اجتياح دولة الاحتلال الصهيونى لمدينة رفح الفلسطينية يمثل تحديا جديدا للمقاومة الفلسطينية التى أعلنت عن صمودها وتحديها للاحتلال مؤكدة أن عملية رفح لن تكون نزهة لجيش الاحتلال وأنه سوف يلملم أشلاء الكثير من جنوده ومعداته بعد الاجهاز عليهم من جانب فرسان المقاومة .
فى نفس السياق يعتبر اجتياح رفح تحديا لنظام الانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي الذى لم يتحرك حتى الآن ولم يتخذ أى موقف ازاء هذا العدوان الصهيونى الذى يمثل اختراقا فاضحا لاتفاقية السلام ما يؤكد وقوف الانقلاب إلى جانب الصهاينة ضد المقاومة وضد تحرير القدس والأقصى وضد إرادة الأمة العربية والإسلامية .
ايضا تعد سيطرة الاحتلال الصهيونى على معبر رفح تحديا كبيرا وورقة ضغط على المقاومة وفيما يتعلق بدخول المساعدات إلى قطاع غزة فضلا عن طريقة التعامل مع سلطات الانقلاب على الجانب المصرى فيما يتعلق بدخول وخروج الفلسطينيين الجرحى والمصابين للعلاج خارج القطاع .
معبر رفح
من جانبها كشفت الباحثة في الشؤون العربية، أميرة الشريف، إن هناك تداعيات كبيرة ستنتج عن سيطرة الاحتلال الصهيوني على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، موضحة أنه على المستوى العملياتي يعد ذلك أول تقدم عسكري يحققه جيش الاحتلال منذ شن العملية العسكرية البرية على قطاع غزة ردا على عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر الماضي وتكبد خلالها جيش الاحتلال هزائم فادحة بين قتيل وأسير.
وقالت أميرة الشريف فى تصريحات صحفية : وضعية المفاوض الصهيوني تحسنت كثيرا، وأصبحت السيطرة على المعبر ورقة ضغط كبيرة على حماس، وبالتالي على الحركة أن تقدم تنازلات لتدارك الأمر، وحتى تلويح المقاومة بوقف التفاوض بشأن الأسرى لن يغير في الأمر .
وأكدت أن حكومة المتطرف نتنياهو لا تبالي منذ البداية بورقة الأسرى، كما أن ضغط الشارع والمعارضة الإسرائيلية ليس بقادر على تغيير مواقف نتنياهو وحكومته .
وحذرت أميرة الشريف من أن قطاع غزة أصبح معزولا تماما عن العالم الخارجي، وأصبحت دولة الاحتلال هي المتحكمة فى جميع ما يدخل أو يخرج من القطاع، بعد السيطرة الأمنية على قطاع غزة، مشيرة إلى أن حكومة الاحتلال لطالما قالت في أكثر من مناسبة إنها منزعجة عن عدم سيطرتها على المعبر الحدودي مع مصر، وأن فصائل المقاومة تستغله في تحسين وضعيتها.
وشددت على أن المشهد أصبح معقدا للغاية ولا يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور، هل سيستمر الاحتلال في سيطرته على المعبر؟، هل سينسحب بعد تخريبه وإخراج المعبر من الخدمة؟، هل سيسند مهمته لشركة أمنية؟، هل سيشترط تسليم المعبر أمنيا للسلطة الفلسطينية؟، مشيرة إلى أن كل هذه الأسئلة مطروحة بقوة الآن، وعدم وجود إجابات صهيونية بشأنها يعقد المشهد أكثر .
وأعربت أميرة الشريف عن تخوفها من أن يكون التحرك الصهيونى الأخير مغامرة غير محسوبة من نتنياهو مثل جميع العمليات العسكرية والعدائية التي نفذها جيشه في خان يونس ووسط وشمال غزة ولم يحقق من خلالها أي نتائج فقط كانت من أجل اتباع سياسة الأرض المحروقة
حماس
وأكد الخبير العسكرى نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو يستهدف تنفيذ أي عملية عسكرية في رفح الفلسطينية.
وقال سالم، في تصريحات صحفية : كل هدف نتنياهو أن ينفذ أي عملية عسكرية حتى لو بخسائر، ولذلك أعلن الصهاينة أنهم سوف يبقون في المعابر ولكن لن يعطلوا دخول المساعدات حتى يقوموا بالقضاء على حماس .
وأضاف: من المستحيل القضاء على حماس؛ لأن حماس أصبحت فكرة لدى الشعب الفلسطيني مشيرا إلى أن أهالى من قتلهم الاحتلال عام 2008 هم من يقفون اليوم فى المواجهة، وان عملية طوفان الأقصى كانت أشد من أي مواجهة آخرى مع الاحتلال .
وعن تأثير اقتحام الاحتلال لمعبر رفح من الجانب الفلسطيني على اتفاقية السلام أشار سالم إلى أن الاتفاقية بين مصر وإسرائيل حتى الآن لم تخترق ولكن إسرائيل تشكل تهديدًا؛ لأنها لو دفعت الفلسطينيين لعبور الحدود تجاه مصر سيكون الأمر بمثابة اعتداء .
وأكد أن إسرائيل دولة احتلال في نظر القانون الدولي، لكن إسرائيل لم تخترق اتفاقية السلام وإسرائيل نفسها أكدت أنها لن تخترق بنود اتفاقية السلام مع مصر .
وحذر سالم من أنه إذا تم دفع الفلسطينيين إلى رفح المصرية سيكون ذلك اعتداء صهيونيًا؛ لأنه سيكون بمثابة ضغط على الفلسطينيين لانتهاك الحدود، موضحا أن من هم داخل حدود غزة دولة الاحتلال هي المسؤولة عنهم ووجود إسرائيل على الحدود بهذا الشكل يستهدف منع عملية التهجير القسري؛ لأنهم لو أرادوا ذلك لهاجموا من اتجاه آخر، وبالتالي هي حريصة تمامًا ألا تتعرض لموقف تجاه مصر .
عملية محدودة
وقال عزت إبراهيم، الخبير بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، إن دولة الاحتلال تحاول التسويق للعالم بأن عملية اجتياح رفح الفلسطينية ليست عملية شاملة أو واسعة، ولكنها عملية محدودة تشمل مربعًا محددًا في منطقة رفح مشيرا إلى أن ما يجرى فى ميدان المعركة يؤكد أن هذا الادعاء غير صحيح تماما .
وأوضح “إبراهيم” في تصريحات صحفية أنه فى الوقت الذى حاول الوسطاء فى المفاوضات بين الصهاينة والمقاومة الفلسطينية التوصل الى توافق حول مسودة المشروع الخاص بوقف إطلاق النار أو التوصل إلى هدنة في قطاع غزة قامت دولة الاحتلال باجتياح رفح لأنها فوجئت بموافقة حماس على الاتفاق على غير ما كانت تتوقع لأن الرفض كان سيمثل عاملا مشجعا لها على اجتياح رفح .
وأضاف أن هناك فجوات وخلافات في المواقف بين دولة الاحتلال وبين المقاومة الفلسطينية مشيرًا إلى أن هذا أمر طبيعي خصوصًا بعد عملية الاجتياح الإسرائيلي لرفح الفلسطينية.
وأشار “إبراهيم” إلى أن دولة الاحتلال أرادت الضغط على حماس بغلق معبر رفح من الجانب الفلسطيني من أجل إتمام صفقة الأسرى، خصوصًا أن الداخل الإسرائيلي مشتعل ضد نتنياهو.