12 سنة مرت على أكبر وقائع القتل الجماعي لمتظاهرين سلميين في يوم واحد في التاريخ الحديث، وعلى قتل العسكر في مصر لزينة الرجال والشباب والنساء وبداية أسوأ حقبة قمعية في تاريخ مصر الحديث، على فض اعتصامي رابعة والنهضة السلميين بالقوة المفرطة، وعبر هاشتاجات #رابعة و#لن_ننسى_رابعة و#رابعة_لن_ننسى و#رابعة_العدوية و#رابعة_الحرية_هي_العنوان و#ذاكرة_رابعة .. وعبّر ناشطون عن أنها ستظل في الذاكرة، والدماء لم تجف لأن الأرض لا تشرب الدماء طالما بقيت بلا قصاص.
حتى قبل موعد 14 أغسطس 2025 يتذكر الناشطون يوم الفض الذي مر أمام بعضهم بطيئا كأنه الدهر كاملا، واليوم نتذكره كأنه لحظة انتهت، ولكنها خلّفت وراءها ضحايا ومعتقلين وجرحى وأيتاما وأرامل وثكالى وذوي معتقلين وذوي مختفين قسريا بالآلاف، لأن دموعهم أبدا لم ولن تجف لأن الجميع كانوا يستحقون الحياة.
وهو عكس ما رأه مفتي العسكر والدماء على جمعة مجاري بقوله "اضرب في المليان" وهي جزء ثقيل من عدة المجرمين والفاجرين، وكيف كانت كلمات التحريض وقودًا للعـنـف غير المسبوق.
وقابله، بنبوءة الشيخ سلمان العودة فك الله أسره، ف"جمعة يحرض والأرواح تُزهق" والعودة يبشره "ألا أيها المستبشرون بقتلهم أطلت عليكم غُمّةٌ لاتفرجُ".
في مذبحة رابعة العدوية 12 قتل السيسي وأحرق الآﻻف من أبناء مصر الذين طالبوا بعودة الشرعية، ولا زال الآلاف منهم وراء القضبان وميدان رابعة العدوية بعد قتل المعتصمين السلميين وحرقها على يد الجيش المصري .
منصة كاملة على فيسبوك بعنوان ( Rabaa Memories – ذاكرة رابعة) تحوي شهادات موثقة عن المذبحة الأكبر خلال ال200 سنة الماضية في مصر، وشهادات عن لماذا ذهبت لرابعة؟!
يقول أحدهم "كان لازم أكون هنا، لأن في لحظة وبجرة قلم حسيت أن كل أحلامي راحت، وثورتي ضاعت، وصوتي معدش له قيمة؛ فكان لازم أنزل وأشارك وأقف مع #الأحرار .".
ويضيف آخر "عاوز تعرف إحنا كنا هنا ليه؟ إحنا جينا عشان نوفي بوعدنا، ونحقق حلمنا، ومشينا ومـ*ـات اللي مـ*ـات وهاجر اللي هاجر؛ بس لسة #الحلم جوانا حي".
وثالث ينفي "مكنتش جاي أقول كلمة وخلاص، أنا كنت جاي أوفي بوعد بدأناه من #يناير، وعد تحفر في قلوبنا؛ ونزلنا استحقاقات انتخابية، ووقفنا طوابير عشان نعيش #أحرار وبلدنا تتطور".
وأخرى تؤكد "كنت هناك وقتها علشان حلمي أكون في بلد بتحترم #العلم والدكاترة، مش تشوفهم خطر لو تكلموا أو عبروا عن رأيهم وتحبسهم؛ نزلت علشان البلد تتعالج مش تتوجع أكتر؛ نزلت عشان نتقدم ونبقى أفضل، وترجع لنا ريادة #العالم زي ما كنا.".
وسادسة تشير "أنا منزلتش علشان #السياسة، أنا نزلت علشان ولادي يعيشوا بكرامة، نزلت وأنا بحلم بـ #مصر اللي رسمناها في #ثورة_يناير، واللي حلم بيها كل #مصري حول العالم؛ مش هنتنازل عن حلمنا ولا عن بلادنا، وهنفضل متمسكين بحقوقنا".
واستعرضت المنصة (ذاكرة رابعة ) نماذج لشهداء رابعة ومنهم أسماء نجلة الدكتور محمد البلتاجي وكتب عنها "كانت متفوقة دراسيًا، وتحلم بالالتحاق بكلية الطب، لتعمل في مؤسسات الإغاثة العالمية، وتساعد الناس في جميع أنحاء #العالم .. إنها الشهـ*ـيدة #أسماء_البلتاجي".
