مُجددا الولاء للمحتل الصهيوني ومُكررا ما كان تعهد به السفاح السيسي، قال رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، خلال مثوله أمام وزير الأمن الصهيوني، بيني جانتس، في منزل الأخير إنه "لن يسمح بما سماه بالعنف والإرهاب واستخدام السلاح الناري ضد إسرائيليين، أي المغتصبين لأرضه، طالما أنه في الحكم، حسبما نقلت عنه هيئة البث العامة الصهيونية "كان".
وسبق المنقلب السفاح السيسي نظيره المتصهين محمود عباس بالتعهد بالولاء وحفظ أمن المحتل الصهيوني، وقال "أتعهد بالحفاظ على أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي جنبا إلى جنب مع أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي، وأدعو الشعب الفلسطيني لقبول التعايش مع الإسرائيليين في أمان" وذلك أثناء كلمته في الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبات على المواطن العربي وهو يستمع إلى تعهدات السفاح السيسي ومعه عباس بالولاء للصهيونية والاحتلال، أن يستمع مرة أخرى إلى كلمة الرئيس الشهيد محمد مرسي قبل ثماني سنوات من على نفس منبر الأمم المتحدة، ليتبين له الفرق بين الرئيس الشرعي، وبين المجرم مغتصب السلطة.
على انفراد ..!
وشدد عباس، بحسب "كان"، على أن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ستستمر بالعمل في هذا السياق، وهو ما جعل الصهيوني جانتس يشكر عباس على تخليص أجهزة أمن السلطة الفلسطينية لإسرائيليين من رام الله، بداية الشهر الماضي، وادعى أن فلسطينيين سعوا لمهاجمتهما.
وقال عباس إنه "ينبغي بذل أقصى الجهود من أجل خفض الاحتكاك بين المستوطنين والفلسطينيين في الضفة الغربية"، حسبما نقلت "كان" عن مصادر فلسطينية، وتصاعدت في الأشهر الأخيرة الاعتداءات الإرهابية من جانب المستوطنين ضد الفلسطينيين وأملاكهم بشكل كبير.
وشارك في اللقاء، الذي عُقد في منزل "جانتس" المقام على أرض فلسطينية مغتصبة، وزير الشؤون المدنية الفلسطينية، حسين الشيخ، ورئيس المخابرات الفلسطينية، ماجد فرج، ومنسق أعمال الحكومة الصهيونية في الأراضي المحتلة، غسان عليان، الذي نظم اللقاء وترجم المحادثات بين الجانبين.
واتفق الصهاينة وخدمهم على عدم التقاط صور من اللقاء، واستمر اللقاء ساعتين ونصف الساعة، وجرى قسم صغير منه بين المتصهين عباس والصهيوني جانتس على انفراد.
وعدّد بيان صادر عن مكتب جانتس خطوات لبناء الثقة التي صادق عليها وزير الأمن، تتمثل بالمصادقة على نبضة أخرى لتسجيل 6 آلاف فلسطيني في سجل السكان الفلسطيني في الضفة الغربية على خلفية إنسانية، وإعطاء مصادقة على تسجيل 3500 شخص آخر في قطاع غزة على خلفية إنسانية.
خيانة..!
وعن أمثال عباس والسفاح السيسي يقول الدكتور عبدالوهاب المسيري رحمه الله "من الآن فصاعدا سنجد يهودا في ثياب مسلمين، اليهودي الوظيفي، مسلم يصلي معنا العشاء في المسجد لكنه يقوم بنفس الدور الذي يقوم به الجنرال اليهودي، وعليه يجب تحليل تلك الظاهرة حتى لا يتحول كثير منا إلى يهود دون أن يدروا".
ويتساءل الفلسطينيون فيما بينهم هل تشعر بالخجل حين تسمع عن زيارة محمود عباس لوزير حرب العدو غانتس في تل أبيب؟، ويرد الكاتب الفلسطيني الدكتور إبراهيم حمامي قائلا "الموظف لدى الاحتلال محمود عباس يتحصل على بعض الامتيازات له ولطغمته "جانتس قدَّم لأبو مازن ووفده 100 مليون شاقل من أموال الضرائب بشكل مبكر، وقدَّم 600 تصريح إضافي لرجال الأعمال و500 تصريح إضافي للدخول بالسيارة للداخل المحتل وعشرات تصاريح VIP لمسؤولي السلطة".
