بعد اختبار ترامب له بلجنة “بلير”.. السيسي يتنزلف لـ “ساويرس” بمهرجان اللحم الرخيص

- ‎فيتقارير

 

اعتبر مراقبون أن إعادة مهرجان الجونة السينمائي بالغردقة في نسخته السابعة، بعدما توقفت فعالياته في 2024، محاولة من رئيس الانقلاب لإرضاء نجيب ساويرس، الذي وضعه ترامب وتوني بلير وكوشنر وويتكوف في خطط غزة ما بعد الحرب ضمن 10 رجال على مستوى العالم يساعدون المنجوب السامي، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق.

ونجيب ساويرس هو الممول الرئيسي لمهرجان (الجونة)، المعروف بالابتذال والتعري على مستويات العاملات بالفن، من أصغر فنانة إلى العواجيز من عينة إلهام شاهين، ويشارك في فعالياته. وقد بادل قبل يومين وصلة رقص مع نانسي عجرم ضمن تكريم ضيوف المهرجان، الذين دأب على استضافتهم حتى في جزيرة قبرص، التي افتتحها قبل نحو 4 أعوام، وكانت مقرًا ومستقرًا للسائحين الصهاينة.

ويُستخدم المهرجان كمنصة لإبراز نفوذ ساويرس الثقافي والاجتماعي، خاصة مع حضوره الإعلامي القوي، وتعد مسابقة المهرجان وأفلامه جزءًا من الدعاية التي يضعها بإثارة الجدليات، ويُنظر إليها من زوايا مختلفة: فنية، اجتماعية، وسياسية.

توليفة ماسونية مبتذلة

وبحسب المعلم بيومي (ناشط على فيسبوك متخصص فنيًا)، فإن المهرجان يشكل مجتمعًا من المهنيين الإباحيين الذين يسقطون على المال كما تسقط الفراشات على النار، فقال: "الفنان أحمد زكي رحمه الله قدم مشهدًا عبقريًا جدًا في فيلم 'اضحك الصورة تطلع حلوة'… ما هو هذا المشهد يا جوو؟ وعن ماذا يتحدث؟ سأخبرك يا سيدي. المشهد يتحدث عن رجل متصابي ثري جدًا يقيم حفلة كبيرة في فيلته، ويطلب من أحمد زكي، الذي يؤدي دور مصور، أن يصور كل شيء."

وأضاف: "اتضح أن الرجل الثري أقام مسابقة وعرض سيارة كجائزة لكل امرأة تنزل حمام السباحة وتجلب مفتاح السيارة، فتفوز بالجائزة وهي السيارة. كل ذلك لإشباع رغباته وليرى النساء عاريات. المهم يا سيدي، المصور الذي هو محتاج ولا يملك شيئًا، يرى الناس الأغنياء يضحون بأنفسهم من أجل الحصول على السيارة."

وخلص إلى أن: "العبرة من المشهد، وماذا تريد أن تقول يا جوو من هذه القصة في المشهد؟ هذا بالضبط ما يفعله نجيب ساويرس في مهرجان الجونة. شاهد المشهد في الفيلم، ستجد سامي سرحان يجسد دور نجيب ساويرس، وكل النساء العاريات في الحفلة يجسدن أدوار الفنانات العاريات في مهرجان الجونة."

وأضاف: "وأنا هنا أكون ظالمًا لنجيب إذا قلت إن هدفه إشباع غريزته فقط، لا، الهدف الأهم هو نشر العري والانحلال في المجتمع، وهذه هي الأجندة الأهم لأعضاء الماسون."

وعوضًا عن أن يكون المهرجان فرصة لإظهار أن الفن والرياضة باتا لا يفترقان، يتكرر المشهد نفسه مع شوبير وياسر ريان ولاعبي عهد المخلوع وأبناءهم المتعبين، وكذلك الفن، فأبناء الفنانين يكررون آباءهم. حتى أن نجل عادل إمام أعاد فيلمًا لوالده بعنوان "شمس الزناتي"، وكان مهرجان الجونة خير معبر، بتصريح من نجل الفنان ماجد المصري الذي أعجبه مناخ التعري في المهرجان فتعرّى أيضًا وقال: "أيوة أنا بامثل بالواسطة، ح أكذب ليه؟ وهي الواسطة عيب؟ أنا عارف إن فيه طلبة بتتظلم وناس ممكن ما تاخدش فرصة بسببي.. بس حاعمل إيه يعني؟ ده رزق جالي، لازم أستغله."

في تصريحات حديثة، قال ساويرس: "من حقنا أن نفرح في مهرجان الجونة بعد وقف إطلاق النار في غزة، والسينما أكثر من مجرد فن، هي لغة إنسانية."

ومتداول أن الجونة مهرجان للعري وإرضاء ساويرس، بل يتردد أيضًا في بعض الأوساط النقدية أن شعار "سينما من أجل الإنسانية" يخفي معاني للإنسانية لا تتعلق بالوضع الطبيعي للإنسان وفق ما خلقه الله، وتضج وسائل التواصل الاجتماعي بصور وتعليقات تنتقد هذه الإطلالات، وتصف المهرجان بأنه "استعراض للأزياء أكثر من كونه مهرجانًا سينمائيًا".

تأسس مهرجان الجونة في 2017 على يد نجيب وسميح ساويرس في مدينة الجونة السياحية، وكان يهدف إلى دعم السينما المستقلة والفنانين العرب. يستضيف أفلامًا دولية ومحلية، ويمنح جوائز في مجالات الإخراج والتمثيل والسيناريو.

يتحدث بحرية

وقالت قناة الشعوب عن سبب كون نجيب ساويرس هو الوحيد تقريبًا الذي يتحدث بحرية في مصر: في بلد شهد سجن عدد كبير من رجال الأعمال، ومصادرة أموالهم، وإجبار بعضهم على تسويات ضخمة أو التنازل عن ممتلكاتهم للخروج من السجن، يظهر نجيب ساويرس كحالة فريدة: ينتقد، يسخر، يلمّح… دون أن يقترب منه أحد.

وتساءلت: فهل هي حرية حقيقية؟ أم "استثناء مُدار"؟ ولماذا يظل ساويرس خارج هذه الدائرة؟

وعددت الأسباب، ومنها:

  1. نفوذ دولي وحسابات إقليمية: ساويرس يملك استثمارات ممتدة خارج مصر، وعلاقات وثيقة بعدة أطراف دولية. المساس به قد يفتح أبوابًا من الضغوط الخارجية.

  2. ورقة تجميل سياسي: النظام قد يستفيد من وجود "صوت جريء" مثل ساويرس ليبدو المشهد أكثر تنوعًا وتسامحًا مما هو عليه فعليًا.

  3. ذكاء في الخطاب: ساويرس يتحدث بنبرة ساخرة، ينتقد دون عداء مباشر، ويطرح رأيه بلغة تفلت من الصدام المباشر. هو "معارض ناعم" يُستخدم، ولا يُستفز منه.