كتب سيد توكل:
تحتفل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" بمرور 30 عامًا على تأسيسها، في ظل ظروف يصفها مراقبون بأنها "معقدة" داخليًا وخارجيًا، تفرض عليها تحديات عدة، أهمها رفض إعلان الرئيس الأمريكي الصهيوني دونالد ترامب أن القدس عاصمة كيان العدو الصهيوني، ومقاومة أخطر فصول اتفاق القرن الذي يمضي في تنفيذه قائد الانقلاب السفيه السيسي، ويتمثل في ضم غزة إلى أجزاء واسعة من سيناء وتوطين الفلسطينيين عليها وإسقاط حق العودة.
ورصد محللون 5 تحديات تواجهها الحركة في المرحلة الراهنة، تمثلت في الاعتراف الدولي، وتحقيق المصالحة مع خصمها السياسي؛ حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، ومواجهة أزمة العلاقات مع الانقلاب العسكري في مصر، التي شهدت توترات في ظل موجة ثورات الربيع العربي، والتمويل بعد حصار عصابة الخليج لدولة قطر، وأخيرًا القيام بمراجعات تساعد في إعادة تقديم نفسها كحركة مقاومة جامعة.
وتأسست "حماس" في 14 ديسمبر 1987 على يد مجموعة من قادة جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، كان أبرزهم الشيخ أحمد ياسين، وانتشر نفوذ الحركة بشكل كبير بعد انخراطها القوي في مقاومة الاحتلال الصهيوني للضفة الغربية وقطاع غزة.
وسلمت حماس قطاع غزة لحكومة رام الله تفاديا لمؤامرة كانت تدبر ضدها من الجانب المصري والصهيوني، وكانت الحركة تدير في السابق قطاع غزة وتشرف على منظومة واسعة من المؤسسات الأهلية والإغاثية، وهو ما مكنها من التغلغل في الشارع الفلسطيني.
ورغم انتشار الحركة في الضفة الغربية، وبعض التجمعات الفلسطينية، في بعض الدول العربية والغربية، فإن ثقلها الرئيسي يكمن في قطاع غزة، الذي سيطرت عليه في صيف عام 2007.
ويرأس حماس حاليًا يحيى السنوار، وأثارت منذ نشأتها وحتى يومنا هذا الكثير من الآراء والجدل في الوسطين العربي والعالمي إزاء نشاطاتها ومواقفها، ومع أحداث المنطقة المشتعلة ومؤامرة اتفاق القرن تعود الحركة لتثبت مرة أخرى -و بما لا يدع مجالاً للشك- أنها أولاً وأخيرًا حركة فلسطينية مقاومة تسعى بكل مواردها إلى رد العدوان ودحر الاحتلال.

هذه مجموعة من الحقائق عن حركة المقاومة الاسلامية حماس
1- "حماس" هو الاسم المُختصر لـ"حركة المقاومة الإسلامية"، ولقد تأسست في قطاع غزة على يد الشيخ أحمد ياسين و 6 شخصيات من كبار العمل الدعوي الاسلامي هم: محمود الزهار، وإبراهيم اليازوري، ومحمد شمعة (عن مدينة غزة)، وعبد الفتاح دخان (عن المنطقة الوسطى)، وعبد العزيز الرنتيسي (عن خان يونس)، وعيسى النشار (عن مدينة رفح)، وصلاح شحادة (عن منطقة الشمال)، ومحمد الضيف.
2- أعلنت حركة حماس عن بيانها التأسيسي في 15ديسمبر1987م خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى لكنها كانت تعمل في فلسطين تحت مسميات أخرى مثل "المرابطون على أرض الإسراء" و"حركة الكفاح الإسلامي" و يرتبط مؤسسوها فكرياً بجماعة الاخوان المسلمين.
3- فكر حماس مبنيّ على العقيدة القائلة بأن الصراع مع الصهاينة في فلسطين صراع وجود بالدرجة الأولى، وهدفها "تحرير كل الأرض الفلسطينية والمقدسات، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة عليها وعاصمتها القدس".
4- لا تؤمن حماس بأي حق لليهود الذين أعلنوا كيانهم الغاصب عام 1948 في فلسطين، ولكن لا تمانع في القبول مؤقتًا وعلى سبيل الهدنة بحدود 1967، ولكن دون الاعتراف لليهود الوافدين بأي حق لهم في فلسطين التاريخية.
5- من باب الضغط الغربي وتكسير العظام تم إدراج الحركة بجميع أذرعها ضمن المنظمات الإرهابية من قبيل الولايات المتحدة الأمريكية عام 2001.
6- بدأت الحركة بممارسة نشاطات المقاومة المختلفة، ومن أبرزها المساهمة الفعالة في الانتفاضة الأولى -ثورة الحجارة- في 8 يناير 1987م، ومن ثم ابتكارها حرب السكاكين ضد جنود الاحتلال عام 1990م.
7- تأسس الجناح العسكري للحركة "كتائب عز الدين القسام" عام 1991م ودخلت طوراً جديداً كليا بتأسيسه.
8- عبر ما يزيد عن عشرين عاماً طور الجناح العسكري للحركة وسائل المقاومة من الجهاد بالحجر والسكين في البدايات إلى صناعة و تطوير صواريخ القسام التي وصلت الى اقصى شمال فلسطين والطائرات دون طيار مؤخرا.
9- من أبرز الحوادث التي مرّت على الحركة "حادثة مرج الزهور"، حيث أصدر رئيس الوزراء الصهيوني إسحاق رابين قرارًا بإبعاد 415 رمزًا فلسطينيًا تابعين لحركتي حماس والجهاد الإسلامي الى قرية مرج الزهور اللبنانية، لكنهم رفضوا الانتقال من مرج الزهور واعتصموا فيه لمدة عام كامل في العراء والثلج والأحوال الجوية الصعبة حتى اضطر رابين إلى الموافقة على عودتهم إلى بلدهم فلسطين.
10- خلال الانتفاضة الثانية نقلت كتائب القسام الى جانب فصائل المقاومة الأخرى المعركة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 والمستوطنات الصهيونية بتنفيذ العديد من العمليات الاستشهادية، وكذلك عمليات الأسر للجنود الصهاينة التي ابتدأت بأسر "أفي ساسبرت" عام 1988 ونحشون فاكسمان عام 1994 مرورًا بأسر جلعاد شاليط وأخير أسر "شاؤول أرون" في معركة العصف المأكول الأخيرة.
11- في عام 2006 خاضت حماس الانتخابات التشريعية الفلسطينية و حققت فوزًا كبيرًا بحصولها على 76 مقعدًا من أصل 132 مقعدًا، مما أعطاها الأغلبية في المجلس الشريعي.
12- لاحقاً قامت قوات الاحتلال باعتقال ما يقارب الـ50 نائبًا وعلى رأسهم رئيس المجلس عزيز الدويك وما زال عدد كبير منهم معتقلاً حتى الآن.
13- ترفض حماس التسويات بين العرب و"إسرائيل" رفضًا جذريا وتحظى بدعم وتعاطف شعبي عربي كبير.