مع الارتفاع الجنونى فى الأسعار … المصريون يتناولون وجبتين فقط بدلاً من 3 وجبات يوميًا 

- ‎فيتقارير

الارتفاع الجنوني في الأسعار في زمن الانقلاب الدموي بقيادة عبد الفتاح السيسي، وعجز المصريين عن شراء احتياجاتهم اليومية الضرورية، دفعهم إلى تقليص عدد الوجبات اليومية إلى وجبة واحدة أو وجبتين بدلًا من ثلاث. كما اضطرت العديد من الأسر إلى الاستغناء عن اللحوم والدواجن والأسماك وكل السلع التي ارتفعت أسعارها.

هذه الأوضاع أثارت التساؤلات بين المواطنين حول حرب التجويع التي يمارسها الانقلاب ضدهم. وقالوا: إلى متى تستمر هذه الحرب ولماذا؟ وما أهداف السيسي منها؟

وطالبوا حكومة الانقلاب بضبط الأسعار والرقابة على الأسواق وزيادة المرتبات والمعاشات حتى تتمكن الأسر من الحصول على احتياجاتها.

 

بطاطس أو باذنجان

 

حول هذه المأساة، قالت هناء عبدالحليم، وهي سيدة في الستينات من عمرها: “لما يكون دخل الأسرة 5400 جنيه، هم كل معاش زوجي ومعاشي، لازم يكون طعامنا إما بطاطس مسلوقة أو باذنجان مشوي، لأنهما الوحيدان اللذان يمكن أكلهما بدون إضافات سوى الملح، وهذا ما أفعله يوميًا؛ يوم أسلق بطاطس ويوم أشوي باذنجان، وهكذا نعيش أغلب الأيام”.

وأضافت هناء: “أسرتي تتكون من أربعة أشخاص، ولا أستطيع أن أشتري كرنب أو ملوخية إلا كل حين وحين، واللحمة في المواسم فقط”.

 

وجبتان فقط

 

وقال مصطفى حسنين: “أعمل في مجال الدهانات، وأوصل الطلبات على التروسيكل الخاص بي إلى المنازل وأتقاضى أجرًا بحسب تقدير الزبون. أعمل حوالي 12 ساعة، وأنا متزوج ولدي طفلان يقيمان مع والدتهم في محافظة المنيا، لأن أجرة السكن في القاهرة والجيزة مرتفعة كثيرًا”.

وأضاف حسنين: “أسكن مع بعض أبناء محافظتي في الجيزة، ونستأجر شقة بمنطقة (الكيت كات) بحوالي 10 آلاف جنيه شهريًا، ويقيم بها سبعة أفراد. أدفع 1400 جنيه شهريًا نظير المبيت على سرير في تلك الشقة، وبعد الغلاء الذي ضرب كل شيء، صارت ميزانية الإفطار ووجبة الغداء همًا كبيرًا بالنسبة لملايين المصريين”.

وتابع: “أتناول وجبتي الغداء والإفطار فقط، وأحاول تقليل نفقاتي الشخصية من أجل إرسال مبلغ شهري إلى زوجتي لرعاية أطفالي، وأزورهم أربعة أيام شهريًا. بعدما كنت أسافر كل أسبوعين، أصبحت أسافر كل شهر مرة واحدة لتوفير أجرة السفر”.

وأوضح حسنين أن وجبة الغداء أصبحت تكلفه كثيرًا، حيث أن أقل وجبة الآن تساوي 85 جنيهًا مقابل ربع دجاجة وأرز وخضار، وهو رقم كبير بالنسبة له. وكان يدفع العام الماضي نصف هذا المبلغ.

 

مأساة كل بيت

 

وقالت أمل صلاح، وهي موظفة: “الوجبات الثلاث مأساة في كل بيت، فغالبًا يطلب الأبناء وجبات معينة، ولكن الكارثة أن تلك الوجبات صارت فوق قدرة أغلب الأسر، التي اضطرها الغلاء إلى الاعتماد على وجبات مثل كشرى عدس أصفر وسلطة وبصارة ومسقعة وغيرها من الأكلات الشعبية، وهي وجبات مكلفة وليست رخيصة، ولكنها أرخص من تناول اللحوم والفراخ”.