وربطا بين ما تعهد به عباس وما تعهد به وسبقه السفاح السيسي، اللافت أن الجملة الأصلية في خطاب السفاح السيسي، حسب ما نشرت المواقع الخبرية المؤيدة للانقلاب كانت "جنبا إلى جنب أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي"، لكن ناشطين رأوا أنها زلة لسان تعبر عن حقيقة اهتمام السفاح السيسي بأمن المواطن الإسرائيلي من وجهة نظره.
وغرد الساخر عبد الله الشريف "السيسي: أمن المواطن الإسرائيلي جنبا إلى جنب مع أمن المواطن الإسرائيلي، محلب "مصر ليست وطنا نعيش فيه ولكنها وطن نعيش فيه، خالدة أقوال أقوال خالدة" وقال عبد الوهاب "وأمن المواطن المصري بح كان فيه وخلص".
وغردت ياسمين "قالك سلامة المواطن الإسرائيلي جنبا إلى جنب مع سلامة المواطن الإسرائيلي، هو اللي قال كده، تصفيق بقى وبشدة، #حدثني_عن_السيسي #الأمم_المتحدة".
ويعتبر السفاح السيسي بمثابة رصيد مهم للعدو الصهيوني، وبرسم هذا، يتوجه إلى المسؤولين في الولايات المتحدة وأوروبا، مؤكدا وجوب مساعدته أو على الأقل عدم التضييق عليه، وللتذكير بما كان في الماضي في هذا الشأن، يُشار على سبيل المثال، إلى أنه عند وقوع انقلاب السفاح السيسي، سارع الجنرال عاموس جلعاد، الذي كان يشغل منصب رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الصهيونية، إلى وصفه بأنه "معجزة أمنية لإسرائيل".
فيما رأى رئيس معهد دراسات الأمن القومي الصهيوني، الجنرال احتياط عاموس يدلين، أن ثمّة سيلا من البشائر لكيان العدو الصهيوني من جراء إطاحة حكم الإخوان المسلمين في انقلاب عسكري، أدى إلى تسلم الجيش زمام الأمور من جديد.
وقال إن "هذا الجيش يُعد الأكثر إيجابية بالنسبة إلى إسرائيل من بين كل العناصر الفاعلة في الساحة السياسية المصرية، فضلا عن كونه معاديا لحركة حماس بصفتها جزءا من جماعة الإخوان".
وقالت صحيفة «جلوبز» الصهيونية إن "السفاح السيسي يزيد من دهشة الإسرائيليين بسعيه الدائم لحماية حدود إسرائيل الجنوبية، وفرضه المزيد من العزلة على قطاع غزة بتوسيع المنطقة العازلة على طول الحدود".
وقالت إن "السيسي يدهش إسرائيل دوما بالخطوات التي يتخذها وتخلق المزيد من الأمن لإسرائيل"، لافتة إلى تصريحاته للتليفزيون الفرنسي أثناء زيارته إلى إيطاليا والتي قال فيها إن "مصر على استعداد لإرسال قوات إلى المناطق الفلسطينية لمساعدة الشرطة الفلسطينية في منع حدوث هجمات على إسرائيل"، وقوله من قبل إنه "لن يسمح بهجمات علي إسرائيل من سيناء".
وقالت الصحيفة في مقال بعنوان، "Egypt protects Israel's flank" أو "مصر تحمي جناح إسرائيل" "الآثار المترتبة على تصريحات السيسي للتليفزيون الفرنسي كبيرة جدا"، معتبرة أن هذه التصريحات تعني أن الجنود المصريين سوف يحتلون أي أرض فلسطينية، للتأكد من أن الجماعات الإرهابية المقاومة لن تستطيع العمل على نحو فعال، على حد وصف الصحيفة الصهيونية.