وفتحت التعليقات فرصة للمتابعين فكتب حساب Moaz'in Annesi "انا منزلتش لكن تمنيت كثيرا أن أستطيع النزول خصوصا وأنا أشاهد طائرات العدو العسكري وهي تقنص الفتيات والشباب ،والعسكر يحرقون المستشفى الميداني بالجرحى حسبنا الله ونعم الوكيل، وقالوا بالكذب فيه ممرات أمنه وهي كانت فخاخ للاعتقالات والقتل ، الانقلاب خلاص انكشف حتى للي كانوا واثقين فيهم، الحمد لله الوعي زاد والخيانة أصبحت أوضح وأفضح من زمان".
https://www.facebook.com/hashtag/rememberrabaa
حساب (الميزان) قال: "من أعطى أمرا بحرق أبناء بلده أحياء في رابعة العدوية هل تعتقدون أنه سيذرف الدموع لأطفال غزة الجائعين ؟
وهل تعتقدون أن الجندي الذي ألقى البنزين على خيام المعتصمين من أبناء جلدته، لأنه اختلف معهم سياسيا سيفتح الباب لإطعام امرأة جائعة من غزة؟..". وذلك لدى تعيلقه على ما قاله الباحث محمود جمال، المتخصص في المعهد المصري للدراسات، "من يجرؤ على إطلاق الرصاص على أبناء الوطن، لن يتورع عن أي خيانة، ولا عن التفريط في الأرض، ولا عن بيع مقدرات الوطن، فمن خان الدم خان التراب، ومن استباح حياة شعبه استباح سيادة بلاده وثرواتها ..".
رمزية رابعة
وتخطت رمزية رابعة إلى بلدان أخرى وبحسب منصة تونسية (Que Des Souvenirs · ) قال: "بعد عزل الرئيس المصري المرحوم محمد مرسي في يوليو 2013، نظم أنصاره اعتصامًا كبيرًا في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة، فقامت قوات الأمن المصرية بفض الاعتصام بالقوة، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، وكرد فعل أصبح شعار "رابعة" علامة للتضامن مع الضحايا ورفض ما حدث، وانتشر بين أنصار الإخوان المسلمين ومؤيديهم حول العالم، كما تبنّاه أشخاص وجماعات في بلدان أخرى كرمز لمناهضة القمع".
وقالت ماريا (Maria Maher) : "#وإن_سألوك_عن_رابعة فقُل لهم :هي نقطهُ سوداء في تاريخ البشرية، ولو استخدموا كل بحور الدنيا وأنهارها ومحيطاتها ليغسلوا عارهم مااستطاعوا، هي أطول نهر في العالم ، نهرُ من الدم المصري ، نهرُ يجري طيلة اثني عشر عاماً ومازال يتدفق، نهر امتد من ميدان رابعه شرقاً إلى ميدان النهضة غرباً حتي وصل إلى غزة 🇵🇸 💔 وَ صَبَ في الصمت العربي …#رابعة 🇪🇬 👨✈️ يشترك في إثم هذا الدم الحرام من باشرهُ .. وأيدهُ .. وأعان عليه بإشارةٍ أو عبارةٍ أو مال … كل أولئك يأخذون إثم القاتل سواء ….
#ومازال_النهر_يجري ….#ومازال_القاتل_حُرا_طليقا … 💔
#RememberRabaa …
#رابعة_وجعُ_لن_يُنسى …
https://www.facebook.com/photo/?fbid=2726059707584071&set=a.281484642041602
إحياء الذكرى أضعف الإيمان
ورأى حسن البنا Hassan Al-Banna Taher "أن العقد الاجتماعي السائد في مصر الآن، والذي بموجبه استبعد الشعب والمواطن من تقرير مصيره الجمعي أو حتى الشخصي، كله بدأ في يوم الـ ١٤ من أغسطس ٢٠١٣، حين أطلق السيسي عنان غريزة القتل والكراهية في صفوف جنوده ومؤيدوه، فذبح مئات -وربما آلاف- العزل، على الهوية والانتماء السياسي".
وأشار إلى أنه ".. لا خروج لمصر من هذا المأساة إلا بتمزيق هذا العقد، واستبداله بالعقد الذي فرضه المصريون فرضًا قبيل الثورة، وهو أن حياة مواطن مصري واحد اسمه خالد سعيد، تساوي نظامًا بأكمله، ومصير شعب بأكمله، وإن أضعف الإيمان في هذا الشأن هو إحياء ذكرى مذبحة رابعة العدوية، والتبرؤ من ذنبها، ليس تكريمًا للضحايا، فإنهم إن كنت مؤمنًا، قد ذهبوا إلى حكم عدل، وإن كنت لست مؤمنًا فإن أفعالنا لن تحيي العظام وهي رميم، وإنما لتكريم الأحياء -حتى أولئك الذين رقصوا على ذبحتهم".
