لماذا دفعت صحف بريطانية وأمريكية السعودية إلى تغيير رهاناتها المستقبلية؟

- ‎فيعربي ودولي

 أحمدي البنهاوي
لم يكذب رئيس "المراهنات" الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، تحذير مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، الأوسع انتشارا، للسعودية بضرورة ضبط النفس؛ لأن الأمور برأيها "غير واضحة"، وأن المملكة "تجد نفسها الآن- في نهاية العام- في تراجع على جميع الجبهات، العراق واليمن وسوريا ولبنان، واندفاع حليف الأمس، السيسي، نحو شراكة مع بشار الأسد".

فقرر ترامب، اليوم 10 ديسمبر، وبحسب الوكالة الأمريكية "أسوشيتد برس"، إغلاق عدد من شركاته، بما في ذلك أربع شركات يحتمل ارتباطها برجال أعمال مؤسسات تجارية سعودية".

غير أن الإيكونوميست لم تكن منفردة في الهجوم على المملكة، وتوقعت "واشنطن تايمز" في تقرير أيضا، نشر أمس، أنه "قد تحدث صدمات سياسية عديدة في المملكة خلال الفترة المقبلة، منها حدوث انقلاب هادئ في القصر قبل وصول المنافسة إلى باقي عشيرة آل سعود، أو حدوث اضطرابات مدنية سينتج عنها مجموعة من الأهداف، أي فقدان القدرة على الحكم وانتشار الفوضى العارمة".

وبنفس "التوقعات" الضاغطة على قادة المملكة العربية السعودية، أطلقت وكالة "بلومبيرج" الإنجليزية للأخبار، ما أسمته "دليل المتشائم لعام 2017"، قالت فيه إن الكفة تميل في إقليم الخليج العربي صوب إيران، محذرة السعودية من أن اليمن ستتحول إلى فيتنام للسعودية، وستميل الكفة بعكس ما ترغب المملكة في كل من العراق وسوريا".

غير أنه في ضوء ذلك لا يخفى، بحسب تقرير لـ"نيويورك تايمز"، سطوة لوبي إماراتي خفي بواشنطن يدعم "الأسد" وإيران!.

ولم يتضح بعد بشكل متكامل أسباب الهجوم على المملكة، الذي اتضح مع إعلان قائد البحرية الإيرانية سيطرة بلاده التامة على الخليج العربي ومضيق هرمز، تبعه قرار خفض "اوبك" إنتاجها، ما سبب إحراجا بالغا سببه الملك سلمان لمحمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، شرطي المنطقة الجديد، بعدم استجابته للقاء قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.

توقعات بلومبيرج

واعتبر موقع "بلومبيرج"، في تقريره، أن دليل المتشائم لعام 2017، هو بمثابة توقعات صادقة، قائلا إن "هذه ليست تنبؤات..لكنها رؤية عندما تسوء الأوضاع".

وقال بلومبيرج، إن حرب اليمن ستكون مكلفة للسعودية، ومؤداها إلى فرض ضرائب جديدة تحل مكان الدعم الحكومي السخي، وتزايد الاستياء من انخفاض مستويات المعيشة.

وتوقعت أن تحقق إيران مكاسب في العراق وسوريا، وأن تنجر السعودية إلى مواجهة مسلحة مع عدوها اللدود، وأن انقلابا سيحدث في العائلة السعودية الحاكمة، ينحي الأمير ابن سلمان، ويوقف الإصلاحات، ويجلب إلى السلطة فردا جديدا.

انقلاب هادئ

واعتبرت "واشنطن تايمز" الأمريكية أنه قد تحدث صدمات سياسية عديدة في المملكة خلال الفترة المقبلة، منها حدوث انقلاب هادئ في القصر قبل وصول المنافسة إلى باقي عشيرة آل سعود، أو تحدث الاضطرابات المدنية التي سينتج عنها مجموعة من الأهداف، أي ما يعني فقدان القدرة على الحكم وانتشار الفوضى العارمة.

وكأنها تضع خيارا إبداليا، أمام السعوديين، قالت "واشنطن تايمز" إن انقلاب القصر هو "الأقل تأثيرا"، مرغبة المملكة فيه من خلال وعود بـ"الحفاظ على الاستقرار والاستمرارية"، وأن "هذا السيناريو إلى حد ما هو الأكثر احتمالا للوقوع، خاصة وأنه يتبعه عدد أقل من المخاطر التي تهدد الاستقرار السياسي في السعودية والمصالح الغربية في المملكة".

ولم يقتصر التحذير على النواحي السياسية، بل حذرت من صدمات أخرى في ضوء تراجع الرواتب وتكاليف المعيشة، على غرار إحراق عمال البناء الحافلات أثناء المظاهرات في مكة المكرمة.

توتر لن ينحسر

وقالت الإيكونوميست، في تقريرها، إن "مجيء دونالد ترامب رئيسا لأمريكا هو سبب آخر يدعو السعودية إلى ضبط النفس، حيث يوجد قانون جاستا الذي يسمح بمقاضاة المملكة والمتورطين في تفجيرات 11 سبتمبر، كذلك يوجد الاتفاق النووي الذي تأمل الرياض أن يلغيه ترامب، لكن حتى الآن الأمور غير واضحة، والشيء المؤكد أن التوتر لن ينحسر بين الرياض وطهران، خاصة وأن السعودية قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في يناير الماضي؛ بسبب الهجوم على سفارتها في طهران عقب إعدام رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر وثلاثة آخرين من شيعة المملكة، كما تم هذا الأسبوع إعدام أكثر من 15 شخصا من الشيعة في السعودية بتهمة التجسس لصالح إيران.

انحناءة وتصدر

وعددت الإيكونوميست جبهات عدة للسعودية، حيث تم قصف الثوار في حلب من قِبل القوات الحكومية والإيرانية والروسية، وأصبح المتمردون في حلب على وشك الهزيمة، كما انحنى السعوديون لرغبات تعيين الرئيس اللبناني المفضل إيرانيا ميشال عون.

وخلال اجتماع أوبك، يوم 30 نوفمبر الماضي، وافقت السعودية على تحمل النصيب الأكبر من خفض الإنتاج في محاولة لاستعادة الأسعار، في حين رفعت إيران إنتاجها إلى مستويات ما قبل العقوبات.

واستطردت الصحيفة أن هذا عكس الكثير من نجاحات الدعم العسكري الإيراني للشيعة وحلفائها في العالم العربي، حيث تدعم بشار الأسد وقوات الجيش والقوات شبه العسكرية في العراق، ولها حزب سياسي هو حزب الله.