وصف الوقح الصهيوني المبعوث الأمريكي توماس باراك إلى لبنان الصحفيين في بيروت بالحيوانات وفي القصر الجمهوري اللبناني إلا أنه لم يرد عليه أحد سواء على المستوى الرسمي في حينه أو حتى أن ينسحب الصحفيين إحتجاجاً على إهانته لهم فضلا عن كونهم عربا.
وفي ذات اليوم سادت موجة غضب على المبعوث الأميركي توم باراك، الذي خاطب الحضور قائلًا: "أطلب منكم الهدوء وإلا عندما يصبح الوضع (حيوانيًا) سنرحل".
وأضاف في بيروت: " أرجوكم، اصمتوا للحظة، وأريد أن أخبركم شيئاً"، "في اللحظة التي يبدأ فيها الأمر بالفوضى، بشكلٍ بهيمي (كالحيوانات)، سنغادر"
وأشار إلى أنه "..إذا أردتم أن تعرفوا ما الذي يحدث، تصرّفوا بتحضّر، بلطف، وبتسامح، لأن هذه هي المشكلة فيما يحدث في المنطقة..".
وجاء الرد من الرئاسة اللبنانية حيث أنّها تأسف للكلام الذي صدر عفواً عن منبرها من قبل أحد ضيوفها اليوم وتشدد على احترامها المطلق لكرامة الشخص الإنساني.
https://www.facebook.com/kahlaoui.tarek/posts/pfbid0WdpjsKd9naPeG4XrdCWoav4JRyn6yCPE8vv6z4uxc6PgS8h2fo8vTVskWdgAezTUl
وأصدرت نقابة محرري الصحافة اللبنانية بياناً نشرته الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، يستنكر ما صدر عن مبعوث الولايات المتحدة.
وقال البيان: “مرة جديدة يتعرّض فيها الإعلام اللبناني لمعاملة أقل ما يقال عنها إنها خارجة عن أصول اللياقة والدبلوماسية، والمؤسف أكثر أنها صدرت عن مبعوث دولة عظمى يقوم بدور دبلوماسي”.
واستغربت النقابة أن “يبادر السيد توم براك بوصف تصرّف رجال وسيدات الإعلام في القصر الجمهوري بالحيواني”، وقالت إن الأمر “غير مقبول على الإطلاق، لا بل مستنكر جداً …”
وطالبته بـ”إصدار بيان اعتذار علني من الجسم الإعلامي”.
أما اتحاد الصحافيين في لبنان، فطالب وسائل الإعلام اللبنانية والعربية بمقاطعة أنشطة ومؤتمرات برّاك الصحافية إلى حين اعتذاره.
هل يعتذر ؟!
و قال نقيب الصحفيين المصريين، خالد البلشي، إنه يرفض "الوقاحة والجلافة" التي تعامل بها المبعوث الأمريكي إلى لبنان توماس باراك مع الصحفيين، مؤكدًا أن تصريحاته تجاوزت كل حدود اللياقة والدبلوماسية.
وجاء موقف البلشي بعدما وصف باراك، أمس الثلاثاء، تصرفات الصحفيين في قصر بعبدا ببيروت بأنها "فوضوية وحيوانية"، وهو ما أثار جدلًا واسعًا.
البلشي طالب باعتذار رسمي علني، وبأن تتحمل وزارة الخارجية الأمريكية مسؤولية ما صدر عن مبعوثها وضرورة محاسبته.
وقال آخرون إن العرب تعودوا على الاهانه في وطنهم، حيث كتبت الصحفية مُنى حوّا @MunaHawwa "المبعوث الأميركي الخاص إلى المنطقة توم باراك، وصف المراسلين في القصر الرئاسي اللبناني بأنهم (حيوانيون، فوضويون، غير متحضرين) وأن ذلك يعكس حال المنطقة برمّتها! فيما مورغان اورتاغوس بقربه تضحك ساخرة. تصريح يعكس ذهنية استعلائية استعمارية. لماذا لم ينسحب الصحفيون أمام هذه الاهانة (!)".
وعلق حزب الله: "لم نفاجأ أبدًا بمنطق السفاهة والاستعلاء الأميركي الذي عبر عنه موفد الوصاية الأميركية توم باراك بحق الإعلاميين اللبنانيين في القصر الجمهوري. ندين بشدة منطق الغطرسة الأمريكية وتعاليه على إعلاميينا. وعلى السلطة اللبنانية أن تبادر فورًا إلى استدعاء السفيرة الأمريكية وتوبيخها" ونظم منتمون لحزب الله وقفة احتجاجية عرقلت مسار زيارته لجنوب لبنان.
وانتشرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر ظهر الأربعاء، في مناطق جنوب لبنان، رفضاً لحضور باراك.
وأشارت إحدى الدعوات، والتي جاءت من "شباب صور"، إلى أن التظاهر هو رفض لحضور من وصفوه بـ"المندوب السامي الجديد إلى أرض الشهداء والأحرار، ولكل مواقفه التي لم يكن آخرها إهانة الصحافيات والصحافيين اللبنانيين والأجانب"، في إشارة إلى تصريحات باراك المهينة خلال مؤتمر صحافي بمقر الرئاسة اللبنانية الثلاثاء.
