صحيفة ألمانية: صعوبة في التقارب المرن بين القاهرة وطهران

- ‎فيأخبار

 

خلصت صحيفة “مينا واتش” الألمانية، في تقرير لها، إلى أن هناك صعوبة في تطبيع العلاقات بين القاهرة وطهران مرة أخرى، موضحة أنه رغم البداية الإيجابية للمفاوضات بين مصر وإيران والتي جرت بلقاء بين خارجية السيسي والخارجية الإيرانية في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لا يزال هناك طريق طويل قبل إقامة علاقات دبلوماسية كاملة.
وذكرت الصحيفة أنه من غير المتوقع أن تبدي إيران المرونة التي تطلبها القاهرة.
ونقلت الصحيفة تصريحات عن فاعلين في إيران ومراقبين في مصر منهم أيمن سلامة عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية الذي قال: إن “التطبيع ليس بالأمر السهل، بسبب العقبات والتحديات المختلفة خاصة فيما يتعلق بالخلافات السياسية والأمنية”.
وأضاف سلامة ، وجهات نظر القاهرة وطهران بشان القضايا السياسية والأمنية مختلفتان مثل الوضع في سوريا والعراق واليمن، موضحا أن هناك تنافسا على النفوذ الإقليمي، حيث تحاول كل من مصر وإيران تعزيز نفوذهما الإقليمي، الأمر الذي يمكن أن يؤدي في بعض المناطق مثل الخليج العربي إلى صراعات بين البلدين”، بحسب رأيه.
واعتبر الباحث أن العلاقات النامية لطهران فيما يخص الجانب السعودي والاتفاق الذي جرى في 10 مارس 2023 واستئناف العلاقات الدبلوماسية خلقت بيئة أكثر إيجابية لمفاوضات تطبيع العلاقات بين القاهرة وطهران.

ونقلت الصحيفة أيضا عن الخبير في مركز الأهرام للدراسات محمد عباس، قال: إن “القاهرة تحاول تقييم ودراسة السلوك الإيراني في المنطقة بناء على التطورات التي شهدتها المنطقة مؤخرا لاسيما بتحسن العلاقات بين طهران ودول الخليج”.
وقال عباس: إن “مصر تحاول استنتاج ما إذا كان هذا التقارب يخلق فرصة للتغيير في المنطقة وتغيير السلوك الإيراني”.
وأضاف أنه في تاريخ العلاقات فإن التوتر كان سمة العلاقات وذلك للتنافس الإقليمي بين البلدين.
وأبان “عباس” أن مصر تعارض الدور الإيراني في اليمن وسوريا والعراق، ولا يمكنها أن تقرر التطبيع مع إيران إلا إذا أبدت الثانية مرونة في حل هذه المشاكل الإقليمية.

لقاء نيويورك
والتقى سامح شكري ووزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان، في مقر البعثة المصرية الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك الأربعاء الماضي، على هامش اجتماعات الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للمنظمة الدولية.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن عبد اللهيان وشكري راجعا وضع العلاقات مع التركيز على المستقبل، واللقاء يمثل تطورا جديدا في العلاقات بين البلدين، وفي إطار الاتجاه الإيجابي للعلاقات الإقليمية بين إيران وجيرانها، مضيفا أنه فتح آفاقا جديدة للعلاقات الثنائية، ومعربا عن أمله في اتخاذ خطوات إيجابية جديدة.
ونقلت الصحيفة الألمانية عن فدا حسين مالكي عضو لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية الإيراني أن اللقاء بين الوزيرين في نيويورك كان خطوة أولى نحو تذليل العقبات والارتقاء بالعلاقات الدبلوماسية إلى مستوى تبادل السفراء.
خارجية السيسي أعلنت أن اللقاء “تناول قضية العلاقات الثنائية بين البلدين، واستكشاف المحددات والضوابط التي تحكمها، بما يؤدي إلى تطويرها على النحو الذي يحقق مصالح الشعبين المصري والإيراني، تأسيسا على مبادئ الاحترام المتبادل وحسن الجوار والتعاون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول”.

إسرائيل عقبة
وقالت تقرير: إن “عقبات على طريق التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين، إذ تختلف مصر وإيران في رؤيتهما لقضايا إقليمية، مثل القضية الفلسطينية والوضع في كل من اليمن والعراق وسوريا ولبنان”.
وأضاف أن إسرائيل تتخوف من أن عودة العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وطهران سيعزز نفوذ الأخيرة في المنطقة، وربما يمثل التطبيع بين مصر وإيران انتكاسة لجهود إسرائيل لتعزيز العلاقات القائمة بالفعل مع دول عربية وإقامة علاقات مماثلة مع دول أخرى، ولاسيما السعودية.
وقال مراقبون: إن “مصر طلبت من إيران، أن تلعب دورا إيجابيا لتقريب وجهات النظر لإنهاء الحرب وإحلال سلام دائم في اليمن بين الحكومة الشرعية المدعومة من السعودية وجماعة الحوثي الحليفة لإيران، بالإضافة إلى قضايا سوريا والعراق، حيث تمتلك طهران نفوذا كبيرا”.

وأضافوا أن القاهرة تحذر من دور ونفوذ إيران الإقليميين، إذ تعتبرها تهديدا محتملا لمصالحها الإقليمية، فعلى الرغم من مشاكلها الاقتصادية وتراجع دورها الاستراتيجي، لا تزال القاهرة تطمح إلى الحفاظ على وضعها كقوة إقليمية.
وأشار تقرير إلى أن القاهرة تخشى من احتمال أن تتغلغل إيران ذات الأغلبية الشيعية تدريجيا داخل المجتمع المصري السُني وصولا إلى المطالبة بفتح حسينيات وترميم المقامات والمطالبة بحرية ممارسة الشعائر الشيعية وتدريس المذهب الجعفري.