يستعد التحالف الصهيوأمريكي لتهجير الفلسطينيين إلى خارج قطاع غزة، وفي هذا السياق انتهكت دولة الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار، وعادت مجددا إلى حرب الإبادة، بل وطالبت سكان رفح بالإخلاء الفوري، ما يعني الضغط عليهم للدخول إلى الأراضي المصرية في الوقت الذي يلتزم فيه قائد الانقلاب الدموي عبدالفتاح السيسي الصمت، رغم ما يمثله هذا التهجير من انتهاك لبنود اتفاقية السلام وتهديد للأمن القومي المصري.
ويشهد قطاع غزة، خاصة مدينة رفح الفلسطينية في جنوب القطاع، تصعيدًا عسكريًا ملحوظًا من قبل قوات الاحتلال الصهيونى حاليا، ما يؤكد عزم دولة الاحتلال على بدء خطة التهجير إلى الأراضي المصرية، فيما أعلن الرئيس الأمريكي الإرهابي دونالد ترامب دعمه للعمليات العسكرية الصهيونية.
كان جيش الاحتلال الصهيوني قد طالب بإخلاء كل مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وقال المتحدث باسم الجيش الصهيوني أفيخاي أدرعي، عبر "إكس": إلى جميع سكان قطاع غزة المتواجدين في مناطق رفح، بلديات النصر والشوكة والمناطق الإقليمية الشرقية والغربية وأحياء السلام، المنارة وقيزان النجار إن الجيش الإسرائيلي يعود للقتال بقوة شديدة للقضاء على قدرات حركة حماس في هذه المناطق وفق زعمه.
وأرفق التحذير بخريطة مفصلة بأسماء المناطق التي طالب بإخلائها، وخاطب السكان بالقول: "عليكم الانتقال بشكل فوري إلى مراكز الإيواء في المواصي".
أهداف الاحتلال
في هذا السياق انتقدت شبكة تليفزيون الصين الدولية هذا التحذير، الذي أعلنه المتحدث باسم جيش الاحتلال باللغة العربية، أفيخاي أدرعي وأشار فيه إلى أن الجيش يعود للقتال بقوة كبيرة للقضاء على قدرات حركة حماس في هذه المناطق .
وتساءلت الشبكة : هل هذه التحركات العسكرية مجرد عملية للضغط على حركة حماس، أم إنها جزء من خطة أوسع لتهجير السكان الفلسطينيين قسريًا؟
وأكدت أن السياق الحالي يعزز الشكوك حول أهداف دولة الاحتلال وسعيها لتهجير الفلسطينيين .
تحركات عسكرية أمريكية
من جهة آخرى كشف موقع ديفنس نيوز "Defense News " عن تحركات عسكرية أمريكية قرب الحدود المصرية، وهو ما يثير مخاوف حول وجود تنسيق أمريكي – صهيوني استعدادا لتهجير سكان رفح الفلسطينية إلى داخل الأراضي المصرية كخطوة أولى لسيناريو التهجير وإخلاء قطاع غزة من الفلسطينيين .
وأكد الموقع فى تقرير له أن طائرة MQ-4C Triton رُصدت تحليقا بمحاذاة الحدود المصرية، مع قدرات رصد تصل إلى 926 كم داخل الأراضي المصرية، مما يشير إلى جمع بيانات عن التحركات المصرية وسط ما يقال عن رفع الجيش المصري حالة الاستعداد .
وأشار إلى أن تقارير أمريكية تحدثت عن أن دولة الاحتلال بدعم ضمني من واشنطن، قد تسعى لإجبار نظام الانقلاب على فتح الحدود المصرية عبر تكثيف القصف في رفح وفرض شروط تعجيزية في المفاوضات، وهو ما لن يستطيع الانقلاب مواجهته أو أنه لا يرغب في تلك المواجهة مع ترامب ونتنياهو .
مخطط صهيو أمريكي
في هذا الشأن، حذر المحلل السياسي الدكتور صلاح عبدالعاطي من أن قوات الاحتلال الصهيوني تسعى لجعل قطاع غزة منطقة غير صالحة للحياة، لدفع سكانه إلى الهجرة القسرية، تنفيذًا لمخططات التهجير التي تنفذها دولة الاحتلال بمباركة أمريكية.
وأضاف "عبد العاطي" في تصريحات صحفية : على الرغم من تراجع الإدارة الأمريكية عن مقترحاتها حول تهجير الفلسطينيين بشكل رسمي، إلا أنه على أرض الواقع لا تزال تلك المخططات قائمة، وتنفذها قوات الاحتلال بالكامل في غزة عبر الإبادة الجماعية لسكان القطاع.
وتابع: فلسطينيو غزة يواجهون أخطر مراحل التضييق والاضطهاد، في ظل استمرار الحصار الخانق على قطاع غزة للأسبوع الرابع على التوالي، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، بينما تستمر آلة القتل الصهيونية في تنفيذ جريمة إبادة جماعية باستخدام أسلحة أمريكية .
وشدد "عبد العاطي"، على أن أكبر دليل على تنفيذ المخططات الأمريكية الإسرائيلية على أرض الواقع هو مصادقة "الكابينيت الصهيونى " على قرار وزير الحرب الصهيونى بإنشاء إدارة داخل جيش الاحتلال مختصة بمساعدة الفلسطينيين على "الهجرة الطوعية"، وهو ما قوبل برد فعل عربي وعالمي رافض لسياسيات التهجير الصهيونية.
موقف حاسم
وقالت الكاتبة والباحثة السياسية، الدكتورة تمارا حداد: إن "قوات الاحتلال الصهيوني تمارس أقصى درجات الإبادة والتضييق على الفلسطينيين في غزة عبر التعنت، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، مما يزيد من حصيلة الضحايا في القطاع المحاصر".
وأضافت "تمارا حداد" في تصريحات صحفية، إن العمليات العسكرية في مدينة رفح الفلسطينية ما زالت مستمرة بشكل وحشي، مشيرة إلى وقوع الكثير من الانفجارات العنيفة يوميا ما يجعل الأوضاع في القطاع كارثية.
ولفتت إلى أن قوات الاحتلال تستهدف كل شيء داخل القطاع، حيث استهدفت خيمة كانت تؤوي نازحين في مخيم النصيرات، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.
وأكدت "تمارا حداد" أن المخطط الصهيو أمريكي تتكشف معالمه يوما بعد آخر ويهدف فى النهاية إلى دفع أهالي رفح وجنوب قطاع غزة إلى الهجرة إلى الأراضي المصرية، مطالبة نظام الانقلاب باتخذ موقف حاسم للحيلولة دون تنفيذ هذا المخطط المشئوم، والذي لو تم تنفيذه سيمثل أسوأ نهاية للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني.
