رغم اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ودولة الاحتلال منذ 10 أكتوبر الماضي، الذي يتضمن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، لم تسمح دولة الاحتلال إلا بدخول كميات شحيحة لا تلبي احتياجات القطاع التي تصل إلى 600 شاحنة يوميا.
ورغم تحذيرات المنظمات الدولية والأممية من مجاعة تجتاح القطاع وتهدد بموت آلاف الأطفال وكبار السن إلا أن دولة الاحتلال لا تستجيب لهذه التحذيرات بل تتعمد تجويع أهالى غزة .
يشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار جاء بعد حرب إبادة جماعية شنتها دولة الاحتلال على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023، خلّفت 68 ألفا و643 شهيدا، و170 ألفا و655 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، مع تكلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.
نظام تسجيل جديد
فى هذا السياق اتهمت 40 منظمة دولية، منها أطباء بلا حدود وأوكسفام والمجلس النرويجي للاجئين دولة الاحتلال بأنها تعرقل وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بفرضها نظام تسجيل جديد خاص بالمنظمات الدولية غير الحكومية مما أدى إلى احتجاز عشرات ملايين الدولارات من المساعدات خارج القطاع.
وقالت صحيفة فايننشال تايمز، إن 40 منظمة دولية، كشفت أن دولة الاحتلال رفضت 99 طلبا لإدخال المساعدات خلال أول 12 يوما من وقف إطلاق النار مؤكدة أنها رفضت تقريبا جميع طلبات المجلس النرويجي للاجئين.
وأوضحت الصحيفة، ان ثلاثة أرباع حالات الرفض كانت بذريعة أن المنظمات غير مخولة لتقديم المساعدات.
وأشارت إلى أن دولة الاحتلال فرضت في شهر مارس الماضى قواعد جديدة تُلزم المنظمات العاملة مع الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية بإعادة التسجيل لدى سلطات الاحتلال قبل نهاية العام وإلا فإنها ستخسر تراخيص عملها.
وذكرت المنظمات أنه حتى الأسبوع الماضي كانت بضائع أساسية بقيمة تقارب 50 مليون دولار، تشمل مواد غذائية وطبية ومستحضرات نظافة ومواد إيواء، تنتظر عند المعابر وفي المستودعات.
وأعربت عن قلقها من كيفية استخدام دولة الاحتلال للمعلومات الخاصة بالموظفين الفلسطينيين.
طريق مسدود
وقال مدير المجلس النرويجي للاجئين إن المنظمة تسير الآن في طريق مسدود وعندما تطلب إدخال المساعدات يقولون لها، إن تسجيلها قيد المراجعة وغير مصرح لها بإدخال أي مواد.
وأكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن لوازم إيواء شتوية التي تكفي لمليون إنسان مكدسة في المستودعات وممنوعة من الدخول بقرار من حكومة الاحتلال .
وقالت بوشرا خليدي من منظمة «أوكسفام» لمكافحة الفقر: لن أقدّم أسماء زملائنا.. إلى طرف في النزاع قتل أكثر من 500 عامل إغاثى
وأضافت بوشرا خليدي فى تصريحات صحفية : شرط تقديم بيانات الموظفين "يستبدل التنسيق الإنساني المبدئي بعملية تدقيق سياسية"، معتبرةً أن النظام الجديد يتعلق بالسيطرة.
وحذرت من أن تصميم الاحتلال الصهيونى على هذه الشروط، يدفع المنظمات الدولية، وتلك التي يقودها فلسطينيون إلى الخروج والمغادرة.
خيام مهترئة
من جانبه، قال علاء الدين البطة رئيس بلدية خان يونس ونائب رئيس اتحاد بلديات قطاع غزة، إن آلاف النازحين يعيشون في خيام مهترئة لا تقي برد الشتاء ولا حرارة الصيف.
وأضاف البطة -في تصريحات صحفية- أن هؤلاء النازحين يعيشون في مخيمات تعاني من نقص حاد في مقومات الحياة الأساسية وخدمات المياه والصرف الصحي.
وكشف أن الأرقام الرسمية أظهرت أن 93% من الخيام قد اهترأت وصارت غير صالحة للسكن، مشيرا إلى أن أكثر من 900 ألف من سكان المنطقة وعشرات آلاف النازحين ممن هجروا قسرا من رفح يتكدسون في المحافظة.
وانتقد البطة غياب أي حراك، حتى الآن، لتخفيف المعاناة اليومية للنازحين، مشددا على أن القطاع بحاجة ماسة للخيام والإسمنت وقطع الغيار الخاصة بالآليات الثقيلة.
