رحيله خسارة للعالم الإسلامي .. مراقبون: زغلول النجار علامة فارقة في منهج الإعجاز العلمي للقرآن

- ‎فيتقارير

أعلنت أسرة الدكتور زغلول النجار وفاته اليوم الأحد 9 نوفمبر 2025 في العاصمة الأردنية عمّان عن عمر ناهز 92 عامًا، بعد صراع مع المرض، وأعلن حسابه الرسمي على فيسبوك نبأ الوفاة، وجاء في البيان: "ننعى للأمة الإسلامية وفاة العلامة الدكتور زغلول النجار".

وستُقام صلاة الجنازة الإثنين 10 نوفمبر في مسجد أبو عيشة بعد صلاة الظهر، ويُوارى جثمانه الثرى في مقبرة أم القطين في عمّان.

فارس الإعجاز العلمي

ونعاه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، واصفًا إياه بأنه "فارس الإعجاز العلمي"، وأحد أعلام الدعوة الإسلامية.

وقال بيان الاتحاد: "فقد العالم الإسلامي اليوم علمًا من أعلامه، وعالمًا من علمائه المخلصين، الداعية والمفكر الإسلامي المعروف الدكتور زغلول النجار رحمه الله، الذي توفي اليوم الأحد عن عمر ناهز 92 عامًا، بعد مسيرة علمية ودعوية حافلة بالعطاء في ميادين العلم والإيمان والدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة."
وأشاد البيان بمكانة الدكتور النجار في مجال الإعجاز العلمي، ووصفه بأنه نموذج للعالم الذي سخّر علمه في خدمة الدين، جامعًا بين علوم الجيولوجيا وعلوم الوحي.
https://iumsonline.org/ar/ContentDetails.aspx?ID=40478

وعنه، قال الباحث الاقتصادي د. عبد الحافظ الصاوي Abdelhafez Elsawi: "رحم الله عالمنا الجليل د زغلول النجار رحمة واسعة وتقبله في الصالحين، وجعل كل ما قدم في ميزان حسناته، إلتقيته منذ أكثر من عام، وكانت جلستنا  دافعة لنا للعمل والاجتهاد في العلم والدعوة، لم أشعر أنني أجلس مع شيخ بلغ قرابة التسعين عامًا، بل مع شاب في مقتبل العمر، يحدثنا عن مشروعاته العلمية واستعداده للتنقل والسفر من أجل الدعوة إلى الله، وضرورة تأسيس جمعية معنية بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم في القطر الذي نعيش فيه".

وأوضح أن جلسته كانت "زادًا يرشدنا إلى جادة الطريق وسلامة القصد، فاللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر اللهم لنا وله.".

وأضاف، "أحسب أن سيرة المغفور له بإذن ربه الدكتور زغلول النجار، ستبقى منارة للسائرين إلى الله عز وجل، تحمل العلم والعمل، والخبرة والنصح السليم لأبناء أمتنا.

 

https://www.facebook.com/photo/?fbid=10163970843845350&set=a.10152887097025350

الصحفي حسين عبد الظاهر وعبر فيسبوك نشر تحليلا يعكس تقديرًا حقيقيًا لإرث الدكتور زغلول النجار رحمه الله، كما يسلط الضوء على مفارقة مؤلمة: أن الشهرة التي صنعها له الإعلام، كانت أيضًا سببًا في تآكل صورته العلمية لدى بعض الأوساط.

وأشار إلى أن ظهوره في برنامج نور على نور كان نقطة انطلاق قوية، خاصة مع دعم الإعلامي أحمد فراج، الذي يُحسب له تقديم رموز مثل الشعراوي والنقشبندي.

وعن فكرة الإعجاز العلمي أشار إلى أن العلماء المتخصصين الذين تحفظوا على فكرة الإعجاز العلمي، قدموا نقدًا علميًا موضوعيًا، وهاجمه الخصوم السياسيون والعلمانيون من منطلقات أيديولوجية، معتبرين أن الإعجاز العلمي يخدم خطاب "الإسلام هو الحل"، وبالتالي له تأثير انتخابي.

وعن فكرة الحرق الإعلامي (تكرار الظهور في مجال تخصصه وفي غيره) أشار "عبد الظاهر" إلى أن الإسلاميين ساهموا في ذلك وأن ذلك بحسن نية أحيانًا، وبسوء تقدير أحيانًا أخرى.

وأنهم استدعوه في مؤتمرات لا تمت لتخصصه بصلة وحمّلوه مسؤولية خطاب عام لا يخصه وجعلوا منه "رمزًا دعائيًا" أكثر من كونه "عالمًا متخصصًا".

وأنه مع انتقاله إلى الفضائيات، بدأ يُنظر إليه كـ"ظاهرة إعلامية"، لا كعالم متخصص، وهو ما استغله خصومه لتقويض منهجه.

واعتبر أن الدكتور النجار تعرض لما يُعرف في الإعلام بـ"الاستنزاف الرمزي"، حيث يُستدعى اسمه في كل مناسبة، بغض النظر عن صلة تخصصه بالموضوع، مما أدى إلى تكرار مفرط في الظهور جعله عرضة للنقد السطحي وربط اسمه بقضايا سياسية أو شعبوية أضعفت من حضوره العلمي، واستغلال اسمه لجذب الجمهور دون مراعاة لمكانته الأكاديمية أو رسالته الدعوية.

واستدرك أنه رغم كل ذلك، يبقى الدكتور زغلول النجار من أوائل من ربطوا العلم بالقرآن بأسلوب مبسط ومؤثر، وأنه مصدر إلهام لكثير من المسلمين الجدد، وصاحب مساهمة فريدة في فتح باب التدبر العلمي للقرآن الكريم.

خسارة للعالم الإسلامي

واعتبر الصحفي د.أحمد لبيب المعد السابق بقناة أبو ظبي أن رحيل الدكتور زغلول النجار يمثل خسارة كبيرة للعالم الإسلامي، فقد كان من أبرز رموز الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وترك أثرًا عميقًا في الدعوة والعلم والإعلام.

وأشار إلى أن مسيرته الدعوية والعلمية امتدت لعقود، بدأها منذ الثمانينيات، وكان له حضور إعلامي مؤثر عبر برامج مثل نور على نور، ثم في تلفزيون أبو ظبي.

وأوضح تكريم حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد له بجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم عام 2004، وإشراكه في حوارات دولية حول الإسلام والقضية الفلسطينية.

وكيف أن جامعة عجمان أنشأت له كرسي الإعجاز العلمي، وكان له مقال أسبوعي بصحيفة الأهرام بترتيب من الأستاذ إبراهيم نافع.

واعتبر أنه كان مدافعًا شرسًا عن القضية الفلسطينية، واعتبر بريطانيا مسؤولة تاريخيًا عن وعد بلفور. وتزوج من سيدة أردنية من أصل فلسطيني، وكانت خير سند له في حياته، متنقلًا بين عمان والمعادي.

وأنه ترك عشرات المؤلفات والمحاضرات، وشغل مناصب أكاديمية ودعوية داخل مصر وخارجها.

https://www.facebook.com/photo/?fbid=2013456729403751&set=a.431061050976668

ووُلد في 17 نوفمبر 1933 بقرية مشال، مركز بسيون، محافظة الغربية، وحصل على الدكتوراه في علوم الأرض من جامعة ويلز عام 1963.

 

عُرف بجهوده في مجال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وكان عضوًا مؤسسًا في الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة.