خلصت تقارير إلى أن خطاب الكراهية الذي يأتي على لسان مسؤولي الحزب الحاكم في الهند "بهاراتيا جناتا" ليس صدفة، وقال تقرير أخير للجزيرة "لم تسجل الحكومة الهندية أي قضية ضد المسؤوليْن اللذين أساءا للنبي محمد عليه الصلاة والسلام لتتم محاكمتهما تحت بند المس بالوئام الطائفي، رغم أنها جريمة يعاقب عليها القانون، بالمقابل يقبع مئات المسلمين في السجون الهندية بتهم الإساءة للهندوس أو حملهم على اعتناق الإسلام أو الزواج بهندوسيات".
وقال مراقبون إن "مجمل المخطط الهندوسي يعني حربا على المسلمين والإسلام في الهند حيث يشكل المسلمون ٢٠٠ مليون مسلم، وحضارة وتاريخ بناه المسلمون، ومآثر أشهرها تاج محل وسلاطين حكموا بنور الإسلام، ويمثل المسلمون ١٤.٢٪ من سكان الهند أي ١٩٧ مليون مقابل ١.١ مليار هندوسي، لكن تمثيلهم في الوظائف الحكومية لا يتجاوز 2: 3٪ فقط، بالإضافة إلى التحيز ضدهم في التعليم، وقد استفاد مسلمو الهند من العمل في الخليج في ٧٠-٨٠ القرن الماضي مما زاد في استعداء الهندوس لهم وتقوية تيار الهندوتوفا الهندوسية المتطرفة (Hindutva).
 
أساطير مؤسسة
وأشار المراقبون إلى استغلال الحزب الهندوسي لنبوءة أو مقولة "في غضون عشر سنين يكون المسلمون أكثرية في الهند ويحكمونها" وبها يبررون كل ما يفعلونه من تضييق وقتل وتعذيب للمسلمين، حيث لم يكفهم أن يسبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأجمع المراقبون إلى أن المسلمين يواجهون في الهند إبادة جماعية وشيكة، فحكومة ناريندرا مودي مدفوعة بأيديولوجية RSS المستوحاة من النازية والتي تعتبر 200 مليون مسلم "تهديدا داخليا".
ورأى المراقبون أن الدعم الغربي المتمثل في البداية الفرنسية بالإساءة للرسول الكريم، وانتقاص حكومتها للحقوق الدينية لمسلمي فرنسا من خلال قوانين عنصرية والتضييق على المساجد والمدارس والطلاب وحظر الآذان والحجاب واللحية والتجمعات ومراقبة محتوى الخطب الأسبوعية وفرض أئمة بعينهم -خضعوا لمعاهد الشيخ علي جمعة ومن على غراره- خضعوا للهوى الفرنسي، وحرمان المسلمين من حقوقهم السياسية إلا من خلال الأحزاب أو الجمعيات الفرنسية.
ودعم هذه الرؤية المحاولات المتكررة لحرق المصحف في السويد وهولندا والتي منها ينطلق زعيم حزب الحرية الهولندي المتطرف خيرت مخاطبا الهند بقوله " لاتعتذروا، المسلمون جبناء".
واستنبط مراقبون ميلا غربيا لهذه الحرب لإشغال المسلمين بها عن محاربة الاحتلال الصهيوني في القدس والذي بات على شفير النهاية -بإذن الله- حيث حديث بعض الخبراء الأميركيين عن اضطربات و ربما حرب أهلية في الهند من الهندوس أصدقاء الأنجليز والصهاينة.
 
