يشهد سوق الدواجن اضطرابات وتقلبات بسبب استيراد بعض التجار دواجن من الخارج وانتشار ما يعرف بالفراخ السردة بجانب تراجع أسعار الجملة التى تبيع بها المزارع ما تسبب فى تحملها خسائر كبيرة تهدد بخروج صغار المنتجين من السوق وبالتالى تراجع الانتاج وارتفاع الأسعار وكذلك احجام بعض المستهلكين عن الشراء خوفا من الفراخ السردة .
كما شهدت الأسواق خلال الفترة الأخيرة تداول شائعات حول انتشار غير طبيعي للدواجن الصغيرة أو ما يعرف بـ"الفراخ السردة"، الأمر الذي أثار تساؤلات بشأن سلامتها وسط تخوف البعض من أن تكون هذه الدواجن مريضة أو غير مطابقة للمعايير الصحية.
فحوص بيطرية
من جهتها أكدت شعبة الدواجن أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، نافية وجود انتشار غير طبيعي للفراخ السردة في الأسواق المصرية.
وقالت الشعبة فى بيان لها إن الفراخ السردة هي مجرد دواجن صغيرة الحجم، ولا يمكن للمستهلك تحديد حالتها الصحية بمجرد النظر، إذ يتطلب الأمر إجراء الفحوص البيطرية اللازمة.
وأشارت إلى أن صِغر الحجم ليس دليلا على المرض، بل قد يكون نتيجة طبيعية لاختلافات في نمو الطيور خلال التربية، مشددة على ضرورة استمرار الرقابة البيطرية لضمان سلامة المعروض.
خسائر كبيرة
وكشف الدكتور ثروت الزيني، نائب رئيس الاتحاد العام للدواجن، أن السوق يشهد تراجعًا كبيرًا في الأسعار رغم ارتفاع تكاليف الإنتاج داخل المزارع.
وقال الزيني فى تصريحات صحفية : بالمقارنة مع أسعار الربع الأول من العام، انخفضت الأسعار بما يقارب 45%، وهو ما دفع المنتجين للبيع دون تكلفة، مما تسبب في خسائر كبيرة استمرت لعدة دورات إنتاجية.
وأشار إلى أن السبب الرئيسي وراء الأزمة الحالية هو استيراد كميات كبيرة من الدواجن المجمدة من الخارج، مما أدى إلى إغراق السوق المحلي على الرغم من تحقيق مصر اكتفاءً ذاتيًا وزيادة إنتاجية تصل إلى 20% فوق احتياجات السوق.
وأكد الزينى أن المربين يتحملون أعباء القروض والتأمينات وتكاليف الوقود والتدفئة، في حين تؤثر الواردات سلبًا على الصناعة الوطنية.
وأوضح أن المفاجأة تكمن في أن أسعار الدواجن المستوردة أعلى بنسبة 40% من المنتج المحلي، مما يدفع المستهلكين إلى تفضيل الفراخ الطازجة المنتجة محليًا، متسائلًا عن جدوى الاستيراد في ظل الوفرة المحلية .
وشدد الزينى على عدم وجود علاقة بين ما يثار حول الفراخ السردة أو الشائعات وكميات الدواجن المستوردة من الخارج.
الاستيراد من الخارج
وقال الدكتور عبد العزيز السيد رئيس شعبة الدواجن بالاتحاد العام للغرف التجارية إن حجم الاستيراد من الخارج لا يتجاوز 50 ألف طن، لكنه يظل مؤثرًا على السوق.
وطالب السيد فى تصريحات صحفية بضرورة الحفاظ على الصناعة الوطنية وتوفير العملة الأجنبية للسلع التي لا تحقق مصر فيها ميزة إنتاجية مثل الزيوت واللحوم، بخلاف الدواجن التي تشهد وفرة واكتفاءً ذاتيًا.
وشدد على أن انتشار “الفراخ السردة” في عدد من المناطق غير صحيح، مؤكدًا أن الأسواق المصرية خالية من الدواجن المريضة .
وأشار السيد إلى أن الدواجن السردة، وهي الصغيرة الحجم، لا يمكن تحديد سلامتها إلا بعد إجراء الفحص البيطري مؤكدا أنه لا صحة لوجود انتشار كبير للدواجن السردة في الأسواق .
وأكد أن الدواجن المتوفرة كبيرة الحجم، نظرًا لرغبة المنتجين في تعويض الخسائر الناتجة عن انخفاض الأسعار في الفترة الأخيرة.
وحذر السيد من أن انخفاض أسعار البيع دون مراعاة التكلفة الفعلية يهدد صغار المربين، مطالبًا بضرورة تحديد سعر عادل للدواجن يتوافق مع تكلفتها الفعلية لضمان استمرار عمل المنظومة بكفاءة.