تخلت إسرائيل عن ياسر أبو شباب ورفضت استضافته وتركت مصيره لحماس بعد أن تمّ تركه وحيداً في مواجهةِ المجاهدين ، وبات نِهاية الجواسيس واحدة، ولكنهم لا يتّعظون، في كل مرة، يحسبونَ أن نهايتَهم ستكون مختلفة، وتكون نهايتهم الدعس تحت نعال المجاهدينَ بحسب مراقبين.
ونشر موقع "حدشوت يسرائيل " الصهيوني صورة لأبو شباب (المليشياوي الخائن في غزة) وسخرت قائلة: "الآن انتهت الحرب في غزة والحركه يمكن ان تعمل الآن بحرية نتمنى حظا سعيدا لياسر ابو شباب والمنظمات الأخرى التي تعاونت مع "اسرائيل".
وقالت صحيفة "إسرائيل هيوم" الصهيونية، إن خلافا أمني حاد بين جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام (الشاباك) بشأن مصير الميليشيات التي شكّلها الاحتلال خلال حرب الإبادة في قطاع غزة، وعلى رأسها ميليشيا الخائن ياسر أبو شباب، التي كانت تعمل تحت إشراف مباشر من أجهزة الاحتلال.
واقترح الشاباك نقل هؤلاء العناصر إلى معسكرات مغلقة داخل منطقة غلاف غزة كإجراء مؤقت لـ"حمايتهم وضمان السيطرة الأمنية عليهم". إلا أن أن
جيش الاحتلال رفض المقترح بشدة، مبرّرًا موقفه بأن "الخطر الذي قد تشكله هذه العناصر على المستوطنين الإسرائيليين يفوق أي التزام بحمايتهم"، خاصة بعد أن رصدت الاستخبارات العسكرية (أمان) مؤشرات على فرار عدد من عناصر الميليشيات، بعد حصولهم على وعود بالعفو من حركة حماس، وفق ما أوردته الصحيفة.
وقالت الصحفية من غزة ديما حلواني @DimaHalwani: ".. باختصار: موسم "التوبة الجماعية" بدأ.. جماعة العميل الأزعر ياسر أبو شباب في حيص بيص بعد الاتفاق في غزة.. ".
وكشفت أنه قبل قليل مجموعة من عناصر العميل أبو شباب قرروا أن يختصروا الطريق وسلّموا أنفسهم لحماس، بعد أن اكتشفوا أن العمالة حبلها قصير مثل الكذب تماما".
ويبدو أن البقية من جماعته وجماعة الأسطل بدأوا يشغّلوا الخط الساخن مع الوجهاء والعائلات، بحثًا عن "عرض مغرٍ" يشمل العفو والتسليم الآمن.
https://x.com/DimaHalwani/status/1976284660263997757
وأسّس الاحتلال مجموعات مسلّحة تعمل بالتوازي مع قواته البرية، خلال العامين الماضيين، تحت إشراف الشاباك، بهدف فرض سيطرة أمنية غير مباشرة في المناطق التي انسحب منها مؤقتًا، وفق ما كشفت القناة 12 الصهيونية.
وذكرت القناة أن هذه التشكيلات لم تُسلّح بأسلحة صهيونية نظامية، بل زُوّدت بما صادره الجيش من مخازن فصائل المقاومة في غزة، إضافة إلى أسلحة تم ضبطها لدى حزب الله في جنوب لبنان، في محاولة لجعلها تبدو كأنها "قوة محلية تعتمد على غنائم حرب، لا أداة إسرائيلية صريحة".
ومجموعة ياسر أبو شباب، المتمركزة في المناطق الشرقية من رفح، تعد النموذج الأبرز لهذه الميليشيات، إذ حظيت بحماية مباشرة من قوات الاحتلال، إلى جانب مجموعات مشابهة انتشرت في مناطق أخرى جنوبي القطاع.
سياسية صهيونية معتمدة
وهناك سياسة صهيونية قديمة تقوم على الاستغلال الأمني الاجتماعي، حيث تُستخدم هذه المجموعات كأدوات ظرفية ثم تُرمى جانبًا حين تنتفي الحاجة إليها ـ وهو ما يتكرر اليوم في غزة،ـ بعد أن استُهلكت أدوار تلك الميليشيات، ولم يعد وجودها يخدم إستراتيجية الاحتلال في مرحلة ما بعد الحرب.
وعلق المحلل السياسي الفلسطيني د. ابراهيم حمامي عبر @DrHamami تحت عنوان "عصابات أبو شباب.. مصير معروف يتكرر" إن ما نشرته "يسرائيل هيوم" في تقرير للصحفي آفي برئيلي عن نقاش أمني داخل "إسرائيل"، كشف أن الجيش الإسرائيلي اعترض على مقترح جهاز الشاباك بنقل عناصر المليشيات المرتبطة بالاحتلال في غزة إلى معسكرات مغلقة داخل الغلاف بعد الحرب.
وأضاف أن "الاعتراض جاء من قائد المنطقة الجنوبية الذي حذّر من أن الخطر الذي قد يشكله هؤلاء على المستوطنين أكبر من أي وعود بحمايتهم، خصوصًا بعد أن رصدت استخبارات "أمان" محاولات هروب بينهم عقب وعود بالعفو من حماس.".
وكشف أن "المشهد ليس جديدًا: عبر التاريخ، كل من ارتبط بالمحتل وجد نفسه في نهاية المطاف بلا حماية، من العملاء في الجزائر بعد الاستقلال، إلى ميليشيا لحد في جنوب لبنان عام 2000، إلى من تعاونوا مع الأميركيين في العراق وأفغانستان. النتيجة واحدة: المحتل يتخلى عن أدواته حين تنتهي صلاحيتها، ويبقى العار يلاحقهم في ذاكرة شعوبهم.".
