أعلن الدكتور علي محي الدين القرة داغي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومعه الشيخ د.علي الصلابي والشيخ د.محمد الحسن الددو من مؤتمر وقف الأمة بعد الضجة مشيرا إلى أم مؤتمر "وقف الأمة" الذي أُعلن أنه لدعم غزة، لكن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين انسحب منه مبكرًا واتهم المنظمين باستخدام أسماء قياداته دون إذن، وسط شبهات تتعلق بسوء إدارة أموال التبرعات. حركة حماس من جانبها كانت في موضع حساس، إذ إن بعض الأطراف حاولت ربطها بالمؤتمر، بينما الاتحاد شدد على أن دعمه لغزة لا يمر عبر جهات مشبوهة.
وأُعلن مؤتمر "وقف الأمة" لدعم غزة ماليًا وسياسيًا ولاحقًا ظهرت اتهامات بأن هناك شبهات خاصة بالتبرعات التي كان يفترض أن تذهب لغزة.
إلا أن أسماء شخصيات بارزة مثل الشيخ علي القره داغي (الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)، الشيخ محمد الحسن الددو، والشيخ علي الصلابي، وُضعت ضمن المشاركين رغم أنهم انسحبوا مبكرًا وأبلغوا المنظمين بذلك.
ومن جانبه، أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بيانًا رسميًا يؤكد انسحابه من المؤتمر، وأن استخدام أسمائه وصوره كان دون إذن. مشددا على أن دعمه لغزة يتم عبر قنوات شرعية وشفافة، وأطلق مبادرات مستقلة مثل الدعوة لقمة دولية لدعم غزة.
ورى الاتحاد أن أي استغلال سياسي أو مالي لقضية غزة يضر بالمقاومة ويضعف الثقة الشعبية.
وسبق أن اجتمع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مع قيادة حماس في 2022 لمناقشة قراراتها السياسية (مثل استعادة العلاقة مع النظام السوري)، ووجّه لها نصائح بضرورة مراجعة بعض المواقف.
ويبدو أن العلاقة بين الاتحاد وحماس قائمة على الدعم العام للمقاومة، لكن مع نقد لبعض خياراتها السياسية.
ويعبر الموقف الأخير من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أنه أراد أن ينأى بنفسه عن أي شبهات فساد أو استغلال سياسي، مؤكدًا أن دعمه لغزة يجب أن يكون شفافًا.
حماس تجد نفسها بين دعم الاتحاد لها من حيث المبدأ، وبين الحذر من أن تُستغل قضيتها في مؤتمرات مشبوهة.
موقف حماس
وكانت حركة "حماس" أصدرت بيانًا رسميًا دعت فيه إلى مقاطعة مؤتمر "وقف الأمة" المخصص لجمع التبرعات لصالح غزة، وحذرت من التعامل مع القائمين عليه.
وهذا البيان كان سببًا رئيسيًا في الضجة التي أعقبت المؤتمر، وأدى إلى انسحاب شخصيات بارزة مثل الدكتور علي القرة داغي (الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)، والشيخ علي الصلابي، والشيخ محمد الحسن الددو، الذين أكدوا أن أسماءهم وصورهم استُخدمت دون إذن.
وصدر في نوفمبر 2025 قبل انعقاد المؤتمر بيان حماس الذي دعا لمقاطعة المؤتمر وعدم المشاركة في أي فعالية ينظمها القائمون عليه والتحذير من تقديم أي دعم مالي للمشاريع أو الأنشطة التابعة لهم.
أوضحت الحركة أن بعض الأفراد والمؤسسات استحوذوا على ممتلكات وأموال باسم دعم غزة بعد معركة "طوفان الأقصى"، واستغلوا القضية للتوسع في جمع الأموال دون شفافية.
وكان بيان حماس بمثابة تحذير رسمي من مؤسسات يُشتبه في سوء إدارة الأموال المخصصة لغزة وانسحاب العلماء الكبار أعطى مصداقية إضافية للتحذيرات، وأدى إلى أزمة ثقة كبيرة حول المؤتمر.
بيان القره داغي
الشيخ علي داغي يوضح: انسحبنا من مؤتمر وقف الأمة مبكراً وأسماؤنا استخدمت دون إذن
الأربعاء، 19 نوفمبر 2025
الدار – أصدر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي القرة داغي، بيانًا أوضح فيه انسحاب كلٍّ من د. علي القرة داغي، والشيخ محمد الحسن الددو، والشيخ علي الصلابي من مؤتمر وقف الأمة.
وأكد الشيخ علي أن انسحابهم تم قبل الإعلان عن المؤتمر، ورغم ذلك تم وضع صورهم ضمن المشاركين من غير علمهم ورغم إبلاغ الجهة المنظمة وانسحابهم.
يذكر أن هذا الوقف تدور حوله شبهات وتهم بسرقة نصف مليار دولار من تبرعات يفترض أنها لصالح غزة.
وتاليًا البيان: " الحمد لله الذي أمر بالعدل ونهى عن الظلم، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ الذي قال: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ»، وعلى آله وصحبِه ومن تخلق بأخلاقه الى يوم الدين.