وأضافت أمل: “رغم أننا أسرة مستورة الحال، فأنا موظفة وزوجي موظف، ولكن أسعار الكهرباء والغاز والمياه والمواصلات وأيضًا أسعار الخضراوات والفاكهة، كلها زادت، ولهذا لم نعد نأكل لحومًا إلا مرة كل 10 أيام، ونحمد الله كثيرًا على هذا الفضل، لأن ملايين المصريين لا يستطيعون شراء اللحوم ولو مرة في الشهر”.

وتابعت: “حتى وقت قريب كان أبنائي يغضبون جدًا إذا كانت وجبة الغداء مكرونة وبانيه، وكانوا يقولون: (كل يوم هناكل مكرونة وبانيه)، الآن صار من الصعب أن نأكل بانيه أكثر من مرتين في الشهر، فكيلو البانيه الآن وصل إلى 200 جنيه”.

 

أسعار آخر اليوم

 

وقالت حنان علي، وهي موظفة، إنها تذهب إلى السوق في نهاية اليوم لشراء الخضراوات والفاكهة، على أمل أن تكون أسعار آخر اليوم أقل قليلًا من أسعارها في الصباح.

وأضافت: “كل ربة بيت تحمل هم تجهيز وجبات الأسبوع. مع مطلع كل أسبوع أحدد وجبات الأسبوع: يوم خضار، ويوم مسقعة، ويوم كشرى، ويوم بطاطس محمرة وجبنة، ويوم بروتين في الأسبوع سواء لحوم أو فراخ أو سمك، ويوم مكرونة بالصلصة، وهكذا. لأن الأسعار غالية جدًا والمعيشة صعبة جدًا. أنا وزوجي نواجه صعوبات في تدبير أمورنا مع ارتفاع أسعار الكهرباء وجميع الخدمات ومستلزمات الطبخ”.

وتابعت: “لي ولدان في المرحلة الجامعية، ويحتاجان إلى التغذية، ولكن نحاول الاقتصاد بأكبر قدر ممكن في الوجبات من البروتين، لأن كيلو اللحوم بـ400 جنيه، والفراخ عدت 200 جنيه للكيلو، والسمك الكيلو بـ100 جنيه. هذه أرقام غالية علينا في ظل زيادات الأسعار المجنونة”.

وأشارت حنان على إلى أن بطاقة التموين لا تكفيها سوى أسبوع واحد فقط وتضطر توفر فى الأكل ومعظم أفراد الأسرة يفطرون فى العمل ويعودون على وجبة الغداء ولا تكون هناك وجبة عشاء سوى بيضة لكل فرد مثلًا ومن الممكن جبنة قريش وادعو ربنا إن الفترة الجاية الأحوال والأسعار تتحسن لأن حرام بجد اللى بيحصل فينا فى السنين دى احنا تعبنا من الأسعار من كل النواحي.

 

تراجع المشتريات

 

وقال محمد عبد الله، بائع خضراوات وفاكهة، إن الزبائن أصبحت تشتري نصف أو ربع الكمية التي كانوا يشترونها من قبل بسبب ارتفاع الأسعار. وأغلب الناس تكتفي بشراء كيلو واحد فقط من السلعة التي يحتاجونها، سواء خضار أو فاكهة، بعدما كانوا يشترون بين 2 و3 كيلو سابقًا.

وأضاف عبد الله في تصريحات صحفية: “ارتفاع الأسعار وثبات الدخول هو السبب الأساسي في تراجع مشتريات المصريين. كل التجار يرفعون الأسعار مع كل زيادة في البنزين أو السولار. بسبب الزيادة الأخيرة في أسعار الوقود، زاد سعر الخضار والفاكهة بنسبة 15%، مما زاد من أعباء كل أسرة، خاصة وأن الخضار والفواكه أساس الطعام في كل بيت”.

وتابع: “أسعار السلع تصل لتجار التجزئة مرتفعة، ولهذا نضطر كتجار تجزئة إلى تقليل هامش ربحنا حتى نتمكن من بيع السلع والخضراوات، ولكن الأسعار عمومًا صارت فوق احتمال الغالبية العظمى من الناس. الكل يشكو، والكل يعاني”.