تساءل مراقبون عن السر في تحول الجزائر من رفض التطبيع إلى إمكانية إقامة علاقات رسمية مع "إسرائيل" وقد كانت أكبر الملقحين على التطبيع الملكي المغربي والمعلنين أنه سوءة لا يمكن لهم أن يردوا إليها وقد كان تبون يشيح بوجهه عن محمد بن زايد ويطرد دبلوماسييه وقد كان أيضا يستقبل قادة فلسطينيين من كافة الفصائل للحوار الوطني وكانت الجزائر قد قاطعت قمة القاهرة الأخيرة بحجة أنها لا تفتح معبر رفح وتدخل المساعدات.
إلا أنه بالمقابل تغافلنا عن مؤشرات أخيرة بإعلان الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون للدخول في تطبيع مع الكيان إن اعترفت لفلسطين بدولة! ومنها ما حدث في يناير الماضي من تطبيع رياضي للاعبة الجزائر ايناس ايبو لدى مواجهتها في صنف الزوجي للاعبة "اسرائيلية" في بطولة بينغالورو للتنس التي أقيمت في الهند من 20 الى 26 يناير الماضي.
الكاتب المغربي أمين أيوب، المقرب من بلاط الملك محمد السادس، كتب في صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" مقالًا ضد الجزائر، وذلك بعد تصريح رئيسها بأن بلاده مستعدة للتطبيع إذا مُنح الفلسطينيون دولة وقال إن "الجزائر دولة بلا مبادئ، وأنها تعارض الصهاينة فقط نكاية بالمغرب، وليس لسبب آخر".
وكان المسئولون في الإتحاد الجزائري للتنس وعلى رأسهم الرئيس أسامة اسماعيل مصمودي، واللاعبة و مدربيها في عملية تطبيع علنية بدون هبة عاصفة .
ولم تكن المرة الأولى التي يطبع فيها الإتحاد الجزائري للتنس، بل سبق و أن واجه اللاعبون الجزائريون نظراءهم من اللاعبين الصهاينة سنة 2021 في البحرين، و سنة 2022 في الولايات المتحدة الأمريكية.
مناورات الأسد الافريقي
الأخطر كان مشاركة الجزائر في 14 أبريل الجاري في مناورات (الأسد الأفريقي 25) مع قوات الاحتلال الصهيوني وكان خبرا بين أخبار كثيرة تنتشر كالنار في الهشيم، تتحدّث عن علاقات طبيعية بين الجزائر وإسرائيل، وعن تعاون، ومشاركة، وتجارة متبادلة.
والمناورة دارت أساسا في المغرب وفي تونس وفي غانا وفي السنغال وشاركت فيها مصر!
مظاهرات تضامن مع غزة
المغرب الجارة والشقيقة تحدث فيها بشكل أسبوعي على الأقل مظاهرات ضخمة بالرباط والدار البيضاء إلا أنه فعليا لا يسمح بصوت في الجزائر إلا غضبا من الشارع الذي مل الصمت أمام جبورت الالة العسكرية التي عادت بقوة بعد بوتفليقة وكأن شيئا لم يكن.
في 5 ابريل واحدة من هذه الطلعات الشعبية للتضامن مع غزة حيث التضييق الرهيب، وكسر الشعب الجزائري الحظر الذي تفرضه المافيا العسكرية وتظاهر في عدد من المدن بعد صلاة الجمعة وذكرت الانباء ان عددا من المتظاهرين اعتقلوا خاصة في العاصمة الجزائر!
https://x.com/NezamMahdawi/status/1908254378492125306
الجزائر والموقف من فرنسا
وكبرت الخصومة بين حكام باريس و"جنرالات" الجزائر فيما بدا ويبدو أنه كان ستارا لتضليل الشعب على ما يدور خلف المشهد الفرنسي الذي يستبد بأنظار الجزائريين وذلك بعد ان اعتقلت فرنسا 3 أشخاص منهم شخص لديه الحماية الدبلوماسية وهو نائب قنصل "كريتاي" بتهمة المشاركة في اختطاف المعارض الجزائري أمير بوخرص نهاية أبريل 2024 على الأراضي الفرنسية قبل عام كامل!!
وقرر الجنرالات طرد 12 "دبلوماسيا" فرنسيا (هم في الحقيقة ضباط مخابرات) بعد ان وضع قاض فرنسي نائب القنصل (وهو ضابط مخابرات أيضاً) رهن الحبس الاحتياطي، وكانت أول مرة في تاريخ الجزائر التي يطرد حكامها "دبلوماسيين" فرنسيين.
وأمير بوخرص الملقب بـ”أمير دي زد” معارض جزائري يبلغ 41 عاما ويقيم في فرنسا منذ 2016، وقد طالبت الجزائر بتسليمه لمحاكمته.
وأصدرت الجزائر تسع مذكرات توقيف دولية بحقه متهمة إياه بالاحتيال وارتكاب جرائم إرهابية. وعام 2022 رفض القضاء الفرنسي تسليمه وحصل على اللجوء السياسي العام 2023.