ومَنْ مثلُهم؟!

- ‎فيمقالات

أولئك أساتذتى ومشايخى من مصلحى الأمة الذين علَّمونا وربُّونا، ولهم بذلك دينٌ فى رقابنا، ومن الوفاء ذكر جهودهم وبيان فضلهم؛ إذ لولاهم -بعد الله- لاختلط علينا الحق بالباطل، والجد بالهزل ولانقضت أعمارنا -كما الملايين- فى اللهو والغفلة. ولمن يسألون عما قدموا ويستحقون به تلك الإشادة أقول:

• هم من حاربوا الغزاة والمحتلين، ووقفوا فى وجه الطغاة والمستبدين، ورسخوا معانى الحرية والعيش بكرامة فى نفوس الأهلين، وواجهوا الفساد والمفسدين ودفعوا ضريبة ذلك من حرياتهم ودمائهم.

• وهم من قادوا جهود الإصلاح الاقتصادى، وأنشئوا المصانع والشركات، والمتاجر والمؤسسات، وضربوا بأنفسهم المثل فى الصدق والأمانة والجودة والإتقان.

• وحاربوا الرذائل والمنكرات، وتصدوا للتيارات الإلحادية والمذاهب الهدامة، والغزو الثقافى وحملات التغريب، وحاربوا المنصرين وقطعوا دابر الحركة (التبشيرية) فى مصر والمنطقة.

• وناصروا المرأة وواجهوا محاولات امتهانها، وأعادوا إليها حقوقها التى منحها الإسلام وجارت عليها إما بيئات جاهلية أو أعراف قبلية.

• وهم أول من نبه الحكام ولفت الجماهير إلى القضية الفلسطينية، وقد حملوا السلاح ضد العدو منذ الثلاثينيات حتى حصروهم داخل الجدار العازل، وقد تصدوا لمشروعهم العنصرى وأجهضوا محاولاتهم المستميتة للتطبيع، وقادوا حملات لمقاطعتهم فى شتى المجالات.

• وقدموا للمجتمع صحافة موضوعية هادفة حملت الفكرة الإسلامية وقضايا الوطن، وخلقوا فنًّا نظيفًا يسعد الجماهير ولا يصطدم بالشرع والقيم.

• وهم أول من نادى بتقنين الشريعة، وأيدوا المطالبين بتحكيمها، وسعوا عمليًّا لتطبيقها.

• وهم من سبقوا بالإيمان وقدموا المئات من العلماء والمفكرين، ومهدوا طريق الدعوة لمن أراد السير فيه، مضحين فى سبيل ذلك بالغالى والنفيس.

• ونشروا دعوة الخير، وقادوا الناس إلى المساجد، وضربوا المثل للعامة فى طهارة الدعاة ونقاء الدعوة.

• ودافعوا عن الإسلام وردّوا غيبته، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، وقاموا بواجب النصح لعموم المسلمين.

• وقننوا العمل الإسلامى الحركى، ووضعوا له اللوائح والنظم، وأقاموا له المراكز والمؤسسات، وكتبوا عنه الرسائل والبحوث.

• واهتموا بالشباب، واستوعبوه فى دعوتهم حتى صار عمادها وخصيصة من خصائصها.

• وأسسوا مدرسة نموذجية ناجحة فى التربية الإسلامية، لها شخصيتها ومميزاتها.

• وأنشئوا جيلًا من الناس سوىّ النفس، يعيش لفكرة، ويعمل لغاية، ويكافح فى سبيل عقيدته.

• ونشروا الفكر الإسلامى الوسطى البعيد عن الغلو والتقصير، ووازنوا بين الثوابت والمتغيرات، وجمعوا بين العلم والتربية.

• وأحيوا فكرة الخلافة الإسلامية، وبذلوا المحاولات لتوحيد جهود المسلمين، وأزالوا الحدود النفسية بين أبناء الدين الواحد والتى صنعها المحتل ورعتها الأنطمة الفاسدة.

• وزرعوا الأمل فى نفوس الناس، وكرّهوا إليهم اليأس والقنوط، وضربوا المثل بحسن التوكل على الله والثقة فيه والاستناد إليه.

• وخلقوا شعورًا إسلاميًّا دفاقًا، يركن إليه القوى، ويعتز به الضعيف، ويأمل الجميع فى نتائجه وثمراته.
• وقدموا النموذج التطبيقى للفكر الإسلامى، وجددوا الخطاب الدعوى، وأزاحوا الستار عن جماليات ديننا الحنيف.

• واستعادوا هوية الأمة، واستدعوا مرجعيتها الإسلامية، وأيقظوا فى نفوس المسلمين حب الإسلام والغيرة على الدين.

• وأحيوا فريضة الجهاد فى عموم الأمة، وقرّبوا إلى أذهان الناس معنى الاستشهاد فى سبيل الله.

• وناصروا قضايا العالمين العربى والإسلامى، ودعموا الأقليات المسلمة وحركات الاستقلال والتحرر الوطنى، ونشروا الإسلام فى عشرات البلدان حول العالم.

• وأسسوا مشروعًا إسلاميًّا حضاريًّا لنهضة الأمة، فى مواجهة المشروع الغربى المهيمن.