تحالف ديني بين الصهيونية والبروتستانتية.. الانحياز الأمريكى الأعمى والمجنون لدولة الاحتلال ما أسبابه؟

- ‎فيعربي ودولي

 

 

الانحياز الأمريكي الأعمى لدولة الاحتلال الصهيونى يتجاوز حدود العقل والمنطق مهما كانت المصالح التى تحققها العصابات الصهيونية للولايات المتحدة خاصة أن دول منطقة الشرق الأوسط لا تعادى الولايات المتحدة وكل ما يحدث من أزمات معها تكون دولة الاحتلال هى السبب الرئيسي فيه .

كانت وكالة رويترز، قد كشفت أن الولايات المتحدة وجهت تحذيرا شديد اللهجة لأي دولة تتخذ إجراءات ضد دولة الاحتلال.

وقالت رويترز إن الولايات المتحدة أرسلت برقية إلى عدد من شركائها الدوليين، عشية انعقاد المؤتمر الفرنسي السعودي بشأن حل الدولتين، تحذر فيها من اتخاذ أي خطوات معادية لدولة الاحتلال ، مؤكدة أن مثل هذه التحركات ستكون مخالفة للمصالح الأمريكية وقد تترتب عليها عواقب.

ووفقًا للمذكرة دعت واشنطن الدول إلى عدم المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة المزمع عقده لبحث آليات تنفيذ حل الدولتين، محذرة  من أن أي اعتراف أحادي الجانب بالدولة الفلسطينية يُعد أمرًا ترفضه الإدارة الأمريكية بشدة.

 

دعم مجنون

حول الانحياز الأمريكى لدولة الاحتلال قال محمد المِنشاوي محلل سياسي متخصص في الشئون الأمريكية لا يدرك كثير من المتابعين للسياسة الخارجية الأمريكية أسباب دعم واشنطن المجنون وغير المحدود لدولة الاحتلال منذ نشأتها قبل أكثر من 75 عاما.

وأوضح المنشاوى فى تصريحات صحفية أن بعض الخبراء والسياسيين والأكاديميين يرجعون هذا الدعم النادر في خريطة العلاقات الدولية، إلى الترابط الديني بين الصهيونية والبروتستانتية، أو للتحالف القائم على المصالح الإستراتيجية بينهما، أو لدور اللوبي وجماعات اليهود الأمريكيين ومطالبة الجماعات الإنجيلية بضرورة التعجيل بسيطرة دولة الاحتلال الكاملة على كل أرض فلسطين المقدسة، إيمانا منها بأن هذا يسرع من عودة المسيح الثانية فيما يرجعه البعض للإحساس العام بالذنب تجاه ما جرى لليهود في أوروبا على يد النظام النازي في ألمانيا وحلفائه الأوربيين.

وأشار إلى أن بعض الخبراء يحذرون من أن التأييد الأمريكي الأعمى يضر بمصالح واشنطن في الوقت الذي لا تكترث فيه دولة الاحتلال بالمصالح الأمريكية. ويستشهد البعض بما اقترفته دولة الاحتلال في حق الولايات المتحدة، مثل تدمير المدمرة ليبرتي في ستينيات القرن الماضي، مرورا بتسريب أسرار عسكرية وتكنولوجية أمريكية للصين، إضافة للتجسس على الجيش الأمريكي نفسه في عدة مناسبات.

ولفت المنشاوى إلى أنه منذ بدء عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، وما تبعها من حرب ابادة على قطاع غزة، لم تظهر الإدارة الأمريكية إلا الدعم الكامل لدولة الاحتلال واتّخذ الرئيسُ السابق جو بايدن موقفًا حادًا وصارمًا في دعمه لدولة الاحتلال عسكريًا وسياسيًا ودبلوماسيًا ومعنويًا، فيما امتنع عن المطالبة بوقف إطلاق النّار، وهو ما يعني إعلاءَه قيمة العمل العسكريّ على الاعتبارات الإنسانيّة. 

