الضربة الأمريكية في سوريا.. استعراض عضلات وتدشين حرب عالمية

- ‎فيعربي ودولي

توالت ردود الأفعال العالمية، على الضربة الثلاثية التي نفذتها أمريكا بالاشتراك مع بريطانيا وفرنسا فجر اليوم السبت، فيما وصفها مراقبون بأنها تدشين لحرب عالمية ثالثة، في ظل النزاع الأمريكي الروسي على النفوذ في سوريا، واعتبار الرئيسالروسي أن الضربة الأمريكية “إهانة للرئيس الروسي”.

وقال السفير الروسي في الولايات المتحدة ناتولي أنتونوف، في بيان بشأن الهجوم على سوريا، إن موسكو حذرت من أن “مثل هذه الأفعال لن تمر دون عواقب”. معتبرا أن ” ما جرى “إهانة للرئيس الروسي (فلاديمير بوتين).. غير مقبولة ومرفوضة”، وليس للولايات المتحدة حق في إلقاء اللوم على دول أخرى.

ويطرح تصريح السفير الروسي، تساؤلا حول إمكانية نشوب حرب عالمية بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، وروسيا وحلفائها من ناحية أخرى، وهل تستخدم هذه الفزاعة لشرعنة الحرب الدائرة في الوطن العربي، والقتل الممنهج لثورات الربيع العربي، وإعطاء صكوك الغفران للأنظمة المستبدة في مصر والسعودية والإمارات، أمام هذه الماكينة الدعائية التي تتحدث عن امكانية نشوب مثل هذه الحرب؟

استعراض قوة أم حرب جديدة؟

تقول ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية على فيسبوك: “في البداية (الربيع العربي) اختبر الشعب السوري ثم بعد ذلك داعش والآن الصواريخ الأمريكية الذكية. هوجمت عاصمة حكومة ذات سيادة تحاول منذ سنوات أن تعيش في مواجهة عدوان إرهابي”، وفق قولها.

وتبادل الجانبان الأمريكي والروسي التفاخر بإمكانات السلاح الذي تم استخدامه في الضربة الأولى، والسلاح الذي تم به الرد على الضربة المذكورة.

حيث استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية صواريخ توماهوك التي يقدر تكلفة الواحد فيها بـ 1.4 مليون دولار، وقالت القيادة العامة للقوات المسلحة السورية، إن 110 صواريخ أطلقت على مواقع في سوريا فيما أسمته “العدوان الثلاثي” في إشارة إلى العمليات التي نفذتها كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، فجر السبت.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية بيان الجيش والذي ذكر: “منظومات دفاعنا الجوي تصدت بكفاءة عالية لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها في حين تمكن بعضها من إصابة أحد مباني مركز البحوث في برزة الذي يضم مركزا تعليميا ومخابر علمية واقتصرت الأضرار على الماديات.”

وأضاف البيان: “تم حرف مسار الصواريخ التي استهدفت موقعا عسكريا قرب حمص وأدى انفجار أحدها إلى إصابة 3 مدنيين بجروح.. هذا العدوان لن يزيدنا إلا تصميماً على الدفاع عن مقومات السيادة والكرامة وعن أمن الوطن والمواطنين.”

في حين تفاخرت روسيا بأن الصواريخ التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية، تم إسقاطها بمنظومة دفاع روسية قديمة تم تصديرها لسوريا قبل ثلاثقين عاما.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت أن الضربات الغربية لم تستهدف مواقع قريبة من القاعدتين الجوية والبحرية الروسيتين في سوريا.

وقالت الوزارة في بيان بثته وكالة الأنباء الروسية “ريا نوفوستي” إن “أياً من الصواريخ العابرة التي أطلقتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لم يدخل منطقة مسؤولية الدفاعات الجوية الروسية التي تحمي المنشآت في طرطوس و حميميم”، في إشارة إلى القاعدتين الروسيتين البحرية والجوية.

وشددت الوزارة على أن روسيا لم تستخدم أنظمتها الدفاعية الجوية في سوريا للتصدي للضربات الغربية على منشآت للنظام السوري.

وأكدت وزارة الدفاع أن الولايات المتحدة وحلفاءها أطلقوا أكثر من 100 صاروخ عابر أو صارخ جو أرض من البحر والجو على أهداف بسوريا، مشيرةً إلى أن قوات النظام السوري اعترضت “عدداً كبيراً” منها.

في سياق متصل، نقلت وكالة “إنترفاكس” للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها أيضا إن قوات الأسد اعترضت الهجمات باستخدام أسلحة سوفيتية الصنع من بينها منظومة بوك الصاروخية.

وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن 12 صاروخاً عابراً أطلقت على مطار قريب من دمشق واعترضتها الدفاعات الجوية للنظام بأكملها.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الصواريخ أطلقت من سفن أمريكية في البحر الأحمر وطائرات تحلق فوق المتوسط وقاذفات استراتيجية أميركية جاءت من قاعدة التنف الجوية في جنوب شرق سوريا.

في سياق آخر أكدت وكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء عن رئيس لجنة الشؤون الخارجية الروسي قوله إنه “من المرجح بشكل كبير أن الهجمات على سوريا محاولة لعرقلة أو منع مهمة منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية التي تبدأ عملها في دوما”.

روسيا تتحدث عن حرب عالمية

فيما أخبرت محطة تلفزيونية حكومية روسية، المواطنين الروس، بالطعام الذي يمكن أن يأخذوه معهم إلى الملاجئ، مع تنامي الخوف من نشوب حرب عالمية ثالثة، بحسب ما نقله عنها موقع “العربية”.

وقالت قناة “روسيا 24” التابعة للكرملين في بثها باللغة الروسية إن هناك العديد من القصص الإخبارية المخيفة حولنا، ومن ثم انتقلت إلى تعريف الناس كيف بإمكانهم استخدام اليود لحماية أنفسهم من الإشعاع.

تأتي هذه التحذيرات في ظل استمرار الأزمة السورية في التعمق والتحسب لأي من العواقب المحتملة على الصعيد الدولي.

وقد أخبر مقدمو العرض الناس بأنه يجب عليهم تجنب المكرونة، وترك الشكولاتة والحلويات فوق الأرض وألا يأخذوها معهم للملاجئ في حين فسّروا الأسباب لاحقاً.

وقال المذيع: “قبل عام عندما قلت إننا دخلنا في حرب باردة جديدة، لم يكن أحد يتفق معي”.

وأضاف: “يتفق الجميع الآن معي، بأنه أصبح من الواضح أن الأحداث في هذه الحرب الباردة الثانية تتطور بسرعة أكبر”.

وتضمنت النصائح التي قدمها المذيعون في حال حدوث حرب كونية، بأن “الإمدادات الغذائية تشمل العديد من العناصر، ولكن الفكرة الرئيسية وراء تعبئة المخزون في حالات الطوارئ تقوم على كميات أقل من الحلويات، مقابل المزيد من المياه”.