إنها حرب
ومن جانبهم قال ناشطون بمثل ما رأى المراقبون فكتبت سارة (@bnosh59) "يستفزون المسلمين ويسبون نبينا وعندما يرد المسلمون يصفونهم بالإرهاب ويطالبونهم بالتسامح بين الأديان وإنها حرية رأي هي حرب على الإسلام من الغرب والشرق اجتمعوا على  سب الرسول ونشر الشذوذ فهبوا لنصرة نبيكم ودينكم".
وأيدها مفتي عُمان الذي اعتبر أن الاجتراء الوقح من الناطق باسم الحزب الحاكم في الهند على الرسول وأم المؤمنين عائشة حربا على كل مسلم ويستدعي أن يقوم المسلمون كلهم قومة واحدة.
وعبر تويتر كتب الخليلي (@AhmedHAlKhalili) "إن الاجتراء الوقح البذيء من الناطق الرسمي باسم الحزب المتطرف الحاكم في الهند على رسول الإسلام ﷺ وعلى زوجه الطاهرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هو حرب على كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، وهو أمر يستدعي أن يقوم المسلمون كلهم قومة واحدة".
وعن ملامح أخرى للحرب أشار سَعْد التركماني (@Saad_turkmeni) إلى أن "الهند تُجبر مئات المسلمات القاصرات على دراسة الهندوسية واعتناقها ، ومرَّ الخبر كأن لم يكن، لأن الضحية هم المسلمون، لو كان الأمر بالعكس هل النسويات ومنظمات الأمم المتحدة تسكت عن هذا الأمر؟.
واعتبر معين الكحلوت (@moieen92) أن "إساءة الهند لرسولنا صلى الله عليه وسلم هي حلقة من حلقات العداء المتواصل للإسلام، هناك تصفية عرقية يتعرض لها المسلمون، والمطلوب منا جميعا اليوم مواصلة الضغط رسميا وشعبيا حتى وقف العدوان الذي يتعرض له المسلمون هناك، هذا أقل واجب تجاه إخواننا المسلمين.
 
Should each Muslim around the world know that, each word you say it and any act you do it to defend any bad things touch our Religion or our Prophet ﷺ is make different.
So Never Ever stop Defending untill all people know their limits. #Boycott_India
#غضبه_المليار_لرسول_الله pic.twitter.com/JT0gJkSeQA— 아ََ나스 🇵🇸 (@7x_nas) June 8, 2022
#غضبة_المليار_لرسول_الله
ودعت هيئات إسلامية منها #الهيئة_العالمية_لنصرة_نبي_الإسلام الملياري مسلم إلى التدوين عبر هاشتاج #غضبة_المليار_لرسول_الله ، بعد أن انتفض الآلاف من مسلمي الهند تظاهرا واحتجاجا على الإساءة للرسول الكريم، وباتت الشرارة التي تشتعل ردا على إساءة حكومة الهندوس لرسول الله ﷺ وللسيدة عائشة رضي الله عنها والإسلام.
وقال معالي الربراري (@Mrbrary) "حزب مودي يهدد بقصف المدينة المنورة بالصواريخ، يحملون حقدا كبيرا على الإسلام والمسلمين، فاطردوهم من بلدانكم أيها المسلمون".
 
عاجل || بيان علماء الأمة بخصوص الإساءة لرسول اللهﷺ.. صدر هذا البيان عن أكثر من 70 رابطة وهيئة ومؤسسة علمائية في العالم الإسلامي.#جمعة_نصرة_رسول_الله#غضبة_المليار_لرسول_الله pic.twitter.com/ycln2GAogN
— الھیئة العالمیة لنصرة نبي الإسلام (@SupportProphetM) June 8, 2022
وأضاف مرصد الأقليات المسلمة (@turkistantuzbah) "الهندوس يجبرون المسلمين على إغلاق متاجرهم ويهددونهم بالقتل إذا لم يغادروا جورداسبور بولاية البنجاب".
وقال المكتب الإعلامي للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن "الدفاع بجميع الوسائل الحكيمة والمؤثرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وبقية المقدسات الإسلامية فريضة شرعية على الجميع ، كلٌ في مكانه".
https://iumsonline.org/ar/ContentDetails.aspx?ID=25198
وبثت الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام، مقطعا حصريا للدكتور د.علي قرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يتحدث عن الإساءة الهندية لمقام النبي الكريم.
وأضاف د.ياسر نديم وجدي (@Mufti_Yasir) "يجب ألا تصمت الأصوات المتعالية لشرف الرسول حتى يتم القبض على مُروّج الكراهية هذا ويتم الحظر على قناته ، هذا الصحفي الهندي من مقرّبي رئيس الوزراء #مـودي".
 