وقال الصحفي عمرو واكد @amrwaked: "كل الصحيفيين الذين تم مخاطبتهم بهذا الشكل المهين لمجرّد انهم عرب كان عليهم ان يتركوا القاعة، هل ترك احدا منهم القاعة اعتراضاً على هذا التكبّر أم أن العين ما تعلاش على الحاجب؟ حدود الشرف والكرامة انت من تفرضها بسلوكك. وان تجلس صامتاً امام هذا الاستعلاء يعني انك جزء من المشكلة".
وأضاف المحلل السياسي سعيد زياد @saeedziad، "في بداية حرب الإبادة على غزة، خرج وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت ووصفنا بال(حيوانات البشرية)، ثم يأتي المبعوث الأمريكي اليوم باراك ليصفنا بـالحيوانات غير المتحضرين. نحن أمام خطاب واحد: إرث استشراقي قديم يُعيد إنتاج نفسه. هذه ليست إهانات عابرة، بل هي التعبير العاري عن بنية العقل الاستعماري: تسلبك إنسانيتك لتبرّر قتلك.".
وأشار إلى أنها "أوقح وأوضح تعبير لأداة للهيمنة: بناء صورة عن العربي والمسلم ك (متخلف، عنيف، غير عقلاني)، وهذا هو جوهر الكيان الصهيوني الذي لم يولد خارج هذه البُنية، بل في قلبها: فكرة (شعب مختار) في مواجهة حيوان (آخر أدنى)، تُحوّل الفلسطيني إلى فائض سكاني يمكن محوه، والعربي إلى كائنات غير متحضرة تحتاج إلى الضبط والسيطرة. العنصرية ليست عرضًا عند الصهيونية، بل هي شرط وجودها.
واعتبر أن "لهذا، كل ضابط، كل مبعوث، كل سياسي يصفنا بالحيوانات أو غير المتحضرين، لا ينطق عن نفسه؛ بل ينطق عن بنية كاملة ترى في نفي إنسانيتنا مبررًا لبقاء سلطتها، وهذا ما لا يعرفه المتهافتون لالتقاط صور مع شقراء تحمل خطاب استعماري، ويصبح الحديث عن شكل تصفيف شعرها خبر أول وسط إبادة قتل فيها سبعون ألف إنسان وفي بلد ما زال جنوبه ينزف ولم يعمّر.".
وخاطبه، "أيها الأصلع القادم من وراء البحار، لعلك نسيت أن هذه الأمة هي من علّمت أجدادك استخدام الصابون ..".
الكاتب الصحفي الأردني اكرم سليمان المواجده قال: "هكذا يتصرف الأمريكي عندما يرى المسؤولين العرب يسحبون سلاح شرفهم بأيديهم وعدوهم يحتل أرضهم.. المبعوث ألامريكي إلى لبنان وسوريا (توماس براك) أهان الصحفيين وشبههم بالحيوانات، بل وصف المنطقة كاملة بهذا الوصف في قصر رئاسة الجمهورية اللبنانية.".
وتساءل "فهل طُرد من لبنان ؟؟؟ الجواب : "لا" … هل ستتم مطالبة أمريكا بعدم إرساله وتقديم اعتذار ؟؟؟ الجواب : لا أعتقد لان قيادات الشرق الاوسط كلها تلهث واراهم مثل الكلاب على شان يثبتوهم في الحكم.. هل تعتبر هذه الاهانه في المستوى السياسي والاعلامي عبارة عابرة او خطأ انفعالي ناتج عن ارهاق ؟؟؟ .. الجواب : لا ليست عباره عابره إنما هي تعبير عن حقيقة وجهة نظر شخصية امريكية حقيرة وتحتقر شعوب منطقة الشرق الاوسط وفي طياتها عودة للنظرة الاستشارقية الاستعمارية دون ان يحملوا أنفسهم اية مسؤولية عن تصرفاتهم الحيوانية في المنطقة.".
وابدى تعجبا من واقع الأمة "عن أي كرامة تتحدث هذه الأمة وهي تُهان امام الكاميرات !!".
وقال مراقبون إن الملياردير توماس برّاك تشرّب أولى دروسه في التأنّق الحضاري والأدب، في أروقة قصور المملكة العربيّة السعودية، حيث عمل مستشارًا للعائلة الحاكمة في السّبعينيات من القرن الماضي، في الفترة التي كانت المملكة تستثمر أموال النفط للتحوّل من خيمة البداوة إلى مجتمع الحداثة، ما صقل خبرته الثقافية. ومن هناك انطلق في مهامه الاستخباراتيّة في الشرق الأوسط.
وأضاف المراقبون أنه بين السعودية والإمارات العربية المتّحدة، عمل برّاك في مجال المضاربات العقارية والماليّة، واستثمر مكانته ورصيده السياسي في الولايات المتحدة، فكان بوقًا في خدمة أهداف السياسة الخارجية للإمارات. واجه سبع تهم منها استغلال نفوذه والعمل لصالح دولة أجنبية (عميل) وسجله حافل بالمراوغة والتعمية على المحقّقين الفيدراليين، وهو ضليعٌ في هذا المجال حيث تمرّس في دهاليز القانون حين عمل في مكتب المحامي الخاص للرئيس الأميركي نيكسون وهو الرئيس الأميركي الوحيد الذي استقال من الرئاسة قبل إقالته بسبب فضائح عهده وانتهاكاته القانونية.