"لأذية السودان" كما ينطقها محللون سودانيون، وصل رئيس تشاد محمد ديبي الشهير "كاكا" إلى أبوظبي قبل أيام بعد وضع برنامج إماراتي يسمى خطة تشاد للتنمية 2030، طرحه محمد بن زايد على سبيل تبني تنمية بلد أفريقي حبيس فقير.
وبحسب المحللين، منح محمد بن زايد "كاكا" مبالغ طائلة مقابل إخضاع الجيش التشادي للجنجويد، ووعد "كاكا" أنه سيقيل كل الضباط والقيادات التي تعارض دعم الجنجويد، و تطالب بدعم حركات الزغاوة السودانية ذات الامتداد القبلي معهم، مقابل الدعم الاقتصادي والعسكري على غرار ما يمرره خليفة حفتر لحميدتي من شرق ليبيا .
وأرسل "بن زايد" وفدا رفيع المستوى لتشاد لعقد هندسة اجتماعية دقيقة داخل المؤسسات التشادية، بما فيها الجيش التشادي لتوطين المكون الداعم للجنجويد.
الصحفي السوداني الهندي عز الدين @elhindiizz أشار إلى أن الصور التي ظهرت عن زيارة الرئيس التشادي محمد ديبي (كاكا) في أبو ظبي كان محاطاً فيها بعيال زايد إحاطة السوار بالمعصم، يجلس متوسطاً محمد ونائبه منصور.
وضمن إجابات لأسئلة جميعها ب"لا" تساءل: ما علاقة الإمارات بتشاد غير أذية السودان وإشعال الحرب فيها ؟ هل هي جارة تشاد ؟ هل تشاد واحدة من دول مجلس التعاون الخليجي ؟ هل كاكا عربي ؟ هل يتحدث العربية والصورة تفضح المترجم خلفه ؟.
وأوضح أنه "بينما يبذل عيال زايد قصارى جهودهم وينفقون أموال شعبهم بلا سقف ، للإضرار بنا وقتل شعبنا وتمزيق دولتنا ، هل زار الرئيس البرهان أو الفريق كباشي أو الفريق العطا أو دكتور كامل دولةً معاديةً للإمارات للتحالف معها ؟ هل زار البرهان أو كامل أي دولةٍ صديقةٍ في العالم الكبير طلباً للتعاون والتحالف العسكري؟ هل زار البرهان إيران ، تركيا ، روسيا وباكستان ليطلب العون والمدد والدفاع المشترك ، فرفضت هذه الدول ؟ هل طلبنا ورفضوا، أم توقعنا الرفض واستحينا ؟ أم نخاف دولاً أخرى تمنعنا الدفاع المشترك وتصادر حقنا في حماية أرضنا وشعبنا ؟ هل قدمنا المقابل المطلوب موانيء وساحل وذهب أم لم نقدم عرضاً ، وانتظرنا عطفهم علينا ، لأجل الإنسانية ودماء ودموع ضحايا الإبادة الجماعية في الفاشر ؟!".
وأضاف، كل الإجابات (لا .. لم يزوروا دولة .. لم يقدموا عرضاً .. لم يطلبوا دفاعاً مشتركاً كما طلبه رئيس الصومال الضعيفة من ثلاث دول، فوقعت معه الدول الثلاث مصر وإريتريا وتركيا مع اختلاف الأجندات والمصالح) .
وأعرب عن تمنيه أن لو وقعت السودان من خلال القائمين على السلطة اتفاق دفاع مشترك قائلا: "المستسلمون والمتواكلون وعملاء الإمارات هم فقط مَن يحدثوننا عن أن الدول لا توافق على اتفاقيات دفاع مشترك أثناء الحرب ، وفي التاريخ القريب أجاز البرلمان التركي بشكل عاجل اتفاقية التعاون العسكري مع دولة قطر، وصادقها الرئيس أردوغان بعد يوم واحد من مصادقة البرلمان ، في أوج المقاطعة والحصار الخليجي لدولة قطر الذي كاد أن يصبح غزواً عسكرياً عام 2017 ، لولا هبوط الطائرات والمدرعات التركية في الدوحة ".
