السعودية تعتقل “زلزال الصعيد” بسبب تضامنه مع غزة.. والسيسي لا حياة لمن تنادي!

- ‎فيتقارير

عودة إلى عصر الجاهلية، بل إلى ما هو أسوأ من ذلك وفق وصف متابعين، وانتهاكات جديدة للسلطات السعودية تحرم المعتمرين من أبسط حقوقهم، بعد اعتقالات عدة شنتها سلطات ولي العهد محمد بن سلمان، وهذه المرة طالت المواطن المصري عبدالرحمن محمد عبدالرحيم أثناء أدائه للعمرة مع والدته،
وبأوامر من ولي العهد حاكم المملكة الفعلي  تتصاعد مظاهر القمع والتضييق ضد المتضامنين مع غزة في السعودية، حتى إنها طالت غير السعوديين الذين يقصدون المملكة للحج والعمرة.
عبدالرحمن ليس مواطنا عاديا فهو مشهور في منصة “تيك توك” ويتابعه نحو 1.7 مليون متابع ويعرف في الموقع باسم “زلزال الصعيد” وتم اعتقاله من السلطات دون مراعاة لشعائر دينية أو لوالدة ترافقه لا يحتمل قلبها أذيته أمام عينيها.
ووفق ما نشره حساب “معتقلي الرأي” على منصة إكس فقد تأكد اعتقال السلطات السعودية للمواطن المصري عبدالرحمن محمد عبدالرحيم المشهور على منصة تيك توك باسم “زلزال الصعيد”.
وأوضح المصدر أن الاعتقال جرى في أكتوبر الماضي بمكة المكرمة عند تواجده لأداء مناسك العمرة برفقة والدته؛ على خلفية نشره فيديوهات تتضمن محتوى يدعم القضية الفلسطينية والمدنيين في غزة.
وشارك حساب معتقلي الرأي في تغريدات أخرى مقاطع تظهر تضامنه مع غزة أثناء وجوده في مكة المكرمة دعم فيها القطاع الفلسطيني المحاصر والقضية الفلسطينية بشكل عام.
وظهر أحد أبناء الصعيد في مقطع مصور ينتقد فيه مشاهير تيك توك الذين يصنعون الترند من قصص تافهة ويتناسون ويتجاهلون التضامن مع زميلهم عبدالرحمن محمد عبدالرحيم، الذي يعاني داخل أقبية النظام السعودي الذي حرمته عملية طوفان الأقصى من التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي رسميا واللحاق بالإمارات.
وطالب متابع آخر المسؤولين المصريين بالتدخل لإطلاق سراح “زلزال الصعيد” بعد وجوده لأكثر من شهرين في بلد غير بلده لمجرد تضامنه مع غزة.
لكن مصر هي الأخرى في عهد عبدالفتاح السيسي وفق متابعين، ليست بأفضل حال من السعودية ولطالما ضيقت على المتضامنين مع غزة واعتقلتهم في ميدان التحرير، حين خرجوا للهتاف لأجل القطاع الفلسطيني وطالبوا القاهرة بفعل أقل ما يمكن فعله وهو فتح معبر رفح.
ويؤكد متابعون بأنه لأول مرة بات يُرى بكل وضوح أن سلوك السلطة السعودية تجاه الأحداث الحالية في فلسطين، هو عار لن يزول ولن يتم محوه من صفحات التاريخ.
وطيلة الأيام الماضية ناشد المواطنين والعقلاء نظام محمد بن سلمان بأن يتخذ موقف سياسيا يتناسب مع سمعه ومكانة المملكة العربية السعودية، لكن ولي العهد الذي بات يلقب بـ”بن شولوم” يعيش في واد آخر ولا حياة لمن تنادي.
وسبق طوفان الأقصى بدء بحث التطبيع بين الرياض وتل أبيب من دون أي مكاسب لفلسطين القضية والشعب، بل تعويم لفوائد في الاقتصاد وترويج لمشاريع على رأسها “خط الهند-أوروبا” الذي طرح  في قمة العشرين بنيودلهي في سبتمبر الماضي منافسا لخط الحرير الصيني، والترويج أن من عوائقه غياب تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل لاستكمال وصوله من منطقتنا إلى أوروبا،
مسار التطبيع هذا أغرقه طوفان الـ 7 من أكتوبر فكان لا بد من إفشاله وتعويم خيار التطبيع على أنه الأنجع، وأن خيار المقاومة لا يحقّق سوى القتل والتشريد والدمار والركود،
انتصار غزة في طوفان الأقصى تم سلفا ميدانيا واستراتيجيا، وكذلك في الوعي الجمعي، الثورة الإنسانية أحالت دم غزة نبراسا عبر العالم أعاد للقضية الفلسطينية موقعها على الساحة الدولية، والأهم سياقها التاريخي وجذورها، هذا ما نسمعه في الساحات عبر العالم، حيث يصرخ فيها الناس في دول غربية: “الحرية لفلسطين” و”فلسطين من البحر إلى النهر”.
وأعاد لإسرائيل توصيفها الدقيق على أنها كيان احتلال وإجرام، هذا غير قابل للنقاش لأن من فهمه جيل جديد لن يموت ولن ينسى، ليس في فلسطين المحتلة بل وفي العالم، وبالتالي فإن العداء لإسرائيل لن يبقى محصورا بتشخيصها الأداة المنفذة فقط، وإنما لكل من شارك ودعم بشكل مباشر أو غير مباشر فجوهر الثورة الإنسانية أنها تصلح لكل طاغية احتلالا كان أو نظاما.