وأوضح أنه "اليوم يتكرر الدرس في غزة. . مجرد النقاش حول "معسكرات مغلقة" يؤكد أن الاحتلال لا يثق في من جندهم، ويخشى منهم أكثر مما يطمئن إليهم. . إنها شهادة أخرى على أن كل رهانات الاحتلال على بناء قوى بديلة في غزة مصيرها الزوال، لأن الشعوب لا تغفر، والمحتل لا يحمي أحدًا.".
يد على الزناد
أعلنت القسام تنفيذ سلسلة عمليات ضد جيش الاحتلال في غزة، ونشرت كتائب القسام بلاغات عسكرية اليوم الخميس: أغرنا عصر أمس على موقع "الأحواض" العسكري في محور "نتساريم" جنوب غزة، واستهدفنا جنود العدو من المسافة صفر وأوقعنا منهم قتلى وجرحى.
– استهدفنا دبابتين صهيونيتين ميركافا بقذيفتي "الياسين 105" و"تاندوم" في محور "نتساريم" جنوب غزة
– حاول مجاهدونا أسر أحد جنود العدو إلا أن الظروف الميدانية لم تسمح بذلك، ورصدوا هبوط الطيران المروحي للإخلاء
– استهدفنا أمس دبابة ميركافا بقذيفة "الياسين 105" في منطقة اليرموك شمال مدينة غزة أغرنا عصر أمس على موقع الأحواض العسكري في محور نتساريم جنوب غزة، واستهدفنا جنود العدو من المسافة صفر وأوقعنا منهم قتلى وجرحى.
– استهدفنا دبابتين ميركافا بقذيفتي الياسين 10 و"تاندوم.
ومنذ بدء حرب الإبادة الصهيونية على غزة، في 7 أكتوبر 2023، تواصل فصائل المقاومة التصدي لجيش الاحتلال بكافة الوسائل، موقعة بين جنوده، قتلى وجرحى.
عملية نوعية للمقاومة
ونشر الصحفي صلاح بديوي @bedewi110 نقلا عن الناشط محمد الفاتح صورة لعملية للمقاومة قال: "بينما كان الكثير منا مشغولًا بحاله، أو متابعًا لمباراة كرة قدم أو فيلم أو مسلسل، كان الرجال هناك يصنعون معجزات. . أعلنت المقاومة اليوم أنها حصلت على قنبلة أمريكية من طراز MK-84 لم تنفجر، فتمت إعادة هندستها عكسيًا وتحويلها إلى سلاح ميداني استخدم في تفجير دبابة ميركافا وجرافة مصفحة داخل القطاع".
العملية وُصفت بأنها من أقوى الضربات منذ بدء المعارك، إذ تمكنت القنبلة بعد تعديلها من تدمير الآليتين بشكل شبه كامل، في مشهد وثّقته المقاومة ونشرته اليوم.
واضاف "القنبلة MK-84 تُعد من أثقل وأقوى القنابل الأمريكية التقليدية، يزن جسمها نحو 907 كغ وتحتوي على أكثر من 430 كغ من مادة تريتونال شديدة الانفجار، وهي القنبلة التي تُستخدم عادة لتدمير التحصينات والمدارج والجسور".
وأشار إلى أن "إعادة تشغيلها يدويًا في ظروف الحصار تُظهر مستوى مذهلًا من الابتكار العسكري داخل القطاع، وقدرة الرجال على تحويل أدوات الدمار الموجهة ضدهم إلى سلاح مضاد يضرب العدو في قلب معركته".
ولفت إلى أنه "يُقدَّر ثمن دبابة ميركافا 4 بنحو 3.5 مليون دولار أمريكي، بينما تصل تكلفة الجرافة المصفحة كاتربيلر D9R إلى حوالي 1 مليون دولار، ما يعني أن ضربة واحدة أعادت للعدو خسائر مادية تفوق 4.5 مليون دولار، عدا عن الخسائر البشرية التي اعترف بها إعلام الكيان بعد الانفجار الضخم الذي أدى إلى سقوط عدد كبير من جنوده في المكان.".
ورغم أن القنبلة MK-84 صُنعت في الأصل لتُلقى من طائرات حربية متقدمة مثل F-15 وF-35، فإنها اليوم تُستخدم في سياق مختلف تمامًا، حيث حولتها أيدي المقاومة من أداة قصف جوي إلى عبوة أرضية دقيقة، في عملية تُظهر أن الحرب في القطاع لم تعد فقط صراعًا بالسلاح، بل معركة إرادة وعقل وإبداع في وجه آلة الحرب الغاشمة على الأرض المباركة.
واعتبر "الفاتح" أن "ذلك الجيل الذي يفعل اليوم ما ظنه العالم مستحيلًا، لم يُربَّ في صالات السينما ولا على مقاعد اللهو، بل تربى في المساجد، وتشكل وعيه بين حلقات العلم وصفحات الكتب.. جيل حفظ القرآن قبل أن يحفظ أسماء اللاعبين، وعرف معنى الشهادة قبل أن يعرف أسماء الممثلين.".
وأشار إلى أن هذا الجيل المقاوم " ليس هو الجيل الذي يقيس حياته بعدد النزهات والمطاعم، ولا الذي يسأل كل يوم: أين سنخرج؟ وماذا سنلبس وكم بنت أولد نعرف في الحرام؟… إنه جيل يخرج فقط حين يناديه الأذان أو الواجب، ويلبس درعه لا زينته، ويأكل من عرق يده، ويقاتل بإيمان عقله وقلبه، جيلٌ صنع من تحت الركام نهضة أمة كانت تنتظر رجالها.. جيل الأرض المباركة هو الجيل الذي متعته صورة بجوار سلاحه.".