في ذكرى 19 سبتمبر 2017 حيث التقى السيسي في نيويورك برئيس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو في أول لقاء معلن وعرضت وسائل الإعلام الصهيونية صورا للسيسي وهو يتبادل الحديث مع مئير بن شابات مستشار الأمن القومي لنتنياهو، الذي تم تعيينه في منصبه قبل شهرين، بعد أن كان يشغل منصب قائد "لواء الجنوب" في جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" و هو من القيادات اليمينة المتطرفة و أحد مهندسي الحرب على غزة.
التقى السيسي قبل أسابيع قليلة أعضاء بالكونجرس الامريكي، بظل أن بعض الوفود اليهودية الأمريكية التي زارت القاهرة في السنوات الماضية تضم أعضاء أو ممثلين عن إيباك، لكن لم يُذكر اسم المنظمة في البيانات الرسمية.
وقال مراقبون إن التنسيق بين مصر و"إيباك" يتم غالبًا عبر السفارة المصرية في واشنطن أو من خلال مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى، الذي يضم "إيباك" ضمن شبكته.
وأضافوا أنه حتى الآن، لا توجد تواريخ معلنة أو موثقة رسميًا للقاء مباشر بين عبد الفتاح السيسي وقيادات منظمة إيباك (AIPAC)، وهي لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية. وتعد إيباك من أقوى جماعات الضغط في الولايات المتحدة، لكن لقاءاتها غالبًا ما تكون غير علنية أو تتم عبر وسطاء دبلوماسيين أو أمنيين.
وبعد فبراير 2025، (آخر لقاءات السيسي برئيس الكونجرس اليهودي العالمي رونالد لاودر) بدا أن الدور العلني لهذا التجمع السياسي تراجع لصالح منظمات أخرى وقنوات دبلوماسية مباشرة أكثر تأثيرًا وفاعلية في ملف غزة والمنطقة، وأبرزها:
1. البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية
وذلك من خلال مبعوثين خاصين مثل بريت ماكغورك وباربرا ليف، التي أصبحت أكثر انخراطًا في التنسيق مع مصر بشأن غزة، ويبدو أن هذه القنوات تتعامل مباشرة مع السيسي والمخابرات العامة، بعيدًا عن المنظمات اليهودية التقليدية.
2. المنسق الأمني الأمريكي في "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية
ويلعب مكتب المنسق الأمني الأمريكي (USSC) دورًا حاسمًا في التنسيق الأمني بين مصر، و"إسرائيل"، والسلطة الفلسطينية، حيث يُجري اتصالات مباشرة مع القاهرة بشأن التهدئة، والمعابر، وتبادل الأسرى.
3. منظمة إيباك (AIPAC) – لجنة الشئون العامة الأمريكية "الإسرائيلية"
ورغم أنها لا تظهر كثيرًا في الإعلام المصري، إلا أن "إيباك" بحسب مراقبين تمارس تأثيرًا كبيرًا في واشنطن، وتدفع باتجاه دعم الدور المصري في غزة من خلال الكونجرس الأمريكي.
وشاركت وفودًا من المنظمة في زيارات غير رسمية إلى القاهرة، خاصة في سياق التنسيق الأمني والدبلوماسي بين مصر والولايات المتحدة، بحسب منصات الذكاء AI.
4. قنوات استخباراتية مباشرة
وليس بخاف أن جهاز المخابرات العامة المصري يتواصل مباشرة مع الموساد والشاباك في "إسرائيل" وهذه القنوات تتجاوز الطابع البروتوكولي، وتُستخدم في ملفات حساسة مثل التهدئة، والمعابر، وصفقات الأسرىز
الود المتبادل
وتتبع سير العلاقات الخارجية بعد استيلاء الجيش على السلطة إثر انقلاب يوليو 2013 يكشف بما لا يحتمل الشك عن تزايد حميمية العلاقات بين مصر – السيسي والعدو الصهيوني للدرجة التي جعلت الشعب الصهيوني نفسه يضع عبد الفتاح السيسي في قمة الزعماء الحائزين على ثقته في المنطقة في استطلاع أجري صيف 2017 و تلاه ملك الأردن عبد الله الثاني.
وتوالت الزيارات المتبادلة بين السيسي وقيادات صهيونية رسمية وغير رسمية حيث التقى في الفترة ما بين 2015 و حتى 2018 بنحو عشرين وفدا صهيونيا ما بين جمعيات أو لوبيات أو حتى قيادات رسمية بمستوى رئيس وزراء العدو الصهيوني و بعض هذه اللقاءات كانت سرية ولم تعلن عنها الحكومة المصرية و إنما أعلنتها وسائل الإعلام الصهيونية .
