محمد مصباح
على الرغم من التعاطي السياسي الهادئ والدبلوماسي الذي ينتهجه كثير من حكماء المسلمين وقادتهم مع الجرائم ضد الإنسانية المتصاعدة في بورما، وصفت الموفدة الخاصة للأمم المتحدة إلى ميانمار "يانغي لي"، اليوم، العنف الذي يتعرض له الروهينغا على يد الجيش في ميانمار بأنه فاق التوقعات، وأنه "أكثر انتشارا" مما كانت تظنه حتى الآن.
وذكرت "يانغي لي"- في ختام زيارة استغرقت أربعة أيام لبنغلاديش، التقت خلالها أفرادا من الأقلية المسلمة- أن اللاجئين الروهينغا الذين فروا من التجاوزات في ميانمار إلى بنغلاديش تعرضوا لعمليات اغتصاب وقتل "وحشي" على أيدي الجيش بميانمار، وقالت إن "كل الروايات التي سمعتها وحشية بدون استثناء".
وأكدت الموفدة الأممية أنها وثّقت في تقريرها خلال زيارتها لمخيم "ليدا" للاجئين شهادات عن مسلمين "تعرضوا للذبح، واستُهدفوا بطلقات النيران دون تمييز، وأحرقوا داخل بيوتهم بعد ربطهم، ورُمي أطفالهم في النار، بالإضافة إلى تعرض نسائهم للاغتصاب والعنف".
ودعت "يانغي لي" حكومة ميانمار إلى التحقيق في الشهادات التي أدلى بها المسلمون الفارون إلى بنغلاديش بشكل محايد ومستقل.
وخلال أكثر من أربعة أشهر، وصل 73 ألفا من الروهينغا إلى بنغلاديش؛ هربا من الحملة التي أطلقها الجيش في ميانمار ضدهم في أكتوبر الماضي.
وأكدت منظمات تابعة لمسلمي أراكان مقتل 400 مسلم، وتعرض عدد كبير من النساء لحالات اغتصاب، منذ بدء الجيش في ميانمار حملته.
وفي 3 يناير الماضي، قال أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، "أقول لشباب بورما إن حكمة البوذية والهندوسية والمسيحية والإسلام تناديكم بألا تقتلوا ولا تسرقوا ولا تكذبوا، وأن تلتزموا العفة ولا تشربوا المسكرات"، وتابع قائلا: "درسنا أن البوذية دين إنسانية فى المقام الأول، وأن بوذا كان من أكبر الشخصيات التاريخية الإنسانية، وكبار العلماء يصفون رسالته بأنها دين الرحمة".
وأضاف- خلال كلمته بفعاليات الجلسة الافتتاحية الأولى لجولات الحوار بين عدد من الشباب الذين يمثلون الأطراف المعنية بالصراع فى ولاية راخين بميانمار، تحت عنوان: "نحو حوار إنسانى حضارى من أجل مواطنى ميانمار (بورما)"- أن مجلس الحكماء يعقد على شباب بورما بأن يغرسوا شجرة السلام، وأن ينشروا ثقافة المواطنة حتى يقضوا على مفهوم الأقليات.