 

اللوبى اليهودى

 

وأكد أن هذه قد تكون هي المرَّة الأولى في التاريخ الأمريكيّ التي يمتنع فيها رئيس عن مطالبة أطراف نزاع عسكريّ خارجي- سقط فيه آلاف الضحايا المدنيين- بوقفِ القتال موضحا أنه رغم خروج مظاهرات في مختلف المدن الأمريكية تطالب بوقف إطلاق النار تتجاهل الإدارة الأمريكية كل هذه النداءات وتؤيد كل ما يقوم به جيش الاحتلال حتى تدمير المباني والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس فى قطاع غزة.

وكشف المنشاوى أنه رغم تغير ميول واتجاهات الرأي العام الأمريكي إيجابيا تجاه حق الفلسطينيين في دولة مستقلة، لا تعتمد السياسة الأمريكية تجاه دولة الاحتلال على أرقام استطلاعات الرأي بقدر ما تعتمد على كيفية رؤية الرئيس الأمريكي لمصالح بلاده.

وشدد على أن العامل الديني يمثل حجر الأساس الأهم في مصادر الدعم لدولة الاحتلال داخل الولايات المتحدة. موضحا أن دور اللوبي اليهودى لا يقل أهمية عن البعد الديني .

وأشار المنشاوى إلى أن اللوبى اليهودى تحالف فضفاض من أفراد ومنظمات يعمل بنشاط على تسيير السياسة الخارجية للولايات المتحدة في اتجاه موال لدولة الاحتلال مؤكدا أن لجماعات الضغط اليهودية الفضل في العلاقة الحميمة بين دولة الاحتلال والولايات المتحدة التي نشهدها اليوم.

 

حليف استراتيجي

وقال البروفيسور ستيفن والت أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد ان هناك حُـججا يروِّجها أنصار الصهاينة في واشنطن لاستمرار التحيّـز الأمريكي لدولة الاحتلال منها ما يتعلّـق بأنها حليف استراتيجي للولايات المتحدة، مؤكدا أن دولة الاحتلال لم يعُـد لها مِـثل ذلك الدور المُـفيد بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وانتهاء الحرب الباردة.

وأضاف والت فى تصريحات صحفية : فيما يتعلق بحُـجة أنها حليف رئيسي في الحرب على الإرهاب، فإن الولايات المتحدة ودولة الاحتلال تواجِـهان خطرا مُـشتركا بسبب المساندة الأمريكية غير المشروطة لدولة الاحتلال ، هو خطر الإرهاب الناشئ بسبب العداء لتلك المساندة، وهذه حقيقة مُـثبتة في تقرير اللجنة، التي شكّـلها الكونجرس للتحقيق في هجمات سبتمبر وفي دراسات مستقلة أجرِيَـت لحساب وزارتي الخارجية والدفاع .

وتابع : فيما يتعلق بحُـجة أن مساندة دولة الاحتلال بالغة الأهمية للجهود الأمريكية في مواجهة ما تعتَـبره واشنطن دُولا مارقة، ، فإن التأييد الأمريكي لدولة الاحتلال هو السبب الرئيسي في الخلافات بين الولايات المتحدة وهذه الدول.

وفنَّـد والت مساندة أمريكا لدولة الاحتلال باعتبار أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة وقال: لم تحظَ أي دولة ديمقراطية أخرى في العالم بمثل ما تحظى به دولة الاحتلال من دعم بالمال والسلاح الأمريكي، كما أن ديمقراطية دولة الاحتلال تتعارض مع القيَـم الأمريكية، لأنها تأسَّـست كدولة يهودية، ولذلك تتعامل مع مواطنيها من غير اليهود على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، وتحرِم ملايين الفلسطينيين الواقعين تحت سيْـطرتها من حقوقهم السياسية . 

وأرجع والت السّـبب الحقيقي في المُـساندة الأمريكية غير المشروطة لدولة الاحتلال بالمال والسلاح والتأييد السياسي في مجلس الأمن الى شيء واحد، هو التأثير والنفوذ الواسع النطاق للّـوبي اليهودى الذي تقوده لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية، المعروفة اختصارا بالإيباك.