حققت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في السوقين المحلية والعالمية خلال تعاملات الإثنين، 1 ديسمبر الجاري، مسجلة أعلى مستوى لها منذ نحو شهر ونصف، مدفوعة بتزايد توقعات المستثمرين بشأن اتجاه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو خفض سعر الفائدة خلال اجتماعه المرتقب هذا الشهر، وفق تقرير صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات.
وأوضحت شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية، أن أسعار الذهب في السوق المصرية حققت مكاسب قدرها 270 جنيهًا للجرام خلال نوفمبر (زيادة 5.2%)، وأرجعت ذلك إلى الصعود العالمي، وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية.
وقالت تقارير: إن "الذهب في مصر ارتفع قياسيًا خلال نوفمبر بنسبة 5.6%، حيث ارتفع جرام عيار 21 من 5350 إلى 5650 جنيهًا".
وأكد خبراء اقتصاديون ل(مصراوي) أن الذهب لا يزال يمتلك عوامل قوية لمواصلة الارتفاع، مدفوعًا بحالة عدم اليقين عالميًا، الضغوط الجيوسياسية، واستمرار مشتريات المؤسسات العالمية.
ومن جانبه، قال الدكتور أشرف غراب، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية: إن "ارتفاع أسعار الذهب يعود إلى غموض الاقتصاد الأمريكي بعد الإغلاق الحكومي، وتصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، إضافة إلى قرار الفيدرالي بخفض الفائدة، وهو ما أدى إلى تراجع الدولار وزيادة جاذبية المعدن الأصفر".
وأوضح أن غموض الاقتصاد الأمريكي نتيجة الإغلاق الحكومي كان من أبرز أسباب ارتفاع الذهب، مشيرا إلى أن التوترات التجارية بين أمريكا والصين (فرض تعريفات جمركية متبادلة) دعمت صعود المعدن النفيس.
وأكد أن قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض سعر الفائدة في أكتوبر ساهم في زيادة جاذبية الذهب، مع تراجع الدولار عالميًا، ويرى أن هذه العوامل مجتمعة تصب في صالح استمرار ارتفاع أسعار الذهب عالميًا ومحليًا.
وأشارت العربية بيزنس إلى أن استمرار صعود الذهب في مصر مدعوم بارتفاع المعدن عالميًا، حيث استقر عيار 24 عند 6480 جنيهًا وعيار 21 عند 5670 جنيهًا، مع توقعات بمزيد من المكاسب إذا خفض الفيدرالي الفائدة.
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»: إن "أسعار المعدن الأصفر في الأسواق المحلية ارتفعت اليوم بنحو 25 جنيهًا، ليصل جرام الذهب عيار 21 ـ الأكثر تداولًا في مصر ـ إلى 5675 جنيهًا".
وأوضح سعيد إمبابي، أن جرام عيار 21 أنهى الشهر عند 5650 جنيه، فيما بلغت الأوقية 4216 دولارن، لافتا إلى أن الارتفاع ناتج عن زيادة الإقبال محلياً وعالمياً.
استطلاع لـ«جولدمان ساكس» توقع وصول الأوقية عالميا إلى 5 آلاف دولار في 2026 وتوقعت أن 36% من المؤسسات تتوقع وصول الذهب إلى 5000 دولار للأونصة بحلول 2026، و33% تتوقع بين 4500–5000 دولار، ودعم Bank of America: توقع بلوغ الذهب هذا الرقم القياسي خلال العام المقبل.
ويتوقع مراقبون أن ارتفاع صناعة المجوهرات وتكلفة الخامات سيزيد أسعار المنتجات النهائية وبالنسبة للاستثمار المؤسسي توقع زيادة تخصيصات المؤسسات نحو الذهب وصناديق الاستثمار المرتبطة به.
وتترقب الأسواق عرض بيانات التصنيع والخدمات (ISM)، الإنتاج الصناعي، والتوظيف قد تحدد اتجاه الذهب في الفترة المقبلة.
وارتبط ارتفاع الذهب في مصر بسبب صعود الأسعار عالميًا وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية، إضافة إلى زيادة الإقبال المحلي على الشراء.
الخبراء يرون أن الاتجاه الصعودي قد يستمر مع استمرار الضغوط الجيوسياسية وعدم اليقين الاقتصادي.
ووصل الصعود العالمي للذهب: الأونصة ارتفعت عالميًا بنسبة 5.3% لتصل إلى نحو 4196 دولارًا، ما انعكس مباشرة على السوق المحلي.
وعن توقعات خفض الفائدة الأمريكية أشارت تقارير إلى أن الأسواق تتوقع أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في ديسمبر، مما يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن.
ومع تزايد المخاوف الاقتصادية، ارتفع الطلب على الذهب في مصر كأداة للتحوط وحفظ القيمة مدفوعا بالتوترات الدولية وعدم اليقين الاقتصادي يدفع المستثمرين والمؤسسات العالمية إلى زيادة مشتريات الذهب.
وقال خبراء اقتصاديون: إن "الذهب يمتلك عوامل قوية لمواصلة الارتفاع، خاصة مع استمرار حالة عدم اليقين عالميًا وتزايد مشتريات المؤسسات". واشار محللون محليون إلى أن الذهب في مصر يسجل مكاسب شهرية متتالية، مدعومًا بالصعود العالمي وتوقعات خفض الفائدة.
ويعني ذلك بحسب تقارير أن الذهب يظل ملاذًا آمنًا في ظل تقلبات الأسواق، وكل مستثمر يبحث عن الخبراء الذين ينصحون بالتريث ومتابعة قرارات الفيدرالي الأمريكي.
