السودان جرّهم لمحاكمة علنية دولية .. “أبوظبي” بمساندة واشنطن ولندن تتحايل أمام مجلس الأمن

- ‎فيعربي ودولي

 

اتهمت السودان عبر مندوبها في الأمم المتحدة الإمارات بدعم مستمر وتمويل ميليشيات الدعم السريع المنشقة عن الجيش السوداني، وترتكب جرائم ضد الإنسانية بحق السودانيين، مقابل تعويل أبوظبي على واشنطن لمنع تمرير أي مشروع قرار يدين نظام محمد بن زايد الملطخة يداه بدماء السودانيين.

 

وقال الصحفي الهندي عز الدين عبر @elhindiizz : “لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وتاريخ دولة الإمارات، بعثة السودان الظافرة في نيويورك تنجح في إجبار مجلس الأمن على عقد جلسة مغلقة ، لمناقشة العدوان الإماراتي على السودان”.

 

وعلق “أسهم دولة السعادة والرفاهية والتجارة الدولية تنهار في البورصة الدولية.”.

 

وأشار السفير الحارث إدريس إلى مجريات غير طبيعية في المحاكمة أمام مجلس الأمن بشان أنصار محمد بن زايد وفي مقدمتهم لندن وقال “إدريس”: “بريطانيا تعللت بعدم الحصول على ترجمة رسالتنا التى تطالب بدعوة مجلس الأمن، لمناقشة موضوع شكوى السودان ضد الامارات، ما يعني أن النقاش إما سيؤكد خلافات وسط المجموعة الغربية أو سوف لن يعفي الإمارات من الادانة، ولذلك فان المناقشة سوف ترجأ لرئاسة موزمبيق في شهر مايو”.

 

وكشف مندوب السودان بالأمم المتحدة السفير الحارث إدريس ذلك في تصريح للتلفزيون، مؤكدا أن بريطانيا تدخلت لتغيير طبيعة جلسة مجلس الأمن التي طالب بها السودان من مغلقة يحق للسودان المشاركة فيها إلى جلسة تشاور خاصة بأعضاء المجلس حصرا.

 

وأضاف السفير الحارث إدريس أن شكوى السودان يبدو أنها أحدثت صدمة عنيفة للإمارات لم تكن تتوقعها، ولذلك لجأت لممارسة الضغوط على الأعضاء الدائمين الثلاثة؛ لإلغاء الاجتماع ولما فشلت فى ذلك بعد جدولته تدخلت بريطانيا لتغيير طبيعته، معتبرا أن هذا فى حد ذاته يعتبر مؤشرا إيجابيا أن الشكوى كانت موجعة، ولم تستطع الإمارات إقناع حلفائها بوجاهة موقفها.

 

صحيفة التايمز ذكرت أن الإمارات ألغت اجتماعات وزارية مع بريطانيا، بسبب أن بريطانيا حامل القلم لقضايا السودان بالأمم المتحدة، لم تكن متحمسة لطلب الإمارات، إلا أن تدخلها لتغيير طبيعة الاجتماع يعد اعتسافا بحد ذاته لمسؤولية حامل القلم الأخلاقية وعدم التقيد بالحياد حيال القضايا التي تخص السودان في مجلس الأمن.

 

سيناريو التخارج

وفي محاولة لإعطاء صورة مغايرة، ألغت الإمارات العربية المتحدة عددا من الاجتماعات مع وزراء المملكة المتحدة بعد اتهام “الإماراتيين” بمساعدة جماعة شبه عسكرية تشن حربا في السودان.

 

جاء هذا التطور بعد أيام قليلة من نشر صحيفة الجارديان أن المملكة المتحدة نفسها كانت تجري محادثات سرية مع قوات الدعم السريع.

 

وتخوض قوات الدعم السريع حربا مع القوات المسلحة السودانية منذ 15 أبريل من العام الماضي، وأدت الحرب إلى نزوح أكثر من ثمانية ملايين شخص وتركت 18 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقا لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.

 

وخلص تقرير صدر في منتصف أبريل عن مركز راؤول والنبرغ، إلى أن الإبادة الجماعية كانت تحدث ضد الجماعات غير العربية في منطقة دارفور بالسودان، على أيدي قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها.

 

وذكرت أن هناك أدلة واضحة ومقنعة على أن السودان والإمارات العربية المتحدة وليبيا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وروسيا، من خلال تصرفات مجموعة فاجنر، متواطئون في الإبادة الجماعية.