وبعد:
فقد تتابعت في الأيام الماضية افتراءاتٌ مكشوفة، واتهاماتٌ باطلة، دأب عليها المرجفون من أعداء طوفان الأقصى، ومن سار في ركابهم من المتصهينين والمطبّعين، وانساق وراءها للأسف بعض المداخلة والجامية الذين هم رحماء بالظلمة، وأشداء على أهل الحق .
فهؤلاء المرجفون عمموا بيانا خاصا ضد إدارة الوقف على العلماء الذين رفعت صورهم للمشاركة في مؤتمر الوقف حول غزة، وحوّلوا الأمر إلى مادةٍ للوقيعة في العلماء الذين وضعت صورهم للمشاركة في مؤتمر سبحان الله ما أسهل البهتان على أهل الفتنة، فجعلوا من الحبة قبة، ومن الوهم حقائق، حتى بلغ بهم الافتراء إلى اتهام هؤلاء العلماء الربانيين بالسرقة! وهو كلامٌ يندى له جبينُ من لديه بقيةٌ من حياء أو مروءة.
وأنا هنا أؤكد على ما يــلي:
أولًا: بيان الحقيقة كما هي
إن «وقف الأمة» أنشأه ثلةٌ من الصالحين جزاهم الله خيرًا، ثم وقع خلافٌ بين حركة حماس وإدارة الوقف، ونحن في قيادة الاتحاد الرئاسة والأمانة العامة لا علاقة لنا قطعا لا بإدارة الوقف ولا بخلافاته الداخلية، لا من قريب ولا من بعيد.
ثانيًا: قامت إدارة الوقف بالإعلان عن مؤتمرٍ يتعلق بغزة، فوضعوا في الملصقات الإعلامية صوري مع بعض كبار العلماء.
وما إن علمتُ بالخلاف حتى أبلغتُ إدارة المؤتمر – بوضوحٍ وصراحة – بأنني لن أشارك لا بالحضور ولا بالكلمة، مهما حاولوا إقناعي. وكذلك فعل إخواني العلماء الكبار: فضيلة الشيخ محمد الحسن الددو، والشيخ الدكتور علي الصلابي.
ومع ذلك – وللأسف الشديد – لم تُحذف صورنا من الإعلان، وهذا تصرّفٌ ندينه ونراه مخالفًا للأمانة المهنية والشرعية.
ثالثًا: وهل المشاركة في مؤتمرٍ يحمل عنوان «نصرة غزة» تُعدّ جريمةً أو تهمة؟! سبحان الله! كأنّ بعض الناس لم يعد يبحث عن الحقائق، وإنما يبحث عن أعوادٍ يشتعل بها نارًا.
رابعًا: أؤكّد – مع التحدي – أنّه لا صلة لي بهذا الوقف لا إداريًا ولا ماليًا، ولم يكن بيني وبينه أي تعاونٍ في إغاثةٍ أو غيرها قط. نحن نتعاون مع المؤسسات الرسمية داخل غزة، ومع المؤسسات الدولية الموثوقة خارجها، بحمد الله وتوفيقه.
خامسًا: في التحذير الشرعي والبياني
إن ما قيل بحق العلماء يدخل في دائرة البهتان الصريح، وهو من أعظم الذنوب. قال تعالى:
{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 58].
قال الإمام الطبري: «احتملوا زورًا وبهتانًا هو أفحش الكذب».
وقال السمرقندي: «ليس شيء من الذنوب أعظم من البهتان؛ إذ يحتاج إلى ثلاث توبات: توبة إلى الله، وتوبة إلى المظلوم، وتوبة بإعلان البراءة من الكذب».
وقد قرن الله البهتان بالشرك حيث قال:
{فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}.
وقال صلى الله عليه وسلم:
«المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» رواه البخاري ٦٤٨٤ ومسلم ٤٠
وسمّى النبي ﷺ من يغتاب الناس ويفتري عليهم «المفلس»، لأنه يخسر أعماله وينقل حسناته إلى من ظلمهم.
وكان العرب في جاهليتهم – قبل نور الإسلام – يعدّون من يفترى على الناس لئيمًا ساقطَ المروءة، وقال أحد حكمائهم:
إنَّ الكريمَ إذا تقضَّى وُدُّهُ يُخفي القبيحَ ويُظهِرُ الإحسانا
وترى اللَّئيمَ إذا تَصَرَّمَ حبلُهُ يُخفي الجميلَ ويُظهِرُ البُهتانا
فكيف بمن ينتسب للإسلام ويحمل لسانه سيفًا على الأبرياء؟!
سابعًا: رسالة للمرجفين
اتقوا الله في العلماء، فإن أعراض الدعاة والمصلحين ليست جدارًا منخفضًا يقفز عليه من شاء. واعلموا أنّ الله يفضح المفترين في الدنيا قبل الآخرة، وأن البهتان سهمٌ مسمومٌ لا يصيب إلا صاحبه.
نسأل الله تعالى الهداية لمن ضلّ، والتوفيق لمن طلب الحق، والخزي وسواد الوجه لمن تعمّد الكذب والافتراء.
والحمد لله رب العالمين.