وعن التباطؤ في اتخاذ خطوات دافعة، حذر "عز الدين" من سقوط الولايات تلو الولايات بانتظار الحلول السلمية (قبل أن يعلن البرهان التعبئة العامة لقتال الجنجويد) وتساءل: "هل تتفرجون على سقوط المدن في دارفور وكردفان وتنتظرون أن يعيدها لكم "مسعد بولوس" عبر الرباعية ؟ ما هكذا نحافظ على وحدة السودان ، ما هكذا ندحر المرتزقة إلى تشاد، مَنْ يفاوض على الهدنة ، لا يمكنه الدفاع عن بابنوسة، لا يمكنه تحرير الفاشر".
https://twitter.com/elhindiizz/status/1988623775999385970
وبالمال الإماراتي، تعاقدت تشاد مع شركة بلجيكية على بناء فندق فخم في العاصمة أنجامينا "جراند هوتيل" ، لتستخدمه الحكومة في استضافة المؤتمرات الدولية.
إلا أن طبيعة من يتعامل معهم بن زايد، كشفها مدير المخابرات التشادي موسى عبد الرحمن موسى (المعروف باسم أوكونو) الذي ابتز الشركة البلجيكي وتقاضى منها (دون وجه حق) ملايين الدولارات على سبيل الرشوة نظير تسهيل دخول معداتها بدون جمارك وتمرير أوراقها في إدارات الدولة المختلفة حتى لو مخالفة للقانون، وتهريب الأموال في حسابات خاصة به في مصارف أوروبية.
"أوكونو"، ظن أن من حقه التمتع كملون في أوروبا إلى أنه وفي زيارة له إلى فرنسا سلمته الشركة الفرنسية لبلجيكا، التي أمرت بحبسه وإخضاعه لتحقيق موسع بتهمة الرشوة وغسيل الأموال والانتماء لشبكة فساد دولي.
وقال مراقبون: إن "تشاد بقيادة محمد ديبي كاكا باتت البوابة الرئيسية اليوم لتهريب السلاح الإماراتي لميليشيات الدعم السريع الإرهابية في السودان، ولا تقدم للإمارات خدمات (حتى الهلال الأحمر) والتبرعات العينية لوجه الله كما يزعم الإعلام المحلي الإماراتي، بل كشفت تقارير أن مدير المخابرات التشادي الجديد (خليفة أوكونو) يتقاضى أيضا من محمد بن زايد نظير هذه التسهيلات، كما أن كاكا الذي يزعم طهارة أيدي رجاله وشرفهم يحاول أن ينفرد بعمولات السمسرة الإماراتية".
المحلل والصحفي السوداني مكاوي الملك وعبر @Mo elmalik قال: إن "كل الخيوط تتقاطع في أبوظبي، موضحا أن زيارة كاكا أو محمد ديبي على عجل ليتلقى أوامر “الشيطان بن زايد” في طاولة تُسمى زوراً خطة تنمية تشاد 2030 ، بينما حقيقتها هي خطة إعادة تموضع المليشيا المنهزمة في دارفور تحت غطاء اقتصادي واستثماري".
وأضاف، "منذ عامين والإمارات تموّل، تسلّح، وتُداوي مرتزقة حميدتي عبر مطارات تشاد ومستشفياتها، واليوم بعد سقوط مشروعها في وسط السودان، تسعى لشراء تشاد بمليارات جديدة لتثبيت نفوذها في دارفور".
واستدرك على (إكس)، موضحا أن الإمارات لا تدرك أن نهاية مشروعها بدأت من الفاشر، وأن كل حليف لها سيلحق بمصير مليشياتها.