 

ودعت الخرطوم إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن دعم الإمارات لقوات الدعم السريع، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس يوم السبت.

 

لماذا يمنعون المناقشة؟

وقال كاميرون هدسون، المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والمساعد الأول في برنامج CSIS Africa، لموقع Middle East Eye: “إذا كانت الإمارات العربية المتحدة مصرة إلى هذا الحد في إنكارها أنها تدعم قوات الدعم السريع، فلماذا تنفق الكثير من رأس المال الدبلوماسي لمنع المناقشة؟”.

 

وأضاف هدسون أن مصادر مطلعة على الأمر أخبرته أن الإمارات تضغط على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأعضاء آخرين في مجلس الأمن لإلغاء الاجتماع الطارئ.

 

وتابع: “في واشنطن، يؤدي هذا إلى تفاقم الخلافات بين الأفارقة الذين يريدون اتخاذ موقف متشدد بشأن سلوك الإمارات في السودان وفريق السياسة في الشرق الأوسط التابع لإدارة بايدن، بقيادة بريت ماكغورك، الذين قاوموا استخدام نفوذهم مع السودان”. 

 

خطوط إمداد

وتناول موقع (ميدل إيست آي) في تقرير؛ شبكة خطوط الإمداد الموجودة لنقل الأسلحة والسلع الأخرى من الإمارات العربية المتحدة إلى قوات الدعم السريع، عبر الجماعات والحكومات المتحالفة في ليبيا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى.

 

وأوضح أن الإمارات العربية المتحدة هي الراعي الرئيسي للقوات شبه العسكرية السودانية، حيث قام القائد الليبي خليفة حفتر أيضا بتسهيل توريد الأسلحة إلى قوات الدعم السريع، كما أنها تسير برا من تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى، فضلا عن نقلها جوا من القواعد الجوية في أوغندا.

 

ونفت القوة شبه العسكرية أن تكون مدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة، ورفضت الاتهامات بأنها تشن حملة عنف ذات دوافع عرقية في دارفور.

 

وقالت أبوظبي ردا على اتهامات السودان في مجلس الأمن الدولي: إن “دولة الإمارات العربية المتحدة ترفض بشكل قاطع المزاعم التي لا أساس لها من الصحة والتي أطلقها المندوب الدائم للسودان، والتي تتعارض مع العلاقات الأخوية الطويلة الأمد بين بلدينا، ويبدو للأسف أنها كذلك، ليس أكثر من محاولة لصرف الانتباه عن الصراع والوضع الإنساني المتردي الناجم عن القتال المستمر”.

إن جميع مزاعم تورط دولة الإمارات العربية المتحدة بأي شكل من الأشكال أو العدوان في زعزعة استقرار السودان، أو تقديمها أي دعم عسكري أو لوجستي أو مالي أو سياسي لأي فصيل في السودان، باطلة ولا أساس لها من الصحة وتفتقر إلى أي دليل موثوق به ادعمهم.”.

 

وفي ديسمبر الماضي، طالب السودان 15 دبلوماسيا إماراتيا بمغادرة البلاد، بعد أن اتهم قائد عسكري الإمارات بدعم قوات الدعم السريع.

 

وأعرب مجلس الأمن عن قلقه العميق إزاء الهجوم الوشيك على الفاشر في منطقة دارفور من قبل المجموعة شبه العسكرية.

 

وحذر مسؤولو الأمم المتحدة من أن 800 ألف شخص في الفاشر، آخر مدينة رئيسية في دارفور لا تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع، معرضون لخطر شديد وفوري.

 

في وقت سابق من هذا الشهر، عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعا حول الحرب الأهلية في السودان التي اندلعت قبل عام بناء على طلب المملكة المتحدة.

 

واتهم ممثل السودان، خلال الجلسة، الإمارات بتقديم الدعم لقوات الدعم السريع شبه العسكرية، وهو ما نفته أبوظبي.

 

وفقا لتقرير نشرته صحيفة التايمز يوم الأحد، تم إلغاء أربعة اجتماعات وزارية بريطانية من قبل الإماراتيين، الذين قيل إنهم غاضبون من عدم قفز البريطانيين للدفاع عن الإمارات العربية المتحدة في مجلس الأمن.

 

 

https://www.thetimes.co.uk/article/uae-cancels-meetings-britain-row-sudan-civil-war-sxlhxwhtw