#ArrestSureshChavhanke
The media promoter of hate from supporters of Modi's party threatens to strike the Dome of the Prophet MUHAMMAD (PBUH), with missiles on #Indian_TV as it appears on the screen, visible in the picture 👇 pic.twitter.com/jUgOYeoqC0#غضبة_المليار_لرسول_الله pic.twitter.com/IEn7uYSnZf— سعد اللہ ہارون صدیقی (@Shsiddeeque) June 7, 2022
ونشر ناشطون صورا بثها التلفزيون الهندي لسقوط صواريخ على القبة الخضراء للمسجد النبوي بالمدينة المنورة ومنها حساب (@SamiullahKhan ) الذي شارك عبر هاشتاج اقبضوا على سريش شافنكي الصحفي الحكومي الهندوسي #ArrestSureshChavhanke وكتب "الإعلامي مروج الكراهية من داعمي حزب مودي يهدد بضرب قبة الرسول صلى الله عليه وسلم بالصواريخ على #التلفزيون_الهندي كما يظهره على الشاشة مرئيا بالصورة".
موقف المعارضة
حزب "دي إم كيه" وحزب الرابطة الإسلامية وحزب الإنسان العادي ومجلس اتحاد المسلمين طالبوا باعتقال المسؤولَيْن بالحزب الحاكم، ودعا بيناري فيجايان كبير وزراء ولاية كيرالا الحكومة المركزية بمعاقبة "الذين ينشرون دعاية الحقد".
ورحب مجلس الأحوال الشخصية الإسلامية باستبعادهما، ولكنه قال إن "هذا لا يكفي، بل لابد من اتخاذ إجراءات قانونية ضدهما، وهدد مجلس اتحاد الملة بتسيير مظاهرات في أنحاء الهند في 10 يونيو 2022 الجاري إذا لم يُتخذ إجراء قانوني ضد مسؤولَي الحزب".
 
Muslims lets boycott everything that is Indian.. Let's show Modi the power of 1.8 B and more Muslims in this world #غضبه_المليار_لرسول_الله pic.twitter.com/3IfwwZRv0Q
— سماء الغد (@TheSkyOfFuture) June 7, 2022
مودي العداوني
ويعادي ناردينا مودي رئيس الحكومة في الهند المسلمين، منذ أصدر أوامره للشرطة بعدم التعرض للهندوس خلال مذابح جوجارات في فبراير 2002، ووُصف مودي بعدها بـ"إمبراطور قلوب الهندوس" وساعدته هذه الشهرة على الصعود في الحزب إلى أن رُشِّح لقيادته في انتخابات 2014.
وتصاعدت الأعمال العدائية ضد المسلمين في الهند منذ تولي حزب الشعب بزعامة ناريندرا مودي الحكم، وقتل مئات من المسلمين بتهمة أكل لحم الأبقار أو ذبحها، والاعتداء على آخرين بتهمة حمل الهندوس على اعتناق الإسلام وإغراء الهندوسيات بالزواج بالمسلمين، ومعارضة حجاب الطالبات المسلمات، ومنع بيع اللحم الحلال، وإزالة الأسماء الإسلامية للمدن والقرى والشوارع ووضع أسماء هندوسية بدلا منها.
وقاد حملة لتغيير الكتب المدرسية، وإزالة أي مواد تشيد بالمسلمين وإدخال مواد مهينة لهم، وتعديل قانون الجنسية لحرمان ملايين المسلمين من الجنسية الهندية، والدعوة إلى إبادتهم، وهدم بيوتهم ومتاجرهم واقتحام أحيائهم.
وبلغ حجم التبادل التجاري الهندي مع دول مجلس التعاون الخليجي وحدها 87 مليار دولار بين عامي 2020 و2021، إلى جانب وجود نحو 7.5 ملايين هندي للعمل في هذه الدول، يوفرون للهند عملة صعبة تُقدّر بـ40 مليار دولار في العام.
 
#غضبه_المليار_لرسول_الله
prophet Muhammad peace be upon him are the most beautiful and perfect human being, the best of mankind pic.twitter.com/HQK1931tV2— Tahir Saleem (@_jani6923) June 8, 2022
