انقلب الصمت الذي فرضه المنشد السوري رضوان خليل عنان "أبو مازن" أبو مازن على نفسه، منذ قدم إلى مصر من سوريا في 1978 إلى صخب على مواقع التواصل الاجتماعي فور إعلان وفاته قبل أيام في حين كان الحوار الذي أجرته معه جريدة (آفاق عربية) حدثا مهما عرف الناس أن المنشد السوري اللامع على قيد الحياة ويعيش في مصر منذ أن هرب من سوريا وافتتح مصنعا للنسيج بالقاهرة.
المنشد أبو مازن (1952م- 2023م) الذي توفي صبيحة الأربعاء الماضي بالقاهرة عن عمر ناهز 71سنة، ودفن في بلبيس، اشتهر بأناشيده الحركية، والذي حفظ الشباب في الثمانينات والتسعينات أشرطته التسعة من خلال أشعار محمد إقبال وسيد قطب وهاشم الرفاعي والشيخ إبراهيم عزت والشيخ الباقوري وعبد الحكيم عابدين و إبراهيم مأمون ومأمون فريز جرار ويوسف القرضاوي وجابر قميحة وغيرهم، ظل عن أجيال الصحوة الإسلامية شبابها وشبانها أيقونة إنشادية وصوت رقراق لا يحتاج إلى موسيقى بكلماتهم المخلصة ودعوتهم المنتشرة.
تقول فاطمة بنت الرفاعي @fatmaalrefaei_ "تعلمنا من أهازيج أبو مازن كيف نحمل هم الأمة فقد كان ينقل صورة الحدث وباكورة الشعور، رحمه الله وجعل ماقدمه في ميزانه، ستبقى قصته ملهمة لكل من يصنع المجد من المستحيل".
أما الباحث محمد إلهامي قيكتب @melhamy "مختصر الكلام، كان هذا الرجل بالنسبة للإسلاميين والعاملين، مثل ما كانت أم كلثوم وعبد الحليم لجيل آبائنا، ومثل عمرو دياب وتامر حسني لجيلنا، مع الفارق الضخم في المعاني والرسالة والمضمون، صوت من نبت الشام المبارك".
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=5575783965861229&id=100002890428795&mibextid=Nif5oz
أما الباحثة الفلسطينية لمى خاطر فكتبت "قبل عقود طويلة، كان المنشد الحركي الأول "أبو مازن" يترنم في جوانب مسجد بعيد بكلماته الخالدات، عرفت قصة الطريق كلها الموت أول المطاف لكن خضرة الطريق لا يصيبها الجفاف".
وعبر @lama_khater أضافت "كانت قيمة تلك الكلمات وغيرها من ترانيمه في معناها وعمقها، وكانت تغرس في النفوس معاني الإيمان والانتماء والإباء، حتى مع بساطة لحنها، وضعف تقنيات تسجيلها.".
وتابعت "بعد عقود من الزمن، وفي أماكن قصية أخرى، كانت هناك أجيال لم تعرف أبا مازن، ولم تنشأ على أناشيده، غير أن خطواتها ظلت تحفر على الدروب التي مضت عليها، لكن خضرة الطريق لا يصيبها الجفاف، رحم الله أبا مازن الذي رحل اليوم، وكان قد طرق القلوب بكلماته وصوته، قبل التعرف على صورته واسمه".
https://twitter.com/Amenyemen2/status/1635981209061711873
أما الباحث والكاتب ياسر سعد الدين فيقول: "رحم الله المنشد أبا مازن فقد تأثر كثيرون في مراحلهم العمرية المختلفة بفنه الراقي، الإنشاد كان عنده رسالة لا تجارة، لم يكن هناك إيقاعات موسيقية ولا كلمات بالعامية العرجاء والعوجاء، شعر راق وأدب مختار وأداء من القلب، أصالة وإخلاص وصدق ورقي، والله حسيبه.".
المتحدث الإعلامي باسم الإخوان المسلمين والأديب علي حمد @AliHamad2028 استدعى من أناشيده وكتب:
أنا لن ألينَ ولن أخون،
أنا لن أُغادر رَكْبْها،
أنا لن أُهادنَ من بَغَوا
يوماً على أبرارها.
