وثقت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان وفاة المعتقل محمد زكي (40 عاما) داخل محبسه بسجن الوادي الجديد، نتيجة التعذيب والمعاملة غير الإنسانية.
وحسب بيان صادر عن الشبكة، أمس الأربعاء، فقد لفظ زكي أنفاسه الأخيرة يوم الخميس الماضي داخل زنزانته بعنبر 2 بالإيراد أو ما يُعرف بالمصفحة، بعد تدهور حالته الصحية نتيجة تعرضه لحملات تعذيب وظروف احتجاز كارثية استمرت لأسابيع منذ وصوله إلى محبسه، بعدما قامت إدارة سجن المنيا شديد الحراسة بإعادة تغريبه (نقله إلى سجن أبعد) مرة أخرى من سجن المنيا شديد الحراسة وترحيله إلى سجن الوادي الجديد.
وزكي من محافظة الشرقية، وكان محكوما عليه بالسجن المؤبد في القضية المعروفة إعلاميا بـ”خلية حلوان”، وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض عليه في 2015، وتنقل بين العديد من مراكز الاحتجاز والأقسام والسجون (استقبال طرة ووادي النطرون والمنيا والوادي الجديد).
وعانى زكي مرارة الحبس والتنكيل، داخل عنبر الإيراد، حيث الظروف الكارثية تهيمن، وفي حال مرض أحدهم، يتم منحه حبة أو اثنتين فقط لتسكين الألم فقط.
ووفق الشبكة، فقد تعرض زكي للتعذيب الشديد والمعاملة القاسية اللا إنسانية، ما أدى إلى إصابته بحالة نفسية حادة وفقدانه القدرة على النطق والكلام.
وبحسب المعلومات لدى الشبكة، فقد تعرّض زكي للإهمال الطبي المتعمد، حيث لم يتلقَ أي مساعدات طبية أو صحية أو نفسية من إدارة السجن بعد تدهور حالته الصحية، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، كما تعرض كغيره من المعتقلين السياسيين فور وصوله إلى استقبال سجن الوادي الجديد لحملات تجريد كاملة وحملات تعذيب ممنهجة شملت الضرب بالعصي والصواعق الكهربائية والتعرض لأشعة الشمس لساعات طويلة تحت ظروف جوية قاسية ودرجات حرارة مرتفعة، وظروف احتجاز قاسية، وحرمان من الزيارات والتريض والرعاية الطبية والصحية طوال الشهر، ووضعهم في ما يعرف بالمصفحة وهي زنازين توجد بعنبر 2 الإيراد تفتقر إلى أدنى معاييرالأمن والسلامة تصيب المحبوسين بها بحالة نفسية وبدنية سيئة”.
كذلك أفادت الشبكة بأن “إدارة سجن الوادي الجديد تحتجز الذين يتم تغريبهم فور وصولهم إلى محبسهم الجديد في مجموعات مكونة من أربعة معتقلين داخل زنازين تفتقد أدنى معايير الإنسانية، دون ملابس أو أغطية، إذ يتم تجريدهم من جميع أمتعتهم والإبقاء عليهم فقط بالشورت الداخلي في غرف لا تحتوي على دورات مياه، ذات رائحة كريهة، ويُقدم لهم طعام رديء بكميات قليلة، بالإضافة إلى عدم نقاء مياه الشرب التي تحتوي على الكثير من الشوائب والأملاح، ما يتسبب بالعديد من الأمراض البدنية والجلدية”.
وتعج السجون والمعتقلات المصرية بأكثر من 60 ألف معتقل سياسي، في ظروف احتجاز لا انسانية، يواجهون القتل ، بلا أي رقابة من أحد، ودون أفق للحل، في ظل نظام عسكري غاشم، يقود المجتمع المصري للانفجار الشامل.