"المؤتمر اليهودي العالمي"
وهو اتحاد دولي للمنظمات اليهودية مؤلف من أكثر من 70 منظمة، ويسعى إلى تقوية الوحدة بين اليهود، والحفاظ على العادات الثقافية، والدينية، والاجتماعية اليهودية.
ويتولى الإنفاق على معهد الشئون اليهودية بلندن الذي يجري أبحاثا تناقش المشاكل المختلفة التي تواجه اليهود، وقد تأسس المؤتمر اليهودي العالمي عام 1936م، ويتخذ من مدينة نيويورك مقرا له.
"مؤتمر الرؤساء"
هو تحالف يضم عددًا كبيرًا من المنظمات الصهيونية العاملة في الولايات المتحدة، التي تنفذ أجندة اللوبي اليهودي هناك.
" مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى"
وهذه المنظمة تضم أكثر من 50 هيئة يهودية أمريكية والتقى السيسي وفودًا منها في فبراير 2017 ويناير 2020، حيث ناقش معهم: جهود مكافحة الإرهاب، ودعم عملية السلام، والعلاقات المصرية الأمريكية، واللقاءات كانت بحضور وزير خارجية السيسي؛ سامح شكري ورئيس المخابرات العامة عباس كامل.
" الكونجرس اليهودي العالمي"
وأقرب لقاء بين السيسي ولاودر كان في فبراير 2025، وحتى الآن، لا توجد تقارير منشورة عن لقاء جديد مع منظمة يهودية أخرى بعد لقاء لاودر في 16 فبراير 2025. لكن اللقاء كان في سياق التحضير للقمة العربية أو في إطار التنسيق حول ملف إعادة إعمار غزة.
وجميع هذه اللقاءات كانت بحضور رئيس جهاز المخابرات العامة، مما يعكس الطابع الأمني والسياسي العميق لهذه الاجتماعات.
واستعرض مراقبون موجزا لتلك اللقاءات التي جمعت السيسي بالمؤسسات الصهيونية الرسمية وغير الرسمية والمعلن منها وغير المعلن على الأقل بالصحافة المحلية مع لودر وغيره:
11 يناير 2015 التقي السيسي برئيس الكونجرس اليهودي العالمي رونالد لاودر.
5 يوليو 2015 استقبل السيسي وفداً من اللجنة الأمريكية اليهودية، برئاسة ستانلي برغمان رئيس اللجنة، بحضور سامح شكري وزير الخارجية.
26 سبتمبر 2015 التقى السيسي مرة أخرى رونالد لاودر رئيس الكونجرس اليهودي العالمي.
يناير 2016 ذكرت وسائل إعلام صهيونية أن لقاء سريا عقد في العقبة وجمع السيسي ونتنياهو وكلا من ملك الأردن عبد الله الثاني ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
11 فبراير 2016 استقبل السيسي وفدا من رؤساء المنظمات اليهودية في أمريكا.
مارس 2016 لقاء موثق بين السيسي ولاودر، تناول جهود السلام في الشرق الأوسط.
أغسطس 2016 كشفت وسائل إعلام صهيونية عن لقاء سري في القاهرة جمع السيسي وكلا من نتنياهو وزعيم المعارضة الصهيونية إسحاق هيرتزوغ.
21 سبتمبر 2016 أشاد السيسي بمستوى التعاون بين مصروإسرائيل في اجتماع مغلق مع قيادات يهودية بنيويورك مساء الثلاثاء، على هامش مشاركته بالجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن بين المنظمات اليهودية التي حضرت لقاء السيسي، منظمة "بناي بريث"، ومؤتمر اليهود العالمي.
19 ديسمبر 2016 استقبل السيسى بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، وفداً من اللجنة الأمريكية اليهودية AJC بحضور وزير الدفاع صدقي صبحي و وزير الخارجية سامح شكري .
19 فبراير 2017 السيسي يستقبل وفدا من المنظمات اليهودية في أمريكا قبل زيارته لواشنطن.
و قال رئيس وفد المنظمات اليهودية في أمريكا "اللوبي الإسرائيلي في أمريكا" إن لقاءه بالسيسي فاق كل توقعاته، بما يخص تعاون السيسي وأريحيته في التجاوب مع المجتمعين.
وفي فبراير 2017 كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن بنيامين نتنياهو التقى السيسي في مؤتمر قمة سري عقد في العقبة بمشاركة العاهل الأردني الملك عبد الله.
