا على مستقبل الغرب يبرر فجورهم في خصومتهم مع تيار الإسلام السياسي الذي يرمز اليه ( بالإخوان المسلمين ) تعميما وليس حصرا فحركات الإسلام السياسي التي كان أساسها فكر الإخوان قد تشعبت  وتعددت ونجحت في أماكن وفشلت في أخرى فهل ينكر أحد أن حكومة أفغانستان و حكومة الشرع ليست إسلاما سياسيا ؟".

وخلص إلى أنه "إذا كانت جريمة الإخوان أنهم يسعون لإقامة الدين لله فهذا شرف لهم، و كل ما يلقونه في سبيله محمود حتى لو اختلفنا مع بعضهم أو أنكرنا بعض اجتهاداتهم  ودعوة ترامب بكل تأكيد أنها دعوة من إنسان محارب للإسلام كله، فهو قد صرح بأن الإسلام سيحكم أوروبا إذا تركناه ينتشر..".

https://x.com/nasser duwailah/status/1993524918588182774

 

مأمون فندي: قراءة قانونية لقرار ترامب

المفكر المصري مأمون فندي قدّم قراءة مختلفة، موضحًا أن ترامب لم يصدر قرارًا فعليًا بتصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية، بل أمر وزارتي الخارجية والخزانة بدراسة الأمر وتقديم تقرير خلال 30 يومًا، يليه مسار قانوني قد يستغرق شهرين إضافيين. فندي شدد على أن التصنيف – إن حدث – يعني فرض قيود على الأصول ومنع الدعم المالي واللوجستي للفروع المصنفة، لكنه يظل إجراءً قانونيًا معقدًا يختلف عن القرارات السريعة في الدول العربية، وانتقد بعض المحللين العرب الذين يفتقرون إلى فهم القانون الأمريكي، معتبرًا أن الانجراف وراء الخطاب الإعلامي المبالغ فيه خطأ.

 

وكتب @mamoun1234، " الهدف من القرار هو بدء الإجراءات القانونية: يطلب من وزير الخارجية ووزير الخزانة تقديم تقرير خلال 30 يومًا يوصون فيه (بأي فروع ) يمكن أن يخضع للتصنيف ، بعد ذلك، خلال 45 يومًا من تقديم التقرير، يمكن للوزارتين اتخاذ الإجراءات الرسمية للتصنيف بموجب قانون الولايات المتحدة 8 U.S.C. § 1189 لتصنيف المنظمات الإرهابية و50 U.S.C. § 1702 لتصنيف “الإرهابيين العالميين” ومنع أصولهم.".

وأوضح، "المشكلة عندنا هي من يحللون ما يحدث في أميركا ليس لديهم إلمام بالقانون الأميركي وإجراءاته، وربما لم يعيشوا ويتعرفوا على الحياة السياسية الأميركية عن قرب، أي كانت النتائج فالانجراف وراء المعاتيه في بعض منصات الإعلام العربي خطأ.".

https://x.com/mamoun1234/status/1993583973578965127

موجة سعودية

ولا يقتصر الفرح بقرار ترامب دواد الشريان، وإن كان فرحا مع شهقة (لا يصدقه حتى الآن)  حيث كتب عدد من الكُتّاب السعوديين المعروفين في الصحف والمنصات السعودية بنفس الاتجاه الذي تبناه داود الشريان، معتبرين أن القرار يمثل نهاية مرحلة رمادية في التعامل مع الإسلام السياسي، من أبرز هؤلاء: فيصل الشمري في العربية نت، وكتّاب في منصات سعودية مثل الحدث واليُراع.

وكتب فيصل الشمري في موقع العربية نت (27 نوفمبر 2025) مقال بعنوان: «تصنيف الإخوان جماعة إرهابية: لحظة كشف وانتهاء مرحلة رمادية»، اعتبر أن القرار الأمريكي أنهى مرحلة طويلة سمح فيها الغرب للجماعة بالعمل تحت غطاء سياسي ودعوي، ورأى أن التصنيف أعاد تعريف الإخوان كشبكة تنتج التطرف وتستثمر في الفوضى.

ونشرت العربية/الحدث – الرياض (25 نوفمبر 2025) تقرير بعنوان: «كيف سيؤثر قرار ترامب حول الإخوان على الجماعة؟». نشر عبر منصة سعودية، أوضح أن القرار يستهدف الفروع فقط لا التنظيم العالمي، مع تركيز على فروع لبنان ومصر والأردن، التقرير حمل نفس النبرة التي تبناها داود الشريان، باعتبار القرار خطوة استراتيجية ضد الإسلام السياسي.

واعتبرت منصة اليُراع – (24 نوفمبر 2025) ضمن مقال بعنوان: «تصنيف الإخوان تنظيماً إرهابياً: قرار ترامب الذي سيربك الإسلام السياسي في السودان والعالم العربي». تناول انعكاسات القرار على التوازنات الإقليمية، خاصة في السودان، ورأى أنه يمثل تطورًا نوعيًا في مقاربة واشنطن لقضايا الإسلام السياسي، وهو نفس الخط الذي ركز عليه الشريان.

وفي مارس 2022 تزامن مع تصنيف السعودية لجماعة الإخوان المسلمين بالإرهاب سلسلة مقالات على مستوى الصحف ومنها كما كتبه أحدهم بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية بعنوان: "الإخوان" والإرهاب… شجرة عنف زرعتها مطابخ الجماعة"  تناول فيه تاريخ الجماعة وربطها بالتطرف، وأكد أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اعتبر الإخوان من أهم مهددات أمن المنطقة، بحسب زعمه.

 

إلا أنه في مقال آخر بالصحيفة لحمد الماجد بعنوان: (مرافعة عن سياسة بلادي لا دفاعاً عن الإخوان) نشر في (فبراير 2015)، رغم أنه دعا لإعادة النظر في التصنيف، إلا أنه أقر بأن المملكة وضعت الإخوان على قائمة الإرهاب، وناقش إشكالية القرار في التطبيق الواقعي.