في ظل ما تتعرض له عملية «طوفان الأقصى» ــ أو «يوم العبور العظيم» بحسب توصيف حركة حماس ــ أصدرت حركة المقاومة الإسلامية، في 25 من الشهر الجاري، روايتها الثانية عن العملية، مؤكدة أن «طوفان الأقصى» لم يكن مجرد حدث عسكري، بل لحظة ميلاد وعي جديد، وتوثيقًا لعامين من الصمود في مواجهة الإبادة، مع التشديد على أن الشعب الفلسطيني لا يُمحى، وأن المقاومة لا تُهزم، وأن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس حق تاريخي وإنساني لا يسقط.
ولم تُنشر تصريحات مباشرة لقيادات الحركة، مثل أسامة حمدان أو سامي أبو زهري أو محمد نزال أو موسى أبو مرزوق، بشأن الرواية الثانية ذاتها، إذ اعتاد هؤلاء القادة التعليق على التطورات السياسية أو العسكرية عبر مقابلات إعلامية، غير أن الرواية قُدمت هذه المرة بوصفها وثيقة جماعية صادرة باسم الحركة، لا عبر مواقف فردية.
واعتبر مراقبون أن تركيز «حماس» على السرد الجماعي يعكس رغبتها في تقديم الرواية بصوت واحد يمثل الحركة بأكملها، بهدف تثبيت سردية المقاومة أمام العالم، بعيدًا عن أي اختلافات أو اجتهادات شخصية. كما تؤكد الصيغة الموحدة ثوابت الصمود والتحرير والحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.
وقالت الحركة، في بيان لها، إن «طوفان الأقصى لم يكن حدثًا عسكريًا فحسب، بل لحظة ميلاد مجيد، وانبعاث وعي حر لا خداع فيه ولا تزييف»، مضيفة: «بعد عامين من الإبادة والصمود، تتجلى روايتنا واضحة جلية: شعب لا يُمحى، ومقاومة باقية لا تُهزم، وذاكرة لا تُنسى».
وأكدت «حماس» في بيانها أن «الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى أرضهم، ليست حلمًا، بل هدفًا تقره المواثيق الدولية والإنسانية كافة، واستحقاقًا تاريخيًا وسياسيًا يفرضه شعب صمد تحت الإبادة ولم ينكسر».
ووثقت الحركة في كتابها أحداث عامين من المعركة، مستعرضة دوافع عملية «طوفان الأقصى» وسياقاتها التاريخية، باعتبارها ردًا مقاومًا على الاحتلال، كما تناولت المسار العسكري للحرب على قطاع غزة، موثقة حجم الدمار والخسائر البشرية، مع تسليط الضوء على صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة سياسات التهجير.
كما استعرضت «حماس» الجهود السياسية التي بذلتها لوقف العدوان، بما في ذلك التعاطي مع المبادرات الدولية واتفاقات تبادل الأسرى، وتطرقت إلى ما وصفته بالإنجازات الإستراتيجية للمعركة، وعلى رأسها إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد العالمي، وعزل الاحتلال الإسرائيلي قانونيًا وأخلاقيًا.
وتختتم الحركة كتابها بالتأكيد على فشل مخططات تصفية القضية الفلسطينية، مشددة على الحق في تقرير المصير، وإدارة الشأن الوطني الفلسطيني دون وصاية خارجية.
وجاءت رواية «حماس» في ثمانية فصول، هي:
الفصل الأول: الطوفان.. الدوافع والسياقات.
الفصل الثاني: طوفان الأقصى – يوم العبور المجيد (7 أكتوبر/تشرين الأول 2023).
الفصل الثالث: التحقيق في هجوم 7 أكتوبر.. نعم لكشف الحقائق.
الفصل الرابع: مسار الحرب على غزة.
الفصل الخامس: جهود حماس لوقف العدوان وخطة (الرئيس الأميركي) ترامب.
الفصل السادس: إنجازات طوفان الأقصى.
الفصل السابع: لا يمكن عزل حماس.
الفصل الثامن: أولويات المرحلة.
ويتناول الفصل الأول دوافع وسياقات عملية «طوفان الأقصى»، فيما يخصص الفصل الثاني، المعنون بـ«يوم العبور المجيد»، لرواية الحركة عن أحداث السابع من أكتوبر 2023.
أما الفصل الثالث، فيتناول مسألة التحقيق في هجوم السابع من أكتوبر، مؤكدًا أهمية كشف الحقائق، بينما يرصد الفصل الرابع مسار حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة. ويتطرق الفصل الخامس إلى جهود «حماس» لوقف العدوان، إضافة إلى ما تُعرف بخطة ترامب.
ويستعرض الفصل السادس ما تعتبره الحركة «إنجازات طوفان الأقصى»، في حين يحمل الفصل السابع عنوان «لا يمكن عزل حماس»، ويتناول الفصل الثامن «أولويات المرحلة» المقبلة، سياسيًا وميدانيًا.
وأكدت «حماس» في رسالتها الأساسية أن «طوفان الأقصى» لم يكن حدثًا عسكريًا فقط، بل لحظة ميلاد وعي حر وانبعاث إرادة تحرر، مشددة على أنه بعد عامين من الحرب والإبادة، ثبت أن الشعب الفلسطيني لا يمكن محوه، وأن المقاومة باقية ولن تُهزم.
وشددت الحركة على أن أهدافها المعلنة، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى أرضهم، ليست مجرد شعارات، بل استحقاقات تاريخية وسياسية تؤيدها المواثيق الدولية.
وبحسب محللين، تسهم هذه الرواية الفلسطينية في تقديم سردية وطنية مضادة للروايات الإسرائيلية والغربية، وتثبيت صورة المقاومة بوصفها حركة تحرر وطني لا تنظيمًا معزولًا، فضلًا عن إبراز أن الحرب لم تكسر إرادة الشعب الفلسطيني، بل عززت صموده وذاكرته الجمعية، وأعادت التأكيد على أن الذاكرة الفلسطينية لا تُمحى، وأن المقاومة تمثل إرادة التحرير المستمرة.
وجاء الإصدار تحت عنوان: «روايتنا: طوفان الأقصى – عامان من الصمود وإرادة التحرير»، في إطار سعي الحركة إلى تقديم سرديتها السياسية والتاريخية للأحداث التي أعقبت هجوم السابع من أكتوبر 2023، وحرب الإبادة الصهيونية المتواصلة على قطاع غزة.
وتنشر «حماس» هذه الرواية في ظل استمرار محاولات الذباب الإلكتروني العربي والصهيوني تحميل «طوفان الأقصى» مسؤولية الإبادة الجماعية، التي شارك فيها ــ وفق الحركة ــ الغرب المتواطئ مع إجرام الاحتلال.
المصدر:
https://palinfo.com/news/2025/12/25/986556/