لم يتوقف عند القتل والهدم والتجويع.. الاحتلال يستخدم الفلسطينيين كدروع بشرية فى غزة والضفة الغربية

- ‎فيعربي ودولي

 

لا يتوقف الإجرام الصهيونى عند الهدم والقتل وسفك الدماء والتجويع ومنع وصول الغذاء والدواء للمدنيين وانما يتجاوز ذلك بكثير حيث يتكشف كل يوم ما هو جديد فيما ترتكبه قوات الاحتلال فى حرب الإبادة الجماعية التى تشنها ضد سكان قطاع غزة بدعم من الرئيس الأمريكي الارهابى دونالد ترامب.

فى هذا السياق كشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أن جيش الاحتلال يستخدم الفلسطينيين كدروع بشرية في قطاع غزة والضفة الغربية "بشكل منهجي" خلال الحرب المستمرة منذ 19 شهرًا.

وأكدت الوكالة، في تقرير نشرته مؤخرا أن قوات الاحتلال تُجبر الفلسطينيين على دخول المنازل والأنفاق للتحقق من خلوها من المتفجرات والمسلحين، مشيرة إلى أن هناك شهادات لفلسطينيين ولجنود صهاينة تؤكد انتشار هذه الممارسة المحظورة دوليًا.

 

منازل ومستشفيات

حول هذه الجريمة قال معتقل فلسطيني سابق لدى قوات الاحتلال إنه أُجبر على دخول منازل في قطاع غزة مرتديا زيا عسكريا ومزودا بكاميرا على جبينه، للتأكد من خلوّها من المتفجرات أو المسلحين، مؤكدا أن كل وحدة عسكرية كانت تنقله إلى الأخرى بمجرد الانتهاء من استخدامه.

وأضاف الفلسطيني، الذي يبلغ من العمر 36 عاما، أن الجنود ضربوه وهددوه بالقتل إن لم ينفذ الأوامر، مشيرا إلى أنه بقي محتجزا لدى جيش الاحتلال في شمال غزة لمدة أسبوعين ونصف الأسبوع خلال الصيف الماضي.

فيما أكد فلسطيني آخر اعتُقل سابقا لدى الاحتلال استخدامه درعا بشريا لمدة أسبوعين، مشيرا إلى أنه توسل لأحد الجنود قائلا : "لدي أطفال وأريد العودة إليهم".

وقال انه أُجبر على دخول منازل ومبانٍ ومستشفيات لحفر مواقع يُشتبه بوجود أنفاق فيها وتفتيشها.

مخيم جنين

وفي الضفة الغربية المحتلة، كشفت سيدة فلسطينية أن جنود الاحتلال اقتحموا منزلها في مخيم جنين وأجبروها على تفتيش شقق وتصويرها قبل اقتحامها، مشيرة إلى أنهم تجاهلوا توسلاتها للعودة إلى طفلها الرضيع . وقالت السيدة : خفت أن يقتلوني وألا أرى ابني مجددا.

 

 

قيادات عليا

هذه الجرائم اعترف بها ضابط بجيش الاحتلال، مؤكدا أن أوامر استخدام الفلسطينيين دروعا بشرية كانت تصدر في الغالب من قيادات عليا .

وقال الضابط الذى -فضل عدم الكشف عن هويته-  إن هذا الأسلوب اتبعته تقريبا كل كتيبة ميدانية.

كما كشف جنديان بجيش الاحتلال عن ممارسات مشابهة، مؤكدَين أن استخدام الفلسطينيين دروعا بشرية بات أمرا شائعا من جانب قوات الاحتلال .

واكد الجنديان أنه يتم استخدام مصطلحات مهينة في وصف الفلسطينيين .

من جهتها، اعتبرت منظمة "كسر الصمت" وهي منظمة صهيونية غير حكومية، تنشر شهادات جنود سابقين حول انتهاكات جيش الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن هذه الشهادات لا تمثل حوادث فردية، بل تشير إلى فشل ممنهج وانهيار أخلاقي خطير .

 

 جرائم حرب

فى المقابل قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن استخدام الاحتلال للفلسطينيين دروعا بشرية باعتراف جنوده يمثل دليلا إضافيا على ارتكابه جرائم حرب وانتهاكات ممنهجة.

واعتبرت حماس في بيان لها أن ما ورد في التقرير الصادر عن وكالة "أسوشيتد برس"، الذي وثّق بشهادات من جنود وضباط في جيش الاحتلال ارتكاب قوات الاحتلال الصهيوني جرائم بشعة باستخدام المدنيين الفلسطينيين دروعا بشرية في قطاع غزة والضفة الغربية، بأوامر صريحة من قيادات عسكرية عليا؛ يشكّل جريمة حرب موصوفة يحظرها القانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف، وكل المواثيق الدولية.

وأكدت أن التحقيق الذي نشرته الوكالة، وما تضمّنه من شهادات صادمة حول إجبار فلسطينيين، على دخول المباني وتفتيش الأنفاق، والتمركز أمام الجنود وآلياتهم خلال العمليات العسكرية، لا يمثّل حوادث فردية، بل يكشف عن سياسة منهجية مدروسة، تعكس الانهيار الأخلاقي والمؤسسي في صفوف هذا الجيش الإرهابي.

وشددت حماس على أن اعترافات الجنود أنفسهم، ومواقف منظمة "كسر الصمت"، التي وضَّحت أن هذه الممارسات منتشرة تؤكد أن جيش الاحتلال يمارس أبشع صور الاستغلال الإجرامي للأسرى والمدنيين.

ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها كافة، إلى التحرّك لوقف هذه الانتهاكات المستمرة، ومحاسبة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة الدولية، ومغادرة حالة الصمت والعجز، التي تشكل غطاء للاحتلال للاستمرار في جرائمه.