حلَّل خبير روسي في الشئون الدولية، السلوك الجديد لدولة الإمارات، والذي تجلى خلال السنوات الأخيرة.
ورأى كيريل سيميونوف، في حديث لصحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا”، ونقلت وكالة “سبوتنيك” مقتطفات منه، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تسعى إلى وضع المنطقة التي تشمل مضيق باب المندب وخليج عدن تحت مراقبتها.
وكان الخبير الروسي يشير إلى نشر قوات إماراتية في جزيرة سقطرى، مضيفا أن “دولة الإمارات العربية المتحدة تتصرف على نفس النحو في الصومال أيضا. إنها تعمل على إنشاء ما يمكن تسميته بالإمبراطورية الاستعمارية. وتندرج سقطرى في خطة السيطرة على المنطقة، أي مضيق باب المندب وخليج عدن”.
وكان رئيس الوزراء اليمني، أحمد عبيد بن دغر، الذي غادر سقطرى الإثنين، أعلن عن “انتهاء الأزمة” مع الإمارات في سقطرى، بعد التوصل إلى اتفاق بإعادة الأوضاع في الجزيرة إلى ما كانت عليه قبل الانتشار العسكري الإماراتي فيها.
لكنَّ مصدرًا يمنيًّا طلب عدم الكشف عن هويته قال في تصريحات صحفية: إن القوات الإماراتية التي سيطرت على مطار سقطرى نهاية إبريل الماضي، لا تزال متواجدة في الجزيرة ولم تغادرها.
وأضاف المصدر اليمني من داخل الجزيرة، أن قوات يمنية تسلمت المطار والميناء، بعد وصول اللجنة السعودية، وانسحاب العسكريين الإماراتيين الذين انتشروا في هذين المرفقين السياديين، قبل أسبوعين، وكان ذلك سببا في نشوب أزمة حادة مع الحكومة اليمنية.
وأشار المصدر إلى أن قوات “أبو ظبي” متواجدة حاليا في مطار جزيرة سقطرى ومرفئها، لكن دون مهام. مؤكدا أن الجميع داخل الجزيرة يترقب خروجها.
وبحسب خراء، يعد احتلال الإمارات لجزيرة سقطري ليس انتهاكا لسيادة اليمن فحسب، بل انتهاكاً للمجال البحري الصومالي أيضا، كون سقطرى تقع داخل مياه دولة الصومال، وقد يكون الهدف من وراءه هو التضييق على حكومة الصومال التي رفضت التواجد الإماراتي على أرضها وطرد جنودها، وردت الإمارات بعقد اتفاقيات مع جمهورية أرض الصومال الانفصالية للسيطرة على موانئها وإدارتها.
وتمر العلاقات الإماراتية الصومالية حاليا بتوتر حاد، على خلفية رفض الحكومة الاتحادية في مقديشو، في مارس 2018، اتفاقية ثلاثية وقَّعتها حكومة “أرض الصومال” (المنفصلة عن الصومال الأم منذ عام 1991)، مع إثيوبيا، و”موانئ دبي العالمية” (حكومية إماراتية) لتطوير ميناء بربرة (شمالاً)، حيث تعتبر مقديشو، الاتفاقية الثلاثية “خارج الأطر القانونية وانتهاكاً لسيادة البلاد”.
وتصاعد التوتر بين أبو ظبي ومقديشو علنا، إثر مصادرة السلطات الصومالية مؤخرا مبلغ 9 ملايين و600 ألف دولار في مطار مقديشو الدولي، قالت السفارة الإماراتية بمقديشو إنها كانت مخصصة لدفع رواتب القوات الصومالية التي تشرف على تدريبها، دون أن توضح لماذا نقلتها سرا وبطائرة خاصة.
يشار إلى أن الامارات– الدولة المحدودة المساحة والسكان- سعت للتوسع الاقتصادي والسياسي في مصر عبر دعم الانقلاب العسكري في مصر منذ 2013، كما نفذت أجندة استعمارية بليبيا عبر التدخل العسكري لصالح خليفة حفتر، الذي يعمل لإفشال الربيع العربي بليبيا، كما كشف موقع “أسرار عربية” عن مخطط إماراتي لزعزعة الاستقرار السياسي في تونس لإسقاط تيار حركة النهضة الإسلامية في تونس، ولكن تم إفشاله بوعي الشعب التونسي.
