تصدَّرت أغاني المهرجانات وأتوبيس الزمالك وخلاف محمد رمضان مع الطيار، الإعلام المصري خلال فبراير الماضي، فماذا عن سد النهضة ووفيات المعتقلين ومواجهة كورونا؟ ومن يتحكم في الريموت كنترول؟
وأكد خبراء أن إعلام السيسي يتلقى التعليمات عبر مجموعات “واتس آب” من الأجهزة الأمنية، وهذه التعليمات تتضمن عدم تناول القضايا الحساسة، ومحاولة إلهاء الناس بقضايا هامشية.
ورأى الخبراء أن السيسي يريد استنساخ التجربة الناصرية مع الإعلام، وأن يكون الإعلام في مصر هو إعلام الصوت الواحد، وهو ما دفعه إلى إسناد إدارة التلفزيون لشركة تابعة للمخابرات.
الكاتب الصحفي جمال سلطان رأى أن انشغال إعلام السيسي بهذه القضايا غير الجوهرية ليس طبيعيًّا، لكنَّ جزءًا كبيرًا منه عفوي وليس موجهًا، بعد أن صادرت المخابرات والأجهزة الأمنية الحديث في السياسة والشأن العام، وأصبح الحديث في أي قضية مهما كانت بسيطة يمكن أن يعرض صاحبها للاعتقال أو السجن أو المحاكمة.
وأضاف سلطان، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج المسائية على قناة “الجزيرة مباشر”، أن هذا التضييق جعل قطاعًا كبيرًا من الإعلاميين يشترون أنفسهم ويشتغلون في القضايا الرياضية والحوادث وأزمات المهرجانات وخناقات الفنانين والنجوم، ومثل هذه القضايا ليس عليها تبعات أو ملاحقة أمنية.
وأوضح سلطان أن الحالة الإعلامية في مصر للأسف تدار من قبل المؤسسة الأمنية، وهذه المؤسسة ليست مدنية، بل تستعيد ميراث الستينيات في التعامل مع ملف الإعلام، مشيرا إلى التعليمات من قبل الأجهزة الأمنية للإعلاميين أصبحت شديدة الصعوبة، وتتضمن قدرا كبيرا من الإهانة.
بدوره رأى الدكتور عاطف عبد الجواد، أستاذ الإعلام بجامعة جورج واشنطن، أن الحديث عن القضايا في الإعلام ليس عفويا، لكنّه أمر مرتب مدبر مقصود ومخطط له.
وأضاف عبد الجواد، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج المسائية على قناة “الجزيرة مباشر”، أن عددا من القنوات اتصلت به للحديث في موضوع يخص الأرجنتين، وعندما سأل عن العلاقة بين الأرجنتين ومصر كان الرد أنه لديهم تعليمات بعدم تناول الشأن المصري، ولذلك يركزون على الشأن الدولي.
وأوضح عبد الجواد أن وظيفة الإعلام متنوعة وليست قاصرة على تناول الأخبار الجادة والخطيرة، فهناك صفحات للفن والموسيقى والرياضة، وهذه الصفحات التافهة يمكن فيها معالجة الأمور التافهة، لكن مسألة الإسفاف في الذوق الفني والموسيقي في مصر يعود إلى عهود سابقة، والمجتمع الآن في حاجة إلى جيل جديد من المطربين، وليس في منع الإسفاف لأن الممنوع مرغوب.