الدعم التركي
ومن بين التطورات الأخيرة، وبحسب بيانات المصادر المفتوحة وصور الأقمار الصناعية، يبدو واضحاً أن تركيا بدأت تدعم بشكل أكبر الدولة السودانية لمواجهة التمرد والميليشيات الإجرامية غرب السودان.
وقال محمد أونا لميس المحلل السياسي التركي: إن "أكثر من 8 قوافل إمدادات من ليبيا وتشاد للمتمردين تم تدميرها وتحويلها الى رماد في صحراء السودان، وعلى الأرجح ستتغير موازين القوى خلال أسابيع قليلة جداً، كما أسقطت الدفاعات الجوية للجيش السوداني طائرة مسيّرة استراتيجية صينية الصنع في كردفان".
https://x.com/Muhammedunalmis/status/1987919060231671967
ومن جانبه أكد الباحث في الشأن العسكري محمود جمال عبر @mahmoud14gamal أن "تركيا ومصر تمتلكان القدرات اللازمة لدعم الجيش السوداني في دحر ميليشيا حميدتي وإفشال مخططاته هو وداعميه، ويبدو أن البلدين يعملان بتنسيق في هذا الملف، وهو أمر جيّد ستكون له تداعياته في الميدان، إن دعم الجيش السوداني وإفشال مخطط حميدتي ضرورة قصوى للأمن القومي المصري وللمنطقة.".
الأمم المتحدة
وكان الأمين العام للأمم المتحدة عرض هدنة إنسانية بين الطرفين لإدخال الإغاثة إلى الفاشر في يونيو 2025، وقبلها الجيش على لسان البرهان، بينما رفضتها مليشيا الدعم السريع.
وتجاهلت قنوات الإمارات والفضائيات الموالية هذا الرفض، إلا أنها اليوم حضرت مع دعوة المليشيا لقبول هدنة وفي اليوم نفسه تقصف أمدرمان وعطبرة.
وقال سودانيون: إن "هذه المناورات (غطاء القتل) ظلت ديدن تعامل المليشيا مع مقترحات الهدن منذ بدء منبر جدة في مايو 2023.".
واعتبرت الناشطة بنت خليفة عبر @Bit Khalifa1417 أن قرار الأمين العام للأمم المتحدة جوتيريتش انفجار لأبواب الجحيم في وجه شيطان العرب، وأن ما أعلنه يتزامن مع تصريحات وزير الخارجية الأمريكي.
وقالت: "انتهى دور الأراجوز الأكبر شيطان العرب، انتهى بعد أن دمر سمعة شعبه، وحول اسم دويلته إلى مرادف للموت والمرتزقة، وكتب اسمه بحروف من نار في قائمة الطغاة: هتلر… فرعون… هامان… جنكيز خان… جوزيف ستالين… ومحمد بن زايد".
اليوم، لا واشنطن تغطي، ولا نيويورك تصمت:
وزير الخارجية الأمريكي:
– الدعم السريع يهاجم المدنيين.
– يرتكب الاغتصاب والنهب.
– ينقلب على الاتفاقات.
– والدول التي تمده بالسلاح يجب أن تتوقف فوراً.
الأمين العام للأمم المتحدة:
– تقارير عن فظائع جماعية في الفاشر.
– انتهاكات جسيمة بحق المدنيين.
– ضرورة وقف تدفق السلاح والمقاتلين من الجهات الخارجية.
– السماح الفوري بدخول المساعدات.
وأوضحت أن الطاغية الذي سلح الجزارين، ومول الاغتصاب، وأشرف على إحراق القرى، لم يعد ينظر إليه كقائد، بل كوصمة عار في التاريخ الحديث.
وأضافت أن "الطارئون على التاريخ، حاولوا أن يصنعوا لأنفسهم مجداً وتاريخاً كباقي الأمم، لكن لعنة ذهب السودان المنهوب لاحقتهم، فالمجد لا يشترى بالمرتزقة والمسيرات الصينية، والعالم الآن يكتب الصفحة الأخيرة".
https://x.com/Bit Khalifa1417/status/1988874347281265020