وحذر من أن ذلك "وإلا فإن قيمتنا كشعب ومواطن ستتدنى لما هو أدنى من وضعنا الحالي، حيث نشاهد حاكمنا وهو يمول عدونا التاريخي، ومصدر التهديد الوحيد لأمتنا، ولا نستطيع أن نحرك ساكنًا، تمامًا كما لم نستطع أن ننحرك ساكنًا حين اعتقل وعذب وقتل وشرد مئات الألوف، واستغرق في سياسات الاستدانة والإفقار والفساد، والتنازل عن حقوقنا التاريخية ووحدة أراضينا.".
آلام ما زالت حية
وعن المختفين قسريا من يوم الفض نذكر القليل منهم بحسب ما دونت المنصات خلال اليومين الماضيين واليوم ومنها منصة حقوقية "جِوار – Jewar ) التي أشارت إلى حالة 12 سنة من الإخفاء القسري والمعتقل "محمد عبد الله برعي عبدالعال" حيث تم اعتقاله في 12 يوليو 2013 بعد أن أُوقف من قبل قوة أمنية رسمية بالقرب من ميدان رابعة العدوية بمحافظة القاهرة عقب أدائه لصلاة العصر.
وأضافت أن "محمد الذي بلغ من العمر 57 عامًا لم يظهر له أثر منذ تلك اللحظة، وما زالت أسرته تعيش على حافة الانتظار القاتل، تقف أمام جدران الصمت الأمني المتعمد، وتطرق أبوابًا لا تُفتح".
وأشارت إلى أنه "ورغم البلاغات المتعددة التي تقدمت بها العائلة إلى الجهات الرسمية ومناشداتها المتكررة للكشف عن مصيره؛ إلا أن السلطات المصرية ما زالت تواصل الإنكار رافضة الاعتراف باعتقاله أو الكشف عن مكان احتجازه في انتهاك فج للقوانين والدستور، وضربٍ صارخ للمعاهدات الدولية التي تُجرّم جريمة الإخفاء القسري وتعتبرها جريمة ضد الإنسانية.".
وعن حالة أخرى يطل الرياضي عمر محمد علي حماد الطالب بكلية الهندسة، جامعة الأزهر من مدينة العاشر من رمضان، محافظة الشرقية وكتبت اخته جهاد Gehad Mohamed عنه مرارا وهو الذي اعتقل في أحداث فض اعتصام رابعة العدوية بتاريخ 14 أغسطس وانقطع التواصل معه من يومها .
حيث كان ذاهبا إلى الجامعة في هذا اليوم، للاطلاع على نتيجة نهاية العام الدراسي وجامعة الأزهر تقع في محيط الاعتصام حيث تقع الجامعة بالقرب من ميدان رابعة العدوية، قد انقطع بسبب التشويش على الاتصالات ولكن تمكن أخيه الأصغر حوالي الساعة 12 ظهرا بالاتصال بعمر ليعرف مكانه فأخبره، أنه يقوم بإسعاف الجرحى بميدان رابعة العدوية، لينقطع الاتصال بعدها حتى هذا اليوم.
قامت أسرته بإجراء تحليل البصمة الوراثية على القتلى من ضحايا فض الاعتصام، وجاءت النتائج سلبية، لتتجه الأسرة للبحث عنه في مقار الاحتجاز المختلفة شملت معسكرات الأمن المركزي، والسجون التابعة لوزارة الداخلية، ومقار الأمن الوطني، واتجهت الاسرة للبحث عنه في السجون الحربية وتحديداً عندما علمت أنباء حول وجود بعض الأشخاص في سجن العزولي الحربي بمقر قيادة الجيش الثاني الميداني. و لم يستدل علي مكانه حتي الان.
الحالة الثالثة للمهندس محمد حسين السيد السمان المفقود منذ أحداث فض اعتصام رابعة العدوية بتاريخ 14 أغسطس 2013 حيث انقطع التواصل بينه وبين أسرته الساعة الواحدة ظهر ذلك اليوم وكان بميدان رابعة العدوية وأخبر أسرته أن قوات الأمن تطلق عليهم النيران بكثافة ، وبعد الفض أخبرهم أحد أصدقاؤه الذين كان معه بالميدان بأن آخر مرة رآه فيها كانت الساعة الرابعة عصراً وكانت متواجداً بين مسجد رابعة العدوية وسكن الطالبات ولم يكن مصاباً . .
واستمرار إخفاء محمد عبد الله وعمر حماد ومحمد السمان طوال هذه السنوات شهادة دامغة على حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها المختفون قسرًا في مصر، ووصمة عار في سجل دولة وقّعت على الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري ثم تنكرت لها في الواقع العملي وعقد اجتماعي لسلطة الانقلاب باستمرار عذابات رابعة وآلامها التي لن تندمل.