26 مارس 2017 التقى السيسي رونالد لاودر رئيس المؤتمر اليهودي العالمي مجددا في القصر الرئاسي في القاهرة، وشارك خالد فوزي، رئيس المخابرات العامة المصرية في اللقاء أيضًا.
5 إبريل 2017 التقي السيسي خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية ممثلين عن اللوبي اليهودي.
65 ضيفًا شاركوا في الاجتماع الذي كان مغلقا على وسائل الإعلام منهم ممثلون من مراكز بحثية مهتمة بالشرق الأوسط، ومستشارين غير رسميين للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وممثلين لمنظمات يهودية.
وقال "عزرا فريدلاندر"، الرئيس التنفيذي لشركة استشارية: "قال السيسي إن الأجواء مهيئة الآن للسلام أكثر مما كانت منذ 40 عامًا عندما أبرم الرئيس الأسبق "محمد أنور السادات" معاهدة السلام".
19 سبتمبر 2017 التقى السيسي في نيويورك برئيس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو في أول لقاء معلن وعرضت وسائل الإعلام الصهيونية صورا حميمية للسيسي ونتنياهو تكشف أنه لم يكن اللقاء الأول بينهما وبحسب رئيس حكوة الاحتلال تكرر 6 مرات.
23 سبتمبر 2017 شكرى يطلع اللجنة اليهودية الأمريكية على رؤية السيسى لمواجهة التطرف جاء ذلك خلال لقائه، بمقر بعثة مصر لدى الأمم المتحدة، فى ختام مشاركته فى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، مع عدد من قيادات اللجنة اليهودية الأمريكية.
17 أكتوبر 2017 بحث السيسي مع رئيس المؤتمر اليهودي العالمي رونالد لاودر – مجددا – عددًا من القضايا الإقليمية، وعلى رأسها عملية السلام في الشرق الأوسط بحضور رئيس المخابرات العامة خالد فوزي و مستشار رئيس المؤتمر اليهودي ثائر مقبل.
1 مايو 2018 التقى السيسي وفدا من المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي , وصف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بسام راضى اللقاء بين السيسي وأعضاء الوفد بأنه مهم للغاية، نظرا لأهمية الأعضاء الذين يُعدون مقربين من صناع القرار الأميركي.
22 مايو 2018 كشفت مصادر "إسرائيلية" أن لقاء سريا آخر جمع نتنياهو بالسيسي وذلك خلال مأدبة إفطار في شهر رمضان في العاصمة المصرية القاهرة.
29 يوليو 2018 التقى السيسي برئيس الكونغرس اليهودي العالمي، رونالد لاودر في لقاء حضره رئيس المخابرات العامة لمصر، عباس كامل.
27 سبتمبر 2018 التقى السيسي برئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو على هامش أعمال الجمعية العامة في نيويورك.
أكتوبر 2018 لقاء السيسي ولاودر ركّز على القضية الفلسطينية والتعاون الأمني.
ديسمبر 2019 تناول لقاء السيسي ولاودر جهود مكافحة الإرهاب وتعزيز الحوار الإقليمي.
نوفمبر 2021 ناقش اجتماع السيسي ولاودر التطورات في غزة والعلاقات مع واشنطن.
يناير 2023 وجاء هذا اللقاء بين لاودر والسيسي بحضور رئيس المخابرات العامة، تناول ملف إعادة إعمار غزة.
16 فبراير 2025 أحدث لقاء معلن بين الاثنين، تناول تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، تبادل الأسرى، ومنع تهجير السكان.
في أغلب هذه الحوارات واللقاءات كان الحديث – وفقا للمعلن في وسائل الإعلام – يدور حول مواجهة التطرف والإرهاب والقضية الفلسطينية, لكن الغريب أن بعضها كان يتطرق لسير الخطط المصرية في التنمية ورفع الدعم عن الطاقة وإنشاء البنى التحتية.
إلا أن كونجرس رونالد لاودر يستند إلى مزاعم صهيونية ودينية، ويعتبر نفسه "الذراع الدبلوماسي للشعب اليهودي"، ويعمل في العديد من الحملات منذ تأسيسه.
ويعلن الكونجرس دعمه المطلق للاحتلال، ويعمل بشكل ممنهج على إسكات أي انتقادات موجهة له، وعرقلة أي تحركات دولية لإدانته. ويعتمد في ذلك على شبكة واسعة من الاتصالات المباشرة مع قادة الدول الكبرى، بهدف فرض الأجندة الصهيونية، وضمان استمرار الحماية السياسية والدبلوماسية لدولة الاحتلال.
