المساجد مراقبة بالكاميرات، والزوايا الصغيرة يتم إغلاقها، ولو صليت في بيتك يبلغ عنك جارك بأنك إرهابي، ماذا بقى للمصريين مع تسلط شيوخ اتخذوا من العمائم ستارًا، ومن جلبابهم واجهة، تضفي قداسة وتخفي وراءها ركامًا من الفساد، ومخالفات مالية وإدارية وصلت إلى حد غير مسبوق، يقودهم الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف في حكومة الانقلاب، الذي أمر بإغلاق ٢٨ ألف زاوية صغيرة، وتحولت الوزارة إلى “رأس حربة” ضد الإسلام في عهده.
مختار جمعة، الذي شغل منصب عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، تم تعيينه وزيرًا للأوقاف في 16 يوليو 2013 ضمن وزارة حازم الببلاوي بعد الانقلاب، ورغم أن تلك الوزارة تقدّمت باستقالة جماعية في 24 فبراير 2014، إلّا أن جمعة استمر في منصبه بالرغم من تداول تقارير عدة تشير إلى فساده.
وفي الوقت الذي تتحدث فيه البيانات الأولية الصادرة عن هيئة الأوقاف عن ملياري جنيه من الأموال السائلة، توجد مئات المساجد في أنحاء الجمهورية مغلقة، لحاجتها إلى إحلال وتجديد؛ عدا ما يقوم به من إغلاق زوايا الصلاة الصغيرة.
وبزعم مواجهة الإرهاب، تشن وزارة الأوقاف مدعومة من برلمان الدم حربا على الزوايا الصغيرة فى القاهرة وخارجها في القرى والنجوع، تحت لافتة كاذبة بعنوان منع نشر وترويج الأفكار الهدامة، بالإضافة إلى منع انتشار التدين وسط الشباب، وبأمر من المخابرات الحربية المصرية ذات الصلة بـ”إسرائيل”، قام عدد من نواب المخابرات بالتحرك من خلال المطالبة بفرض الرقابة المشددة على الزوايا أو غلقها.
وتقدمت النائبة أنيسة عصام حسونة، عضو برلمان الدم، بطلب إحاطة حول انتشار عدد من الزوايا “المساجد الصغيرة” فى المناطق الشعبية التي خرجت من رحمها ثورة 25 يناير بضواحى مصر.
وأغضب “حسونة” تضاعف الزوايا “المساجد الصغيرة” فى المناطق التي يحرمها العسكر من العيش الكريم ويطلق عليها إعلام الانقلاب “العشوائية والشعبية بضواحى مصر”، وأشارت “حسونة” بين السطور إلى دور وزارة الأوقاف الجديد داخل منظومة الانقلاب وهو محاربة التدين ومنع انتشاره، بزعم أن المساجد الصغيرة تروج للفكر الإرهابى، وغالبا ما يكون القائمون على هذه الزوايا من أنصار جماعة الإخوان!.
وعلى الفور أعطى مخبر الأوقاف لأذرعه إشارة التحرك ضد المساجد الصغيرة، وقال الدكتور محمد جابر طايع، رئيس القطاع الديني بالوزارة، إن الوزارة أغلقت أكثر من 20 ألف زاوية خلال الفترة الماضية، زاعماً – هو الآخر- أن هذه الزوايا كانت تستغل من قبل (أهل الشر)، وهو المصطلح الذي دأب على ترديده سفيههم قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
ويشن الانقلاب حربا ضد التجمعات فيما عدا المقاهي والكافيهات والنوادي الليلية والبارات والكباريهات، ويشدد قبضته على الأحياء الشعبية والأماكن المكتظة بالسكان خوفاً من فقدها خارج السيطرة، ولذلك نوه رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، أن “المخبر” أعطى أوامره في تغطية جميع الزوايا والمساجد خلال شهر رمضان من خلال أئمة وخطباء الأوقاف وأساتذة الجامعات، لنشر فقه الانبطاح للظالم وقبول حكم العسكر والرضا بالفقر والإذلال والقمع، والأهم خداع الناس بأن العيش والحرية والعدالة الاجتماعية رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه!.