بحرينيون يرفضون الخطوة .. استهجان عام لاستقبال المنامة سفيرًا جديدًا للعدو الصهيوني مقابل موقف البرازيل

- ‎فيعربي ودولي

 

استهجن ناشطون وإعلاميون وقيادات عربية وإسلامية الموقف الذي اتخذته المنامة البحرينية في توطيد علاقاتها مع الاحتلال، باستقبال سفير جديد من الكيان الصهيوني العدو وتسلم أوراق اعتماده، في حين أن البرازيل التي لا تربطها بغزة لا جغرافيا ولا عروبة ولا دين، ترفض استقبال سفير "إسرائيل" في ظل الإبادة الجماعية، بينما البحرين العربية المسلمة تفعل!

وعلى سبيل الابتهاج نشر حساب @IsraelArabic الصهيوني الخبر، وأعلن أن اسم السفير الجديد المعيّن لدى مملكة البحرين هو شموئيل ريفيل، وأن من استقبله بنفسه وزير خارجية المملكة عبد اللطيف بن راشد الزياني بمقر الوزارة في المنامة.

وقال الحساب إن الزياني (كان أمين عام الاتحاد الخليجي) رحّب بالسفير الجديد، متمنيًا "له التوفيق في مهام عمله الدبلوماسي"، مؤكدًا "أهمية مواصلة الجهود لدعم مساعي السلام والأمن والاستقرار في المنطقة"؟!

القيادي في حركة حماس د. باسم نعيم قال: "في الوقت الذي تطرد بعض الدول حول العالم سفير الكيان بسبب ما يرتكبه من إبادة جماعية وتطهير عرقي، وأخرى تخفّض مستوى التمثيل، بل إن بعض الوزراء يستقيلون من حكوماتهم احتجاجًا على فشل الدول في كبح جماح العدو ومعاقبته على جرائمه، نجد أن دولًا عربية "شقيقة" (كما حصل في #البحرين بالأمس) تستقبل سفراء جددًا للكيان وبحفاوة وتعتمد أوراقهم، وكان المشهد "طبيعيًا"، رغم أن هذا السلوك يتنافى مع مقررات قمة #منظمة_التعاون_الإسلامي الطارئة الأخيرة في #جدة، التي دعت إلى العمل الجماعي "لتعليق عضوية الكيان في #الأمم_المتحدة".

وقالت الإعلامية خديجة بن قنة: "مملكة البحرين تتسلم أوراق اعتماد سفير إسرائيل، بينما البرازيل طردت سفير الكيان، وثلث وزراء حكومة هولندا قرّروا الاستقالة والجلوس في بيوتهم، وشوارع أستراليا والسويد والدول الغربية تضجّ بالمظاهرات!".

وتساءل المستشار الإعلامي د. مراد علي عبر @mouradaly: "ما هي المصالح الحيوية التي تحتاجها دولة البحرين من إسرائيل حتى ترحب بسفيرها؟.. ولماذا لم تلتزم الحكومة البحرينية بالنهج الذي تعلنه أختها الكبرى، المملكة السعودية، التي أعلنت رفضها للتطبيع خاصة مع استمرار الإبادة في غزة؟ .. هل هناك شيءٌ ما تحت الطاولة لا نعرفه؟".

بحرينيون يستهجنون

واستنكر فاعلون بحرينيون، منهم شوقي العلاوي @Bu_Bushra، قائلًا: "أنا كمواطن بحريني آلمني اليوم أن أقرأ بأن معالي وزير الخارجية تسلّم أوراق اعتماد سفير صهيوني جديد في مملكة البحرين، في وقت يقوم فيه الكيان الصهيوني بحرب إبادة لشعبنا الفلسطيني في غزة ويواصل جرائم القتل والتدمير بحق شعبنا في الضفة الغربية، وتمتد جرائمه بالاعتداء على سوريا ولبنان".

