جاءت زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى القاهرة بلا نتائج ملموسة، على الرغم من أهميتها الاستراتيجية في تطوير العلاقات المشتركة.
واكتفى عبد الفتاح السيسي بالتحذير من توسع دائرة الصراع في المنطقة، مطالبًا بضرورة وقف التصعيد للحيلولة دون الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة.
واتفق مع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على أهمية استمرار المسار الحالي لاستكشاف آفاق التطوير المشترك للعلاقات بين البلدين.
وقال السيسي، خلال استقباله عراقجي في القاهرة بحضور وزير الخارجية بدر عبد العاطي، إن توسيع دائرة الصراع والانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة سيكون له تداعيات خطيرة على أمن ومقدرات جميع دول وشعوب المنطقة، حسب بيان لرئاسة الجمهورية.
وأكد السيسي ضرورة استمرار وتكثيف الجهود الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، ووقف الانتهاكات والاعتداءات في الضفة الغربية، وإنفاذ المساعدات الإنسانية العاجلة والكافية لإنهاء المعاناة المتفاقمة للمدنيين.
وخلال لقاء منفصل بين وزيري الخارجية المصري والإيراني، أكد عبد العاطي ضرورة التعامل بحذر في هذه المرحلة الدقيقة والمنعطف الخطير الذي تمر به المنطقة، مشددًا على أهمية تجنب استدراج الإقليم إلى مواجهة كارثية قد تؤدي إلى حرب إقليمية واسعة ذات عواقب مدمرة لكافة أطرافها، لن تكون أي دولة في الإقليم بمنأى عن تداعياتها.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية، شهد لقاء السيسي وعراقجي توافقًا على أهمية استمرار المسار الحالي لاستكشاف آفاق التطوير المشترك للعلاقات بين البلدين، وفق بيان الرئاسة.
وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، إن العلاقات المصرية الإيرانية بدأت في التحسن بنهاية العام الماضي وخلال العام الجاري، إذ هنأ السيسي نظيره الإيراني، مسعود بزشكيان، بعد فوزه بالرئاسة في يوليو الماضي، بالإضافة إلى لقاءات جمعت وزيري الخارجية السابقين، المصري سامح شكري والإيراني حسين أمير عبد اللهيان، على هامش اجتماعات ومؤتمرات دولية.
واعتبر رخا، في تصريحات صحفية، أن اللقاءات السابقة والمتواصلة حاليًا دليل على حرص البلدين على إعادة العلاقات لطبيعتها على مستوى التمثيل الدبلوماسي إلى درجة السفراء، مرجحًا حدوث ذلك بعد انتهاء الحرب الدائرة في المنطقة.
وتدعم إيران المقاومة الفلسطينية واللبنانية بقوة، وتقف في وجه التوغل الإسرائيلي في المنطقة، بينما تؤثر مصر السلامة وتحاول أن تلعب دور الوسيط المحايد، الذي لا تعتبره إسرائيل سوى عدو مؤجل.
إلا أن السيسي يصر على الخنوع، تاركًا إياها تُعربد على بُعد أمتار من حدوده، متجاوزة اتفاقية كامب ديفيد باحتلالها محور فيلادلفيا.