تداول مراقبون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات عن حفل افتتاح المتحف المصري الكبير أشارت إلى أنه كان ضعيفًا فنيًا، رغم أن التغطية الإعلامية الرسمية والمصادر الصحفية المحلية طنطنت أن حفل افتتاح المتحف المصري الكبير كان حدثًا ثقافيًا ضخمًا ومبهرًا.
الدكتورة عزة أحمد هيكل وهي ناقدة أدبية وفنية وأستاذة جامعية مصرية، قد قدمت نقدًا فنيًا صارمًا لحفل افتتاح المتحف المصري الكبير، معتبرة أن الفقرة الفنية لم تكن على مستوى الحدث الحضاري.
ود. عزة هيكل رئيس اللجنة الثقافية بالمجلس القومي للمرأة وعميدة كلية اللغة والإعلام بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا سابقًا، كما أنها أستاذ الأدب المقارن وأستاذ مشارك بجامعات في المملكة المتحدة.
وبحكم عملها بالنقد الأدبي وتوثيق الدراما التلفزيونية المصرية قالت: “الحفل شهد غياب الوحدة والتناغم والفقرات الفنية لم تعبر عن جلال الحدث أو الحضارة المصرية بأسلوب مبدع”.
فقالت Azza Ahmed Heikal : إن “الموسيقى كانت رتيبة ومملة، والرقصات بأنها حديثة وغير منسجمة مع الطابع الفرعوني، كما شهد إقحام عناصر غير مناسبة بإدخال التواشيح والتنورة، معتبرة ذلك كسرًا للوحدة الزمنية، مثل استخدام العامية في رواية تاريخية”.
وعن أداء المطربة بحكم النقد الفني فاعتبرت أن المغنية شيرين أحمد لم تغنِ فعليًا، بل قامت بسرد متقطع للأحداث دون تميز في الكلمات أو الأداء.
كما عبرت ابنة الدكتور أحمد هيكل، وزير الثقافة المصري الأسبق عن رأيها في الإخراج ووصفته بأنه “كارثي” من حيث المونتاج، النقلات، وتحريك الكاميرا، مما أضعف الرسالة البصرية مشددة على أن التكنولوجيا لا تصنع فنًا، وأن الإبداع يجب أن يكون نابعًا من جوهر الحضارة المصرية، لا مجرد بهرجة تقنية.
 
https://www.facebook.com/photo/?fbid=10164159258281096&set=a.10150922393566096
آراء مماثلة
وعبرت سحر عظيم المتخصصة في النقد الفني عن خيبة أملها من غياب الوحدة والتناغم بين فقرات الحفل ورأت ترى أن الحفل كان يجب أن يتواصل بشكل مباشر مع الحضارة الفرعونية، التي تزخر بطقوس احتفالية غنية مثل: عيد الأوبِت، وعيد الوادي الجميل، واحتفالات الخصوبة، تتويج الفرعون، وفيضان النيل، عيد رأس السنة، شم النسيم، الانتصارات الحربية.
وأكدت Sahar Azim على فيسبوك أن هذه المناسبات موثقة في النقوش والجداريات، وكان بالإمكان اقتباسها لتقديم عرض يمثل الحضارة المصرية بشكل أسطوري أمام الضيوف.
وبشكل متخصص قالت الناقدة رضوى هلال: إن “الحفل كان يجب أن يركز على “ثيمة” الحضارة الفرعونية فقط، وأن يدمج تراثها وفنونها الشعبية الممتدة”.
وانتقدت Radwa Helal إدخال عناصر فنية غير مرتبطة بالحضارة المصرية القديمة، مثل التنورة والابتهالات وقلعة صلاح الدين.
واقترحت بدائل مثل؛ عرض مستوحى من مولد أبو الحجاج في الأقصر المرتبط بعيد الأوبِت، وتوظيف ظاهرة تعامد الشمس على معبد رمسيس الثاني في أبو سمبل.
إلا أن الحفل بالنسبة لها كان خليط غير متجانس، بموسيقى رتيبة وإضاءة مزعجة، وتعتبره إخراجًا غير موفق لحفل ثقافي كان يمكن أن يكون أكثر ثراءً.
وتساءلت عن “فنون وتراث وثقافة المصري القديم التي يعكسها المتحف واستمراريتها المكملة مع المصريين من خلال العادات والفنون والموروثات الشعبية وإبداع الحضارة المصرية القديمة من خلال إخراج متقن لاحتفالية متنوعة ما بين مزيكا أوبرالية وعرض وثائقي عن المتحف وتاريخه ومحتوياته وتراث شعبي ممتد ليس له علاقة بالتنورة والترانيم والابتهالات وقلعة صلاح الدين”.
مغنية الحفل
ليس تكهنات ولكن صورها شيرين أحمد طارق المغنية التي شاركت في الفقرة الفنية لحفل افتتاح المتحف المصري الكبير، وبحساب على إنستجرام بفيديو معلم الألوان (الرينبو) الخاص بالمثليين.
وأثارت اهتمامًا واسعًا بعد ظهورها اللافت في الحفل، ورغم أنها غير مشهورة كونها مغنية سوبرانو وممثلة مصرية أمريكية وظهرت في الفقرة الفنية الرئيسية للحفل، وقدمت أداءً أوبراليًا مبهرًا أمام عبد الفتاح السيسي وضيوف الحفل.
أداؤها كان مزيجًا من الغناء والسرد الفني، وقد أثار إعجاب البعض وانتقاد البعض الآخر ممن رأوا أن الفقرة لم تكن متصلة بالحضارة الفرعونية بشكل كافٍ.
وتصدر اسمها محركات البحث بعد الحفل، وتساءل كثيرون عن هويتها ومسيرتها الفنية فكانت مسيرتها لا تسر رغم أن البعض اعتبرها وجهًا فنيًا عالميًا يعكس جمال الحضارة المصرية بصوت معاصر.
https://x.com/aserasorat/status/1985020753260011921
https://x.com/haythamabokhal1/status/1985005442653634964
وبعد هذه المشاركات التي تمثل نقدًا فنيًا من منظور ثقافي عميق، طالب البعض بأن يكون الحفل انعكاسًا مباشرًا للحضارة المصرية القديمة، لا مجرد احتفالية عامة، ورغم أن هذه الآراء ليست رسمية، فإنها تعكس وجهات نظر جديرة بالاهتمام من مثقفين ومهتمين بالتراث المصري.
الأكاديمي د.محمد الشريف علق على لقاء وليد البطوطي، مرشد وخبير سياحي، مع عمرو أديب: بعد افتتاح المتحف المصري الكبير مش محتاجين نعمل حاجة لزيادة عدد السياح، ستحجز الأماكن في الفنادق لسنوات قادمة، عدد الزيارات وليس السياح (يشمل ضيوف الرئيس) إلى مصر الآن نحو 15 مليون زائر، عدد زوار متحف اللوفر فقط في المتوسط نحو 10 مليون سنويا.
وقال @MhdElsherif إن افتتاح المتحف المصري الكبير يُعد إنجازًا عالميًا ضخمًا، لكنه وحده لا يكفي لوضع مصر في المكانة السياحية التي تستحقها، وأن مصر تحتاج إلى نهضة شاملة في القيم والسياسات لتكون وجهة سياحية عالمية بحق، ويجب أن يُرافقه إصلاحات عميقة في:
السيادة والاستقلالية في القرار الوطني.
التنمية والازدهار والاعتماد على الذات.
التعليم والصحة وحقوق المواطنين.
تعزيز الوحدة الوطنية والديموقراطية والنزاهة.
حماية الهوية الثقافية المصرية.