وعلق "أبيات من قصيدة نشأنا وتربينا عليها، رحم الله مُنشدها بصوته الندي العذب، رحم الله المنشد أبو مازن وتقبله في الصالحين فقد انتقل إلى جوار ربه اليوم".
https://twitter.com/AliHamad2028/status/1635990660116369408
أولو العزم من المنشدين
ووصفه إبراهيم اليماني بالقول "أبو مازن من أولي العزم من المنشدين، هو مزمار داود و مقلاع طالوت في عباد أولي بأس جديد، هو حمزة لبواكي المهاجرين وبواقي الأنصار من الدعاة الثابتين، لا زالت الجبال والطير تؤوِب عبارته (مولاي حسبي خسارا أن أكون مفرطا في دينك، ويظن الناس أني عابد) اليوم رحل رائد النشيد إلى بوابة الخلود ".
ويضيف: "ما رأيت في حياتي من يجعلنا نحس برذاذ اللغة ومهرجان مشاعرها مثل المنشد أبي مازن".
وعلى هذا النحو يراه عبدالرحمن رضا صالح @salihiyyat فيقول " شحذ عزائم العاملين في سبيل الإسلام بنشيده، رافق المهجرين بلحنه، واسى المكلومين بصوته، وآنس المساجين وخفف من وقع البلاء، رحم الله الشاعر هاشم الرفاعي صاحب القصيدة ملكنا هذه الدنيا قرونا، وبارك في المنشد القدير أبو مازن فقد كانت تلك الأناشيد زادا روحيا وقيميا لنا وما تزال معانيها حية في نفوسنا".
وكتب عنه عبدالرحمن Abd Alrahman Alfaqi " تربيت على تسجيلاته وأنا صغير".
أما عبد الستار منلا فيكتب "رحمك الله يا أبا مازن وغفر لك وجعل الجنة دارك ومآلك، ستبقى أناشيدك تشنف قلوبنا قبل آذاننا فنعيش أجواء روح الدعوة، وتتبلور خفقات قلب المؤمن الصامد الواثق درجات تسمو به في علياء الإيمان والقرب من الله".
ويضيف عنه أسامة Osama Taljo "عرفته من أناشيده وأنغامه بل من أنفاسه التي كانت تحبب بالله ورسوله وصحابته وتحبب بالوطن وتوقد جذوة الثورة والحرية في النفوس من أنشودة "مصعب بن عمير " زاد تعلقي بسيدنا مصعب بعد أن أحببته من كتاب رجال حول الرسول لخالد محمد خالد، حتى تكنيت باسمه، رحم الله المهندس المنشد أبا مازن رضوان خليل عنان، نسأل الله أن نجلس معه ومع مصعب بن عمير جلسة صفاء بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم على حوض الكوثر".
https://m.facebook.com/majd.makki/posts/5929325363810770?_rdr
https://twitter.com/abosarea3/status/1636054285774405634
https://twitter.com/Esra_Selimmm/status/1636045130334347264
وعنه كتب أستاذ دراسات بيت المقدس د. عبدالله معروف "عندما دخلت عالم «Spotify» كنت أبحث جاهدا عن أي شيء يتغنى بالقدس حتى فوجئت بأغنية «يا قدس» لأبي مازن تلك الأغنية العتيقة التي تفتح عليَّ كل مرة أبواب ذكريات الجامعة تحت الزيزفونة، وأيام القدس الأولى بين حقول الزيتون".
وتابع، بقيت هذه الأغنية عندي يتيمة إلا من بعض صويحباتها القليلات، تذكرني تلك الأيام إذ تشدو "فاحملينا يا خيول الأمنيات.. واسبقينا يا مواكب الرجاء".
ونعاه قائلا "رحم الله أبا مازن، صوت شدا للقدس صادقا، فخلدت كلماته وصوته".
المنشد المقدسي كفاح زريقي كتب يقول "رحمك الله يا أبا مازن، صوتك ما فتئ يرن في آذاننا، ويستجلب شريط ذكرياتنا الجميلة، في بدايات كتب لها الخلود داخل أفئدة من خواص الخواص.".
أنا المحامي الكويتي حسن راشد العاطفي فكتب يقول "كان طموحنا كبيرا في ظل ظهور الصحوة المباركة أيام الثمانينات لم نعرف الحقد أو الحسد وهمنا كان مشتركا أن نتعايش ونعيش في جو إيماني متواكبين مع الحاضر منفتحين للمستقبل، ولا زلنا نسير على هذا النهج المعتدل حتى الآن والحمدالله".