أجبرت احتجاجات نظمها عمال شركة الدلتا للسكر بكفر الشيخ على مدار يومين، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة، أحمد أبو اليزيد، على تقديم استقالته من منصبه، يوم الإثنين الماضي.
نظم عمال الدلتا للسكر، منذ يوم الأحد الماضي، مظاهرة في ساحة الشركة ضمت نحو 1500 عامل، للمطالبة بإقالة رئيس مجلس الإدارة، واتهموه هو ونائبه بـ”الفساد”.
وأصر العمال على طرد أبو اليزيد من الشركة، مما اضطره للمغادرة مع تزايد غضب العمال.
كما طالب العمال بزيادة بدل الوجبة المقدر بـ15 جنيهًا في اليوم، وزيادة بدل طبيعة العمل الذي لا يتجاوز 750 جنيهًا شهريًا.
من جهته، أصدر وزير التموين، شريف فاروق، قرارًا بتعيين أحمد شيرين كريم رئيسًا لمجلس إدارة الشركة، وتعيين المهندس سامي أحمد عبد المطلب في منصب العضو المنتدب للشركة.
ووفق شهادات العمال، تعاني الشركة من تجاوزات كبيرة وشبهات فساد منذ تعيين أبو اليزيد عام 2018، في العامين الأخيرين، تم تعيين 1400 عامل بعقود موسمية، أغلبها تعيينات ورقية، حيث أن هؤلاء العمال بلا عمل داخل الشركة. كما تم تعيين عدد كبير منهم تحت مسمى “رقابة زراعية” و”مناديب زراعة”، وهي وظائف تتطلب متابعة زراعات البنجر التابعة للشركة، لكن من دون حضور أو انصراف.
وقال أحد العمال لصحف محلية: “هناك مناديب زراعة من العمالة الدائمة، وعددهم بالمئات، وهو كافٍ لمتابعة المساحات المزروعة بالبنجر. لماذا يتم تعيين المزيد منهم؟ نحن لسنا ضد التعيينات، لكننا ضد الفساد.
إذا أردت تعيين عمال، فعينهم في الأماكن التي تحتاج إلى عمالة.”
ومن ضمن مظاهر الفساد داخل الشركة، ما يحدث في منظومة البيع، حيث يتم بيع كميات كبيرة من إنتاج الشركة لعدد من الشركات بأسعار تقل كثيرًا عن أسعار السوق، كما أن كميات كبيرة من السكر تُخرج تحت بند “علاقات عامة” وتباع في الأسواق لحساب الإدارة.
وأكدت مصادر العمال استمرار الاحتجاجات حتى يروا ما ستفعله الإدارة الجديدة فيما يتعلق بالتجاوزات وشبهات الفساد، مطالبين الجهات الرقابية بالتحقيق.
وكان عمال الدلتا لصناعة السكر قد دخلوا في عام 2016 في إضراب عن العمل للمطالبة بتعديل منظومة البيع، حيث باعت الإدارة حينها آلاف الأطنان من السكر بأسعار تقل عن نصف السعر المتداول في الأسواق.
وتراجع صافي أرباح شركة الدلتا للسكر بنسبة 14% خلال النصف الأول من العام الجاري، ليصل إلى 940.049 مليون جنيه، مقابل 1.1 مليار جنيه في النصف المقارن من العام الماضي.
