قال موقع "صوت أمريكا"، إن قوات أمن الانقلاب ألقت القبض على صحفيين، أحدهما مريض مصاب بـ"كوفيد-19"، وهي أحدث خطوة في حملة شاملة على وسائل الإعلام خلال انتشار الوباء، حسبما ذكرت هيئة مراقبة صحفية دولية يوم الجمعة.
وفي أيام منفصلة في أواخر أغسطس اقتحم الضباط منزلي هاني جريشة والسيد شحتة دون سابق إنذار، حسبما ذكرت لجنة حماية الصحفيين يوم الجمعة، ويعمل كلاهما كمحررين في صحيفة اليوم السابع، وهو منفذ إخباري بارز موال ٍ للحكومة.
وقالت لجنة حماية الصحفيين إن جريشة أُمر باحتجازه لمدة 15 يوماً بتهمة نشر أخبار كاذبة والانضمام إلى جماعة إرهابية، مشيرة إلى الشكوى الرسمية التي قدمتها عائلته إلى نقابة الصحفيين المصريين.
وفي عهد عبد الفتاح السيسي، كثيراً ما وجه المدعون العامون المصريون اتهامات غامضة تتعلق بالإرهاب ضد المراسلين والنشطاء العلمانيين والمنتقدين على الإنترنت، بالإضافة إلى المعارضين السياسيين الإسلاميين، مما أثار ازدراء واسع النطاق من مراقبي حقوق الإنسان.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، داهمت قوات الأمن منزل شحتة شمال مصر، وصادرت حاسوبه المحمول وهاتفه المحمول وأمواله وهوياته، بحسب لجنة حماية الصحفيين، مضيفة أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان يواجه أي اتهامات، وذكر بيان صادر عن زوجته أن نائب مدير التحرير كان فى الحجر الصحى بعد أن ثبت إصابته بفيروس كورونا قبل أيام قليلة .
واقتاد الضباط شحتة إلى مركز للشرطة في مدينة الزقازيق في دلتا النيل، حيث انهار وفقد الوعي، وفقا للجنة حماية الصحفيين وظل مكبلاً بالأصفاد إلى سرير في المستشفى في المدينة. ولم ترد وزارة الداخلية على طلبات التعليق من وكالة أسوشيتد برس، ولم يرد مسؤول إعلامي حكومي على المكالمات التي تطلب التعليق.
ولم يتضح على الفور سبب استهداف قوات الأمن للمحررين. يُمكّن تشريع مكافحة الإرهاب في مصر السلطات بشكل واسع من فرض رقابة صارمة على وسائل الإعلام التقليدية وقمع جميع أشكال المعارضة. أصدرت منظمة العفو الدولية تقريراً في وقت سابق من هذا العام يوضح بالتفصيل كيف أن عدداً متزايداً من الصحفيين في وسائل الإعلام المملوكة للدولة قد نزلوا إلى السجن بسبب التعبير عن آرائهم الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد طرح وباء الفيروس التاجي تحديات جديدة للحكومة. وعندما ارتفعت الإصابات هذا الصيف، مهددة بإغراق المستشفيات، ألقت السلطات القبض على الصحفيين الذين شككوا في الإحصاءات الرسمية للفيروسات والأطباء الذين اشتكوا من ظروف عملهم. حتى يوم الجمعة، أبلغت البلاد عن أكثر من 99,000 حالة، بما في ذلك 5,479 حالة وفاة، وهي واحدة من أعلى عدد القتلى في المنطقة.
تفشي المرض في السجون
على الرغم من أن عدد حالات الإصابة بالفيروسات اليومية في مصر قد انخفض في الأسابيع الأخيرة، فقد ظهرت تقارير عن تفشي فيروس كورونا في السجون المزدحمة في البلاد بشكل متزايد. في يوليو، توفي صحفي مصري بارز كان قد سُجن بتهمة بث أخبار كاذبة بعد أيام من إطلاق سراحه، مما أثار مخاوف من العدوى غير الخاضعة للرقابة فيما تصفه جماعات حقوق الإنسان بالخلايا المعبأة والقذرة.
وقال شريف منصور، منسق البرنامج الإقليمي للجنة حماية الصحفيين، "ينبغي على السلطات المصرية أن تفرج على وجه السرعة عن الصحفيين من سجونها بسبب وباء "كوفيد-19". "بدلاً من ذلك، [مصر] تشن سلطات الانقلاب حملات أكثر من ذلك لإلقاء المزيد في السجن – بما في ذلك الآن شخص كان مريضاً وفي الحجر الصحي".
