تهديدات الرئيس الأمريكي الإرهابي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو للمقاومة الفلسطينية لا تتوقف، تهديدات بالجحيم والإبادة إذا لم تطلق حركة حماس الأسرى الصهاينة دون التزام الاحتلال بتنفيذ شروط اتفاق وقف إطلاق النار خاصة الانسحاب الكامل من قطاع غزة، وتهديدات بطرد قادة المقاومة خارج قطاع غزة بل وتهديدات لسكان غزة بالموت والإبادة .
في نفس السياق واصل نتنياهو سياساته المتشددة تجاه قطاع غزة، إذ يواجه ضغوطًا داخلية من اليمين الصهيوني لاتخاذ موقف صارم ضد حماس، ما يجعله أقل التزامًا بالاتفاقات التي تم التوصل إليها برعاية وسطاء دوليين.
فى المقابل أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن تحديها لترامب ونتنياهو ووصفت تصريحاتهما بالساقطة وغير المبررة، مؤكدة أنها التزمت بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار فيما لم تتوقف دولة الاحتلال عن انتهاكاتها للاتفاق من مواصلة الهجوم على الفلسطينيين ووقف دخول المساعدات ورفض التفاوض حول بدء المرحلة الثانية والتي تنسحب خلالها قوات الاحتلال من كامل القطاع .
وشددت الحركة على موقفها الثابت بعدم إطلاق سراح أسرى الاحتلال قبل الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية وتنفيذ الاحتلال الانسحاب الكامل من القطاع.
عواقب وخيمة
كان الرئيس الأمريكي الإرهابي دونالد ترامب قد حذر حركة حماس من عواقب وخيمة، إذا لم تمتثل الحركة لمطلب إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة وإعادة جثث القتلى.
وقال ترامب في منشور على منصته الخاصة تروث سوشال: “أطلقوا سراح الرهائن الآن وليس لاحقا، وأعيدوا فورا جثث الأشخاص الذين قتلتموهم، وإلا فستكون هذه نهايتكم، فقط الأشخاص المرضى ذوو العقول المشوهة يحتفظون بالجثث، وأنتم كذلك”. وفق تعبيره .
واستهل رسالته بالقول “شالوم حماس”، مشيرا إلى أن الكلمة تعني “مرحبا ووداعا” في آن واحد، ليؤكد أن الخيار بيد حماس: الاختيار لكم، السلام أو العواقب الوخيمة بحسب تصريحاته.
وكشف ترامب أنه سيوفر لدولة الاحتلال كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة، محذرا من أن أي عضو في حماس لن يكون في مأمن إذا لم تفعلوا كما أقول على حد قوله.
وخاطب سكان غزة قائلا : “مستقبل جميل ينتظركم، لكن ليس إذا احتجزتم الرهائن، إن فعلتم ذلك فأنتم أموات، اتخذوا قرارا ذكيا، أطلقوا سراح الرهائن الآن، وإلا سيكون هناك ثمن باهظ لاحقا.
انحياز للاحتلال
في أول رد فعل رسمي لحماس ، اعتبر عبد اللطيف القانوع المتحدث باسم الحركة ، أن تهديدات ترامب تمثل دعمًا واضحًا لرئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لمواصلة سياسته في غزة، قائلًا: “تهديد ترامب المتكرر ضد شعبنا يشكل دعمًا لنتنياهو للتنصل من الاتفاق وتشديد الحصار والتجويع بحق شعبنا”.
وأكد القانوع في تصريحات صحفية أن الموقف الأمريكي يعكس انحيازًا واضحًا لدولة الاحتلال في وقت تحاول فيه حماس دفع الاحتلال للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية.
وأضاف أن المسار الأمثل لتحرير باقي الأسرى الصهاينة هو دخول الاحتلال في مفاوضات المرحلة الثانية، وإلزامه بالاتفاق الموقع برعاية الوسطاء .
المقاومة جاهزة
وقال “أبو عبيدة”، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن ما لم يأخذه العدو بالحرب لن يأخذه بالتهديدات والحيل .
وأضاف “أبو عبيدة” في كلمة مصورة، اليوم الخميس، أن المقاومة التزمت ببنود اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة، احتراما لتعهدات الإخوة الوسطاء من الأشقاء .
وأكد “أبو عبيدة” أن المقاومة فضلت الالتزام بالاتفاق حقنا لدماء شعبنا ورغبة لسحب الذرائع، رغم كل محاولات العدو المراوغة، وتنصله من الكثير من التزاماته التي هي حقوق لشعبنا .
واعتبر أن تهديدات العدو بالحرب لن تحقق سوى الخيبة له ولن تؤدي للإفراج عن أسراه، مشددا على أن أقصر الطرق هو إلزام العدو بما وقع عليه، أى اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأشار “أبو عبيدة” إلى أن قيادة الاحتلال تحاول التنصل من مراحل الاتفاق، وتغلب مصلحتها السياسية على حياة أسراها محذرا من أن أي تصعيد للعدوان من قبل قوات الاحتلال على قطاع غزة سيؤدي إلى مقتل بعض أسراه.
وأكد أن لدى المقاومة إثبات حياة حتى اليوم لمن تبقى من الأسرى الأحياء، وأن الاحتلال هو الذي يتسبب بمقتل أسراه فضلا عن معاناتهم بسبب تنصله من التفاهمات .
وشدد “أبو عبيدة” على أن المقاومة في حالة جهوزية استعدادا لكافة الاحتمالات ولديها ما يؤلم العدو في أي مواجهة، معتبرا أن تهديدات العدو بالعودة إلى الحرب علامة ضعف وشعور بالمهانة، وأن هذه التهديدات لن تدفع المقاومة إلا لكسر ما تبقى من هيبة العدو .
وقال: “إن العالم شاهد كيف نكل العدو ولا يزال بأسرى شعبنا الفلسطيني الذين يروون شهادات فظيعة عن المعاملة الإجرامية، كما شاهد العالم الحالة الصحية الجيدة لأسرى العدو رغم صعوبة الحفاظ على حياتهم في ظل الحرب الهمجية التي شنها الاحتلال على قطاع غزة مؤكدا أن العالم شاهد كيف حرصت المقاومة على حسن معاملة الأسرى التزاما بأدبيات ديننا”.
المرحلة الثانية
وقال حازم قاسم الناطق باسم حماس: إن “تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعقد المسائل المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتغري حكومة الاحتلال على التشدد والتنصل من الاتفاق”.
وأضاف قاسم في تصريحات صحفية : إذا كان ترامب معنيا بالإفراج عن الأسرى الصهاينة فعليه الضغط على رئيس وزاراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لبدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة.
وحذر من استعلال حكومة الاحتلال تصريحات ترامب لتصعيد حصار غزة وتشديد سياسة تجويع سكانها.
تهديدات لا تخيفنا
ووصف سامي أبو زهري القيادي في حركة حماس تهديدات ترامب بأنها غير مبررة ولا قيمة لها.
وقال أبو زهري عبر تطبيق “تلجرام”: إن “حركة حماس التزمت بالاتفاق ومستمرة في ذلك، مؤكدا أن لغة التهديدات لا تخيفنا ولا تزيد الأمور إلا تعقيدا”.
وطالب الجميع بأن يدركوا أنه لا عودة للأسرى بدون تنفيذ الاتفاق.
