رصد مركز الشهاب لحقوق الإنسان في تقريره المشهد الحقوقي لعام 2022 ارتقاء 40 مواطنا داخل السجون نتيجة الإهمال الإهمال الطبي في ظل ظروف الاحتجاز المأساوية التي تفتقر لأدنى معايير السلامة وصحة الإنسان .
وأوضح أن زيادة عدد الوفيات بين المحبوسين السياسيين داخل السجون ومقار الاحتجاز ، يؤكد على أن السجون وأماكن الاحتجاز في مصر غير مهيأة للنزلاء طبقا للقوانين والمواثيق الدولية ، وأنها لا تتبع الاشتراطات الخاصة في القواعد الدنيا لمعاملة السجناء.
كما يعكس انعدام الرعاية الطبية داخل السجون وأماكن الاحتجاز وأن العيادات والمستشفيات داخل السجون غير مهيأة ومجهزة بشكل كامل لمداواة المرضي ، فضلا عن التعقيدات الشديدة التي تنتهجها إدارة السجون في نقل المحبوسين للعيادات والمستشفيات وعدم جهوزية الأطقم الطبية داخل السجون وأماكن الاحتجاز للتعامل مع المرضى .
وذكر أنه خلال التسعة سنوات الماضية قضى نحو (865) محتجزا داخل مقار الاحتجاز المصرية المختلفة، منهم (40) مواطنا خلال عام 2022 .
وبلغ عدد حالات المخفيين قسريا لعام 2022 (3153) حالة رصدها المركز، حيث وصل عدد المخفيين قسريا في مصر خلال تسعة سنوات (16355) حالة، تشمل كافة الأعمار السنية في المجتمع المصري.
ووثق التقرير قتل 62 مخفيا قسريا خارج نطاق القانون من قبل الدولة رغم توثيق اختفائهم السابق ، مشيرا إلى وجود حالات لمخفيين قسريا لم يظهروا حتى كتابة التقرير، اختفوا في أحداث يوم فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة وما بعدها ، إضافة إلى حالات تم إلقاء القبض عليها، ولم يظهروا حتى كتابة التقرير، وما زالوا مختفين قسريا.
ملخص الانتهاكات داخل السجون وأماكن الاحتجاز
وأشار المركز إلى أنه وردته قرابة 103 شكوى واستغاثة من الانتهاكات داخل السجون والمعتقلات التي تفتقر لأدنى معايير سلامة وصحة الإنسان ، وتلخصت الانتهاكات داخل السجون وأماكن الاحتجاز في أن تعامل مصلحة السجون ومأموري السجون والضباط وأمناء الشرطة يكون بغلظة شديدة مع المحبوسين واستعمال القسوة معهم في أشد صورها.
أيضا يعاني المحبوسون من الإهمال الطبي الشديد وعدم تقديم الرعاية الطبية الكافية لهم وخاصة مع وباء كوفيد 19 كورونا ، و أدى هذا الإهمال الطبي لزيادة عدد الوفيات وزيادة الأمراض داخل السجون وأماكن الاحتجاز زيادة كبيرة.
يضاف إلى ذلك التكدس الشديد في إعداد المحبوسين في أماكن الاحتجاز بشكل كبير؛ لكثرة عددهم ولضيق مساحة العنابر والزنازين ، وتعمد مصلحة السجون عدم مراعاة النظافة للعنابر وأماكن الاحتجاز وعدم توفير دورات مياه صحية وعدم مراعاة التهوية الصحيحة وتقديم طعام سيئ وبدون ملح في بعض الأحيان ولا تراعى الاشتراطات الصحية للطعام الصحي و غلق كافتيريا السجن الكانتين لعدم السماح للسجناء بشراء طعام أو شراب من الحساب الشخصي له من الأمانات التي يضعها أسرهم وقطع الكهرباء والمياه عن العنابر والزنازين لفترات طويلة.
في ظل استمرار حملات كبيرة لمصادرة المتعلقات الشخصية من ألبسة وأدوية طبية والغطاء وغيره في أحيان كثيرة وتعرض بعض المحبوسين لحفلات من التعذيب والتهديد وغيره من المعاملات القاسية بشكل متكرر وفي سجون مختلفة.
ورصد التقرير تعرض بعض المحبوسين للضرب والسحل والكهرباء والإهانة الشديدة وغيره من أصناف التعذيب المتعددة، وخاصة عند الدخول للسجن في أول مرة ويطلق عليها لفظ (التشريفة ).
ورصد أيضا منع ممارسة الرياضة أو الخروج من العنابر لفترات طويلة ومنع التعرض ومنع الزيارات للأهالي عن المحبوسين لفترات طويلة، ومنع دخول أي متعلقات شخصية للمحبوسين أثناء الزيارة في بعض الأحيان و إبداع المسجون أو المحبوس في حبس انفرادي بصفة دائمة وآخرين بصفة مؤقتة، مع مصادرة كافة المتعلقات الشخصية داخل الحبس الانفرادي وتغريب بعض المحبوسين كنوع من العقاب ووضعهم في سجون وأماكن احتجاز بعيدة جدا عن أماكن إقامة عائلاتهم وذويهم.
فضلا عن منع السجين أو المحبوس من الاطلاع على القضايا المتهم فيها، وعدم السماح له بالاحتفاظ بنسخة منها ومنع اقتناء أدوات الكتابة من أوراق وأقلام ليدون السجين أو المحبوس ما يشاء ومنع اقتناء الكتب والصحف والاطلاع عليها.
التقرير رصد الانتهاكات في مجالين هما الإخفاء القسري والسجن ومقار الاحتجاز وألقى الضوء على حالات القتل بالإهمال الطبي داخل السجون ، كذلك رصد سجن بدر الجديد بين الآمال المنتشرة والواقع المؤلم .
توصيات خلص إلى الشهاب في ختام التقرير
وأوصى الشهاب في ختام التقرير بوقف الانتهاكات الممنهجة في السجون وأقسام الشرطة وأماكن الاحتجاز الأخرى ، ووقف جرائم التعذيب الممنهج في السجون وأقسام الشرطة وأماكن الاحتجاز الأخرى.
وشدد على ضرورة مراعاة البعد الإنساني والإفراج فورا عن المرضى الذين يحتاجون رعاية خاصة وغير متواجدة داخل مستشفيات السجون، ويمثل تواجدهم خطرا على حياتهم داخل السجون أو مستشفياتها، مع تسهيل كافة الإجراءات بشكل عاجل وفوري لتقديم الرعاية اللازمة طبيا وبشكل سريع لأي سجين أو محبوس تعرض أو يتعرض لمرض ما؛ من أجل المحافظة على حياتهم.
كما أوصى بفتح الزيارات طبقا للقانون والامتناع عن العقاب بالحبس الانفرادي لفترات طويلة والإفصاح فورا عن أمكان احتجاز كافة المختفين قسريا ووقف هذه الجريمة وفتح تحقيق دولي شامل في كافة جرائم التعذيب والإخفاء القسري، ومحاسبة مرتكبيها ومنع إفلاتهم من العقاب وإرسال لجنة تقصي حقائق دولية للوقوف على جريمة الإخفاء القسري أوضاع السجون ومقرات الاحتجاز في مصر.
تفاصيل التقرير من هنا
https://drive.google.com/…/1H8riCq9d…/view…
