دلالات تسليم كتائب القسام محتجزي الاحتلال بوسط مدينة غزة

- ‎فيعربي ودولي

شكلت عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين والمحتجزين التي جرت الأحد 26 نوفمبر في قلب مدينة غزة بخلاف مكان اليومين الماضيين، والذي كان جنوب القطاع بالقرب من مستشفى ناصر بمدينة خان يونس تأثيرا مباشرا أوضح قوة حركة المقاومة الإسلامية حماس في رد الصاع صاعين.

 

وأوضح المراقبون أن نتنياهو الذي زار مناطق توغل جيش الاحتلال الصهيوني وسط بيوت غزة المهدمة في اليوم ذاته، ولم يعلن عن زيارته إلا بعد مغادرته القطاع عبر وسائل الإعلام الصهيونية، ردت عليه كتائب القسام في الساعة ذاتها وحددت مقر تسليم محتجزيه بحضور جماهيري وبسهولة تامة وبصورة علنية.

 

استعراض قوة

ظهرت عناصر كتائب القسام فجأة ونفذوا استعراضا للقوة خلال التسليم في شوارع غزة، والمكان الذي تم فيه التسليم دارت في معارك ضارية بين القسام والاحتلال قبل أيام.

 

ونقل متابعون عن الخبير العسكري فايز الدويري تأكيده أن تسليم القسام الأسرى لديه اليوم بعد 50 يوما في قلب غزة، وبسيارات المقاومين وبأسلحتهم هي رسالة في منتهى الذكاء، وتعني أنني لا زلت أمتلك إرادتي وأمتلك حرية القرار، ولا زلت قويا ومتماسكا.

 

أما الناشط الغزاوي أدهم أبو سلمية @adham922 فرأى أن الرسالة التي أرادت كتائب القسام توصيلها للاحتلال، عندما قررت اليوم تسليم الدفعة الثالثة من الأسرى لديها من مدينة غزة، نعم من مدينة غزة التي قال نتنياهو منذ أسبوعين أن جيشه أحكم السيطرة عليها، كانت جملة أسباب:

– بعد أكثر من 50 يوما من الدمار الكبير وجرائم الاحتلال في مناطق شمال غزة، هاي هي المقاومة تأكد تماسكها وتحكمها بالميدان ومجريات المعركة من خلال التسليم في منطقة مدينة غزة.

 قام نتنياهو اليوم بحركة استعراضية على أطراف الحدود في قطاع غزة، وهذه الخطوة جاءت لتؤكد أن غزة جغرافية واحدة الكلمة فيها للمقاومة.

 إدارة المعركة والتفاوض والميدان من قبل المقاومة بطريقة ذكية ومتماسكة وتحمل رسائل سياسة وإعلامية بالغة.

 تماسك الحاضنة الشعبية خلف المقاومة، حيث التف الفلسطينيون يحيون رجال الكتائب وللمقاومة.

 

https://twitter.com/adham922/status/1728854733534699756

 

أما الناشط اليمني راشد معروف @RashidMaarouf فأكد أن حماس الليلة أرسلت رسالة خطيرة جدا للاحتلال بهذه اللقطة من المشاهد التي نشرتها القسام تعمدت تصوير النصب التذكاري لقبضة يد تحمل قلادة باسم شاؤول أرون وهو الجندي الذي اعتقلته كتائب القسام خلال حرب 2014 من قلب دبابته في حي الشجاعية ولازال حتى اليوم في قبضة القسام ومصيره مجهول ونصبت حماس النصب التذكاري وسط غزة باسم الأسير شاؤول، واليوم تم تصوير النصب ونشره في رسالة للاحتلال مفادها بأن من تبقى من جنودك الأسرى سيكون مصيرهم من مصير شاؤول أرون”.

 

https://twitter.com/AdGS4dbZl18LoOo/status/1729178018906792333

 

العامل النفسي
واعترف صهاينة عرب بهذا التأثير لما تنفذه حماس على الأرض يجعلها مؤثر كبير في العامل النفسي لديهم، وقال اليهودي اليمني (دانيال حداد דניאל חדד) كما يعرف نفسه عبر @danielhadad0 عن إحدى الأسيرات التي أذاعت المقاومة صورة لها وهي تعاني في أسرها بسبب القصف الصهيوني المتواصل على القطاع، “قبل أسبوعين، نشر حماس مقطع فيديو لحنا كاتسير على أنها توفت ونشرت منظمة “GAP” هذا الأسبوع رسالة مفادها أن حنا كاتسير ماتت في الأسر دون تقديم صورة لها، وكانت عائلتها متأكدة من أن القصة قد انتهت تم إطلاق سراح حنا كاتسير الليلة حية وبصحة جيدة ، حماس عرفت تلعب بالعامل النفسي “

https://twitter.com/AdGS4dbZl18LoOo/status/1729178018906792333

 

غير أن أحمد عبد الباقي @ahmedabdelbagie علق عليه قائلا: “الهدف من هذا الخبر، هو أن تثبت للشعب الصهيوني أن حكومته لا علم لها لا بموقع الأسرى أو بحالتهم الصحية، ولا علم لها إذا كانوا في أماكن قصفهم أم هم خارج أماكن الاستهداف، في النهاية الخبر لم يطلع من أبوعبيدة، لأنه لن يلجأ إلى خدعة تقلل من صدق لسانه، لأن المؤمن صفته الصدق.”.

وخلص مراقبون إلى أن مظاهر تسليم الأسرى الفلسطينيين بات مشهدا مقلقا للكيان ينتقص من هيبته ويرفع من أسهم المقاومة وحماس على الأرض.

وتوقع المستشار الأمريكي السابق جون بولتون أن الهدنة لصالح حماس حيث تتمثل استراتيجية حماس في الاستفادة من أي توقف، مهما كان قصيرا ولأي سبب كان، لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، على حد قوله.

وعن تأثير تضاؤل صورة الكيان أمام ما تظهره حماس من سيطرة على القطاع أن إسرائيل لم تنجح في المحاولة الأولى، ولكنها سوف تتعرض لضغوط متزايدة للتنازل. والخطر الجدي هو أن تصميم إسرائيل على تدمير حماس قد يتم تقويضه، والخطر الأكبر هو أن هذا بدأ بالفعل في إضعاف الدعم من جانب الولايات المتحدة”، بحسب بولتون مستشار ترامب السابق.