يواجه الأطفال مصيرا مشئوما فى زمن الانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي حيث لا تربية ولا تعليم ولا علاج ولا خدمات.. ولا تتوقف المأساة عند ذلك الحد بل يتعرض الأطفال لأحداث عنف فى المنزل وفى الشارع وفى المدرسة وفى كل مكان وتتجاهل حكومة الانقلاب هذه الأزمات وتترك الأطفال يواجهون مصيرهم بأنفسهم أو تتولى أسرهم حل الأزمات التى يواجهونها بحسب امكانياتها .
هذه الأزمات تهدد مستقبل الأجيال الجديدة التى تعمل حكومة الانقلاب على تفريغها من محتواها حتى لا تطالب بحقوقها ويظل النظام الدموى مهيمنا على شئون البلاد وتدمير كل شئ جميل فيها.
كان المجلس القومي للطفولة والأمومة قد أعلن أن الإدارة العامة لنجدة الطفل تلقت خلال شهري يناير وفبراير 2025 حوالي 66 ألفا و645 مكالمة عبر خط النجدة 16000 تطلب النجدة أو الاستغاثة لحل مشكلة أو أزمة يتعرض لها طفل هنا أو هناك .
ويرى الخبراء أن هذه الأرقام لا تمثل أكثر من 10% من الأحداث التى تشهدها البلاد مؤكدين أن هناك آلاف المشكلات غير المعلنة ما يهدد بتفاقم العنف المجتمعي .
وطالب الخبراء حكومة الانقلاب بمواجهة هذه الأزمات وأن تقوم الأجهزة المسئولة عن الطفولة بدورها مشددين على ضرورة التصدى للأعمال الدرامية التى تشجع على انتشار العنف ضد الأطفال واستبدالها بدراما لديها القدرة على بناء الشخصية المصرية.
وحذروا من أن مستقبل الأجيال الجديدة فى خطر مؤكدين أنه اذا لم توضع خطط لمواجهة هذه الكارثة فان الأزمة سوف تتفاقم وتأكل الأخضر واليابس .
المجلس القومي
من جانبها كشفت الدكتورة سحر السنباطي رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، عن أن المجلس تعامل مع 3 آلاف و457 شكوى وطلب مساعدة خلال شهري يناير وفبراير الماضيين .
وقالت “سحر السنباطي” فى تصريحات صحفية : نحو 87% من إجمالي طالبي الخدمة كان للدعم والمساندة للأطفال في وضعية الخطر، و13% كانت طلبات للاستشارات النفسية والقانونية، لافتة إلى أن الشكاوى التي استقبلها خط نجدة الطفل تنوعت ما بين الإهمال الأسري، والعنف سواء المعنوي أو البدني، وعمل الأطفال، وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث “الختان”، وزواج الأطفال، فضلا عن الاعتداءات الجنسية، وتقديم خدمات الإيواء للأطفال المعثور عليهم، واستخراج الأوراق الثبوتية، بالإضافة إلى المخاطر التي يتعرض لها الأطفال على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي كالشكاوى الخاصة بالتنمر، والتنمر الإلكتروني، والابتزاز والتهديد.
وأشارت إلى أن أكثر المحافظات طلبا للخدمة كانت محافظات القاهرة، الجيزة، الاسكندرية، الدقهلية، الشرقية، القليوبية، زاعمة أن المجلس القومي للطفولة والأمومة متمثلا في الإدارة العامة لنجدة الطفل اتخذ كافة الإجراءات اللازمة بالتعاون مع الجهات المعنية لحماية الأطفال وإزالة الخطر والضرر عنهم وتقديم الدعم اللازم لهم .
كما زعمت “سحر السنباطي” أن المجلس يوفر الخدمة الخاصة بتقديم الاستشارات التليفونية المجانية سواء القانونية أو النفسية على الخط الساخن 16000، فضلا عن خدمات الدعم النفسي والإرشاد الأسري وتعديل السلوك، والتخاطب، من خلال جلسات مقدمة من وحدة الدعم النفسي والإرشاد الأسري التابعة للإدارة العامة لنجدة الطفل وفق تصريحاتها.
السوشيال ميديا
فى المقابل أكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن حجم هذه البلاغات لا يمثل أكثر من 10% مما يحدث على أرض الواقع محذرا من أن العنف ضد الأطفال ينذر بانهيار ثقافي وقيمي وتفسخ العلاقات الاجتماعية ويكشف عن تصاعد العنف في الأسرة وتعدي الآباء والأمهات على الأطفال وزيادة حالات العنف بين الأطفال بخلاف مقتل الأطفال في قضايا التنقيب عن الآثار وزيادة حالات خطف الأطفال بغرض تجارة الأعضاء أو أعمال التسول التى انتشرت بصورة غير مسبوقة خاصة فى القاهرة الكبرى .
وحمل “فرويز” فى تصريحات صحفية مسئولية كل هذه الوقائع وما ينتج عنها من كوارث للأجهزة الحكومية لعدم قيامها بدورها وأيضا الأسر لضعف رقابتها على الأطفال وعدم متابعتهم وانشغالها بالحصول على لقمة العيش .
وقال : السوشيال ميديا ساعد على انتشار الجريمة وكذلك الأعمال الفنية غير المسئولة تعمل على إفساد المجتمع مشددا على أنه لا يمكن التعويل على دور الإعلام فقط وانما نحتاج إلى منظومة متكاملة من مؤسسات التنشئة الاجتماعية والتعليم والثقافة ودور العبادة – المسجد والكنيسة – والعمل على تغيير ثقافة المجتمع بشكل صحيح .
جهود جبارة
في السياق ذاته، قالت بسمة سليم، أستاذة علم النفس بالجامعات المصرية، إن هذه البلاغات لا تمثل إلا نسبة قليلة مما يحدث على أرض الواقع وأن خلف الأبواب المغلقة آلاف القصص والمشكلات التي تحتاج إلى عرضها وتحليلها ومناقشتها والوصول لحلول لها موضحة أن ردود أفعال الأطفال تختلف فالبعض يحاول التعبير عن المشكلة والكشف عنها فى حين أن آخرين يفضلون التكتم والانطواء.
وأضافت “بسمة” فى تصريحات صحفية : مواجهة العنف ضد الأطفال تتطلب جهودا جبارة من مختلف المؤسسات وليس فقد تقديم دراما جيدة تساهم في بناء المجتمع بدلا من الدراما الحالية التي تهدم كل ما هو ايجابى وتشجع على نشر العنف والفساد وهى لا تعبر عن واقعنا .
وشددت على ضرورة التوعية عن طريق الإرشاد النفسي ومراكز الشباب التي تنتشر في كل أنحاء الجمهورية بغرض الوصول إلى الشباب وتوعيتهم وطرح سبل ووسائل لمواجهة هذه الأحداث المرفوضة التى تهدد مستقبل الأجيال الجديدة.
