9 سنوات على العدوان البربري ضد غزة.. ذهب الرصاص وبقيت المقاومة

- ‎فيعربي ودولي
Fire and smoke is seen from Israeli miltary operations in Gaza City, Thursday, Jan. 8, 2009. Lebanese militants fired at least three rockets into northern Israel early Thursday, ripping through a crowded nursing home and threatening to open a new front for the Jewish state as it pushed forward with a bloody offensive in the Gaza Strip that has killed nearly 700 people. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)

كتب رانيا قناوي:

العام التاسع يمر وما زالات الدماء على الأرض شاهدا على الحرب البربرية التي خاضها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينين في قطاع غزة، وسط صمت حكام العرب، الذين لم تتحرك سواكنهم لصرخات الأطفال وأنين الأمهات، وآلام العجائز، ومئات القتلى وآلاف المصابين، خلال عملية قذرة كانت تهدف من خلالها تل أبيب إلى تهجير الفلسطينيين من القطاع، تحت شعار "الرصاص المصبوب"، إلا أن مقاومة الفلسطينيين وضعت شعارا آخر هو "الفرقان"، حيث فرقت به بين الحق والباطل وبين صمود الرجال وخذلان عملاء الكيان.

تهل الذكرى التاسعة، للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، اليوم الأربعاء، حيث شهد اليوم السابع والعشرين من شهر ديسمبر عام 2008، أكبر حرب بربرية صهوينية ضد قطاع غزة، حيث قصفت قرابة 80 طائرة إسرائيلية من مختلف الأشكال عشرات الأهداف الفلسطينية المدنية والأمنية في مختلف محافظات القطاع، ما أدى إلى استشهاد 200 مواطن معظمهم من عناصر الشرطة الفلسطينية، بمن فيهم مديرها العام اللواء توفيق جبر.

وجاءت العملية العسكرية عقب انتهاء تهدئة دامت 6 أشهر كان قد تم التوصل لها بين حركة حماس والكيان الصهيوني، برعاية مصرية في يونيو 2008، فيما تم خرقها من سلطات الاحتلال، من خلال عدم التزامها باستحقاقات التهدئة من حيث رفع الحصار المفروض على القطاع.

هجمة بربرية
في بداية الحرب البربرية قتلت قوات الاحتلال 50 فلسطينيا واعتقلت 1500 مواطن، وهدمت أكثر من 60 منزلا في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، وأمام استمرار انتهاكات الاحتلال وإصراره على عدم رفع الحصار عن قطاع غزة الأمر الذي ضاعف من معاناة الشعب الفلسطيني، قررت فصائل المقاومة عدم تمديد التهدئة، وردت على انتهاكات الاحتلال بإطلاق عشرات الصواريخ والقذائف صوب المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.

ومع بداية الحرب مارس الكيان الصهيوني عملية تضليل وخداع بفتح معابر قطاع غزة قبل يوم واحد لإدخال 428 ألف لتر من الغاز الصناعي، ونحو 75 طنا من غاز الطبخ، إضافة لـ105 شاحنات إغاثة، كما أعلن الاحتلال في اليوم الذي سبق الهجوم عن مهلة مدتها 48 ساعة لوقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على الأهداف الإسرائيلية، إلا أن العدوان الإسرائيلي وقع بعد أقل من 24 ساعة من بداية المهلة، وتزامن مع يوم السبت وهو يوم الراحة عندهم.

حرب قذرة
وشهدت الأيام الثمانية الأولى من الحرب عمليات قصف "همجية" غير مسبوقة في مختلف بقاع القطاع، ولم تكتفِ طائرات الاحتلال بقصف المواقع الأمنية فحسب، فقد استهدفت مئات منازل المواطنين المدنيين، والمساجد التي دُمرت بشكل كلي أو جزئي، إضافة إلى الجامعات والمدارس، وعدد من المؤسسات التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، وبعض المقرات الصحية.

وفي الثالث من شهر يناير عام 2009 اجتاحت قوات الاحتلال الاسرائيلي قطاع غزة بريا، بمشاركة مئات الدبابات والطيران الحربي المكثف في أجواء القطاع، واستخدمت قوات الاحتلال في ذلك الوقت أسلحة محرمة دوليًا في استهداف المدنيين، مثل الفسفور الأبيض واليورانيوم المخفف، الذي ظهر على أجساد بعض الشهداء، وفق ما ذكرته تقارير صدرت عن مؤسسات حقوقية أوروبية.

وبعد مرور 23 يومًا على العدوان أعلن رئيس وزراء الاحتلال آنذاك أيهود أولمرت عن وقف إطلاق النار من جانب واحد، دون الانسحاب من غزة، فيما أعلنت الفصائل الفلسطينية في اليوم التالي عن هدنة لمدة أسبوع، كمهلة لانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من القطاع.

لتسفر الحرب القذرة عن استشهاد 1417 فلسطينيا غالبيتهم من المدنيين والنساء والأطفال، فيما أصيب 5500 آخرين، أما جيش الاحتلال فقد اعترف بمقتل 13 إسرائيليًا بينهم 10 جنود وإصابة 300 آخرين، لكن المقاومة أعلنت أنها قتلت أكثر من 100 جندي.

ولم تنجح إسرائيل في تحقيق الأهداف التي شنت من أجلها الحرب على القطاع، والتي أبرزها إسقاط حكم حركة حماس في القطاع واستهداف قادتها، ووقف إطلاق الصواريخ من غزة على المستوطنات الإسرائيلية، وتهجير الفلسطينيين من القطاع، حسب اعترافات كتاب إسرائيليين في صحف عبرية.

وفيما يتعلق بالصعيد السياسي، فقد أحدثت حرب غزة أكبر حملة تضامن مع الشعب الفلسطيني من غالبية دول العالم خاصة الأوروبية، وكشفت حقيقة (إسرائيل) وفظاعة جرائمها بحق المدنيين الفلسطينيين أمام الرأي العام العالمي.