استعرض موقع "الشارع السياسي" تصدر المغرب والأردن ومصر خلال الأيام الأخيرة من نوفمبر 2021، قطار التطبيع المتسارع مع الكيان الصهيوني ، وسط رفض وتظاهرات لهذه التحركات في الرباط وعمان وخفوت صوت الشارع في القاهرة وأسماه الموقع، أسبوع التطبيع بامتياز.
البداية مصر
انتبهت الورقة في تقريرها الرصدي إلى أن ما حدث خلال الفترة المحددة بنوفمبر على هامش اجتماعات منتدى غاز المتوسط بالقاهرة -الخميس قبل الماضي- وقع وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا ووزيرة الطاقة الصهيونية كارين الحرار على مذكرة تفاهم لإمكانية زيادة إمدادات الغاز لإعادة التصدير، حسب بيان وزارة البترول بحكومة الانقلاب.
وربطت الرصد بين ذلك وما حدث خلال الأشهر القليلة الماضية، من عقد مجموعات عمل مشتركة من البلدين عدة اجتماعات أجريت خلالها مراجعة شاملة لإمكانية التوسع في إمدادات الغاز الطبيعي لإعادة تصديره.
وتصريح وزير البترول والثروة المعدنية بحكومة الانقلاب أن "دعم التعاون المشترك من أجل الاستفادة من الموارد الطبيعية في البلدين أمر مهم".
ولفتت إلى أن الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى غاز شرق المتوسط الذي عُقد بالقاهرة شارك فيه وزراء قبرص واليونان وتل أبيب والأردن، وممثلين عن دول أجنبية، وتم اختيار قبرص لرئاسة منتدى العام المقبل.
جانتس بالرباط
ومن المغرب، أشارت الورقة إلى أن وزير الأمن الصهيوني، بني جانتس، والوزير المغربي المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، وقعا مذكرة تفاهم بشأن التعاون الأمني قالت عنها وزارة الحرب الصهيونية، إن "جانتس ولوديي، وقّعا مذكرة تفاهم دفاعية رائدة في مجالات الاستخبارات والتعاون الصناعي والتدريب العسكري وغير ذلك".
وأشارت الورقة إلى عدد من المواقف الشعبية بتظاهر مئات المغاربة ضد التطبيع المغربي المتصاعد مع الاحتلال، ومشاركة الحقوقيين والمواطنين، بدعوة الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع للتظاهر في فعاليات احتجاجية بمدن وجدة وبركان وبنسليمان وبني ملال وأولاد تايمة، لإدانة زيارة جانتس للرباط.
ولفتت إلى بيان الجبهة المغربية، الذي رفض أن يكون المغرب مطية للكيان الصهيوني لتحقيق مشاريعه التوسعية في منطقة المغرب الكبير، بحسب البيان.
وأبرزت الورقة تنديد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور أحمد الريسوني، بشدة العلاقات المغربية-الصهيونية، فقال "القضية لم تعد كما قيل، لكن المغرب الآن غارقة تماما في العلاقات المشبوهة مع العدو الصهيوني، وفتح الأبواب أمامه من صفقات شاملة وزيارات متتالية وغزوات صهيونية مدمرة".
ونقلت عنه إشارته إلى أن "المغرب يمتلك قدرات عسكرية واستخباراتية قوية، وأن دولا كثيرة تقدم خدماتها له، وتساءل بهذا الصدد، ما الذي يمكن للعدو الصهيوني أن يقدمه في هذه المجالات أكثر من اختراق وتورط وشراء مسؤولين وعملاء؟".
صفقة الماء
وخلال الفترة نفسها، ربط الموقع بين ما شهدته الأردن من احتجاجات غاضبة ضد صفقة الكهرباء مقابل الماء مع إسرائيل، حيث شارك آلاف الأردنيين في احتجاج حاشد في قلب العاصمة الأردنية عمان، احتجاجا على إعلان النوايا الموقع يوم الاثنين الماضي في دبي لعقد صفقة المياه مقابل الطاقة بين الأردن وتل أبيب والإمارات العربية المتحدة.
وأشارت إلى أنه "إذا تم تنفيذ الصفقة، ستكون واحدة من أكبر مشاريع التعاون الإقليمي بين دولة عربية والكيان المحتل، وتنص على قيام دولة الإمارات ببناء مصنع بقدرة 600 ميجاوات لتوليد الطاقة الشمسية لتصديرها إلى الكيان المحتل مقابل 200 مليون متر مكعب من المياه المحلاة سنويا".
واستدرك الموقع بنقل رد فعل الشارع الأردني -الذي يشكل فيه الفلسطينيين نسبة مقدرة- حيث تظاهرات عمت الشارع الأردني وأغلب الجامعات الأردنية للتنديد والاستنكار بتطبيع العلاقات، والمطالبات بإلغاء الصفقة على الفور وقطع العلاقات مع الإحتلال.
اتفاقات الإضعاف
ومن تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أ.إسماعيل هنية، خلال حفل افتتاح مؤتمر "رواد بيت المقدس" الثاني عشر- إسطنبول، انتقى الموقع تحذيره من أن التطبيع سيزيد الحكومات المطبّعة ضعفا، ولن يزيد الكيان الصهيوني قوة".
كما أبرزت هجومه على التطبيع المتزامن مع المؤتمر، حيث دعا إلى وضع خطة متكاملة لإسقاط التطبيع، الذي أخذ صفة التحالفات العسكرية والأمنية.
وتأكيده على أهمية إسقاط التطبيع وليس مجرد التصدي له، فقال "يجب علينا أن نسقط التطبيع، وألا نسمح لهذا الورم السرطاني بأن يتمدد في جسد الأمة الإسلامية، ولا يكفي أن نتصدى له فقط"، لافتا إلى أهمية وضع المخططات الكاملة لتحريرها من الاحتلال، وليس فقط التصدي للانتهاكات التي يمارسها.
ونقل الموقع أيضا في السياق، رؤيته أن المقاومة هي محور الإسقاط، وأن دعمها يشكل ذلك فقال إن "المقاومة مستمرة في مراكمة القوة، وبناء الصرح والوسائل والقدرات، مؤكدا أنها خيارنا الاستراتيجي؛ كانت ولا زالت وستبقى.
وتابع هنية "نحن بحاجة إلى جبهة موحدة مع مكونات الأمة، آن الأوان أن نحسم الصراع التاريخي مع العدو الصهيوني”، وبيّن أن عملية سيف القدس التي ردت عدوان الاحتلال الأخير على القدس وغزة، شكلت تحولا مهما في مجرى الصراع مع العدو في كل فلسطين، مشددا على أن القدس تشكل محور الصراع، ومفجرة الثورات، منذ التاريخ وحتى عملية الشهيد فادي أبو شخيدم.
وعن تعويل العرب على الأمريكان، لفت الموقع لرأي هنية من أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان يشكل انحسارا أمريكيا سيضعف حلفاءها في المنطقة، وأولهم العدو الصهيوني".
وأبرز الموقع طمأنة هنية المراقبين من أن أمريكا لم تعد شرطي العالم، وشمس الأمة لا تغرب، لكن ربما تتعرض لكسوف، واضعا عملية سيف القدس ونتائجها والانحسار الأمريكي والصهيوني.