بعد اغتيال “سليماني” وقبل قصف “عين الأسد”.. ترقب عالمي لتداعيات مقتل القائد الإيراني

- ‎فيعربي ودولي

تداعيات مقتل قاسم سليماني تتواصل، كان العنوان الأبرز بعد اغتيال قاسم سليماني، لا سيما بعدما تأجلت جنازته التي خرج فيها ملايين الإيرانيين، منهم 56 ماتوا بالتدافع.

وقبل الضربة الإيرانية للقواعد العسكرية الأمريكية بالعراق، فجر اليوم، سارعت الدول العربية إلى إعلان براءتها من اغتيال زعيم فيلق القدس والجنرال الإيراني المتجول، وأصدر مجلس التعاون الخليجي بيانًا حول مقتل قاسم سليمانى قال فيه: إن “دول المجلس تابعت بقلق واهتمام بالغين الأحداث والتطورات الخطيرة في العراق، مطالبةً الأطراف المعنية بالتهدئة وعدم التصعيد، وتغليب الحلول السياسية للأزمات لتجنيب المنطقة المتوترة وشعوبها أي تداعيات سلبية على أمنها واستقرارها”.

كما دعت هولندا مواطنيها إلى مغادرة بغداد بأسرع وقت ممكن، وسارعت شركات النفط الأجنبية إلى إجلاء موظفيها عبر مطار البصرة، غير عابئة بتطمينات الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فدريكا موغريني، التي قالت: إن “الشرق الأوسط يشهد تصعيدا خطيرا، ونأمل أن تئول الغلبة للذين يؤمنون بالحكمة والعقلانية”.

ألمانيا فزعة

وأبلغت الحكومة الألمانية البرلمان بأنها تنقل بعض العسكريين من العراق إلى دول مجاورة لأسباب أمنية، وذلك بعد أيام من مقتل قاسم سليماني، القائد بالحرس الثوري الإيراني، في ضربة أمريكية بطائرة مسيرة.

الحكومة ذكرت في رسالة إلى البرلمان، أنه سيتم نقل حوالي 30 جنديًا ألمانيًّا، من أصل 120 في العراق يقومون بالأساس بتدريب قوات الأمن العراقية، إلى الأردن والكويت.

كانت ألمانيا قد أمرت جنودها في التاجي وبغداد بعدم مغادرة قواعدهم بعد مقتل سليماني الأسبوع الماضي بغارة أمريكية قرب مطار بغداد.

ومن بين 120 جنديا ألمانيا، يتمركز نحو 90 في المنطقة الكردية في شمال البلاد. وقالت الحكومة الألمانية إنه يمكن إعادة القوات إلى العراق في حال استئناف مهمتها التدريبية.

تردد أمريكي

وبعدما أعلنت السفارة الأمريكية، في لقاء السفير الأمريكي مع رئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي، عن نية الولايات المتحدة تخفيض عدد الجنود الأمريكيين في العراق، قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر للصحفيين في البنتاجون، الاثنين: إن الولايات المتحدة لا تخطط للانسحاب من العراق، وذلك بعد تقارير لرويترز ووسائل إعلام أخرى عن رسالة من الجيش الأمريكي تفيد بالانسحاب.

إسبر قال لدى سؤاله عن الرسالة: “لا يوجد قرار على الإطلاق بالانسحاب من العراق”، مضيفا أنه لم تصدر حتى خططٌ للاستعداد للانسحاب. وتابع قائلا: “لا أعرف ما هذه الرسالة.. نحاول معرفة من أين أتت وما صفتها.. لكن لم يُتخذ أي قرار للانسحاب من العراق”.

ورغم ذلك أعلنت القوات الأمريكية في الشرق الأوسط عن حالة التأهب القصوى، تحسبا لهجمات إيرانية انتقامية ضد أهداف لواشنطن، ردا على قتل الولايات المتحدة للقائد السابق لفيلق القدس في العاصمة العراقية بغداد.

شبكة “سي إن إن” نقلت عن مسئولين أمريكيين حديثهم عن إجراءات اتخذتها القوات الأمريكية، بعد حصولها على معلومات استخباراتية تفيد بأن إيران حرّكت معدات عسكرية، من بينها صواريخ باليستية، وطائرات مسيّرة خلال الأيام القليلة الماضية.

وبحسب الشبكة، فإن معلومات استخباراتية حصلت عليها أمريكا، قالت إن إيران وضعت صواريخ على طائرات مسيرة سبق وأن تم استخدامها في هجمات سابقة، لا سيما الهجوم الكبير على منشآت تابعة لشركة أرامكو النفطية في السعودية العام الماضي.

الصهاينة قلقون

وقال كل من رئيس “الموساد” ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية، خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر “الكابينيت”: إن اسم إسرائيل لم يرتبط باغتيال قاسم سليماني، بالتالي فإن احتمال الرد الإيراني ضدها يبدو ضعيفًا.

وعلى سبيل الهروب، قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع “الكابينيت”: إن “اغتيال قاسم سليماني حدث أمريكي خالص، لم تشارك فيه إسرائيل ولا يجب أن تنجر إليه”، فيما قالت صحف أخرى “إن بومبيو أبلغ نتنياهو بخطة قتل سليماني وكيفية التنفيذ”.

وحذّرت السفارة الأمريكية في فلسطين المحتلة، الرعايا الأمريكيين المتواجدين فيها من هجوم صاروخي محتمل، قد تشنه إيران على الكيان، ردا على اغتيال سليماني.

واعتبر المعلق ألون بن دافيد، أن اغتيال سليماني على يد القوات الأمريكية يمكن أن يشكل فرصة لتحول استراتيجي في سياسة الولايات المتحدة، ويجعلها أكثر قوة، تكرّر نفسها بنفسها، خصوصا وأنها عملت ضد رجل يمثل قلب النظام في إيران، ومركز ثقل في الشرق الأوسط.

وأضاف أنه سيكون لتصفية سليماني ثمنٌ، لكنْ هناك شك لجهة أن يخاطر الإيرانيون برد فعل قد يقودهم إلى صدام مع الولايات المتحدة.

احتمالات الحرب

وقال رئيس معهد أبحاث الأمن القومي، الجنرال احتياط عاموس يادلين، في التقييم الاستراتيجي لعام 2020، إن احتمالات الحرب تبدو كبيرة جدا، بسبب عدة عوامل يمكن أن تؤدي في العام المقبل إلى نزاع واسع النطاق وحتى إلى حرب؛ بسبب تصميم إيران وشجاعتها في المجال النووي وجهودها لتوطيد نفسها في المنطقة، إضافة إلى قدرة حزب الله الهجومية الدقيقة واسعة النطاق. لافتا إلى أن اغتيال قاسم سليماني، يزيد من إمكانية التصعيد، ويخلق سياقا جديدا ويحمل إمكانية حدوث تحول استراتيجي، من غير الممكن تقييم نطاقه وأبعاده. لكن لا يزال من المبكر تقييم تأثير تصفية سليماني على الأوضاع في المنطقة.

وأوصى التقييم بالاستعداد لمجموعة من السيناريوهات المحتملة، واحتمال حصول نزاع واسع النطاق بين الولايات المتحدة وإيران، ويشارك فيه الاحتلال، أو استمرار الصراع الإيراني الأمريكي، أو تأجيل الرد الإيراني.

ولم يستبعد التقييم احتمال اندلاع حرب مع لبنان خلال العام الحالي، يمكن أن تتطور إلى سيناريو متعدد الأطراف، أو حرب لبنان الثالثة أو حرب الشمال الأولى، ضد كل القوى في الشمال: إيران، حزب الله، وسوريا.