وأضاف الصحفي البحريني يوسف الجمري @YusufAlJamri: "استلام وزير الخارجية البحريني أوراق اعتماد السفير الإسرائيلي الجديد شموئيل ريفيل يُسوَّق كخطوة نحو "السلام"، بينما تتواصل مجازر غزة على يد حكومته، في مشهد يعكس التناقض بين بروتوكولات الدبلوماسية ودماء الأبرياء".

وسيحل ريفيل مكان السفير الحالي إيتان نائيه الذي تولى منصبه في أواخر عام 2021، وبذلك هو الشخص الثاني الذي يشغل هذا المنصب في البحرين منذ توقيع اتفاق التطبيع.

أما والد المعتقل السياسي السيد علي مهنا @a1969li فقال: "كنا نطالب (على الأقل) بإلغاء التطبيع وإغلاق السفارة في وطننا (وإضراب ولدي لليوم 14 يؤكد هذا)، لكننا تفاجأنا بتسلم أوراق اعتماد سفير جديد.. هل هذا هو رد الفعل المطلوب من البحرين على المجازر والحصار وتجويع غزة؟!".

وخلال حفل تسلم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني أوراق اعتماد "ريفيل" رسميًا، بحسب وكالة أنباء البحرين الرسمية، تمنى الزياني للدبلوماسي الإسرائيلي "كل التوفيق"، وشدد على "أهمية مواصلة الجهود لتعزيز السلام والأمن والاستقرار في المنطقة". يُمثل استئناف هذه الزيارات مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، اللذين طبّعا العلاقات عام 2020 في إطار "اتفاقيات إبراهيم" التي رعتها الولايات المتحدة.

ووفق وكالة الأنباء البحرينية الرسمية (بنا)، رحّب الوزير بالسفير الجديد مؤكدًا "أهمية مواصلة الجهود بما يسهم في دعم مساعي السلام والأمن والاستقرار في المنطقة". وحضر اللقاء عدد من مسؤولي الخارجية، من بينهم وكيل الوزارة للشؤون السياسية خالد يوسف الجلاهمة، الذي شغل سابقًا منصب أول سفير بحريني في تل أبيب.

اللافت أن هذا التطور يأتي رغم إعلان مجلس النواب البحريني، في نوفمبر 2023، أن السفير الإسرائيلي غادر المنامة وأن المملكة قررت استدعاء سفيرها من تل أبيب، ووقف العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل، في خطوة وُصفت حينها بأنها "تأكيد للموقف البحريني التاريخي الراسخ في دعم القضية الفلسطينية".

لكن سرعان ما أصدرت الحكومة البحرينية، عبر "مركز الاتصال الوطني"، بيانًا بدا أنه يتراجع عن حدة الموقف، مؤكدة أن مغادرة السفيرين جرت "منذ فترة"، وأن قرار البرلمان لا يعني بالضرورة قطع العلاقات. كما أُشير إلى أن الرحلات المباشرة بين المنامة وتل أبيب توقفت بالفعل "منذ عدة أسابيع".

من جانبها، نفت وزارة الخارجية الإسرائيلية في حينه وجود أي قرار رسمي بقطع العلاقات، مؤكدة أن العلاقات بين البلدين "مستقرة".

هذا التباين بين التصريحات الرسمية البحرينية والواقع العملي يعكس استمرار سياسة التطبيع مع إسرائيل رغم المجازر المستمرة في غزة.

فمنذ 7 أكتوبر 2023، وبغطاء أمريكي كامل، يشن الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة على القطاع، خلّفت حتى الآن أكثر من 62,966 شهيدًا و159,266 جريحًا معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف المهجّرين قسريًا، بينما تحوّل الحصار إلى مجاعة أودت بحياة 317 فلسطينيًا بينهم 121 طفلًا، وسط تجاهل تام لنداءات المجتمع الدولي وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الجرائم.

وبذلك، تبدو الخطوة البحرينية باستقبال سفير جديد لإسرائيل متناقضة تمامًا مع الشعارات المعلنة حول دعم فلسطين، وتؤكد أن مسار التطبيع لا يزال قائمًا رغم الكلفة الإنسانية والسياسية الباهظة للحرب الإسرائيلية على غزة.